* 9 قتلى في الاعتداء الإرهابي على كنيسة مارمينا بحلوان جنوب القاهرة

* إدانات خليجية وعربية ودولية للهجوم

* السيسي: مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف



* "داعش" يتبنى "هجوم سيناء"

القاهرة - عصام بدوي، وكالات

قتل 9 أشخاص في هجوم إرهابي نفذه مسلح على كنيسة مارمينا في ضاحية حلوان جنوب القاهرة صباح الجمعة، في اعتداء تزامن مع استعدادات الأقباط المصريين للاحتفال بعيد الميلاد بعد 9 أيام، وسط إدانات خليجية وعربية ودولية للحادث الإرهابي.

وقالت مصادر أمنية "استهدف هجوم إرهابي كنيسة مارمينا المصرية والواقعة في منطقة حلوان جنوب القاهرة، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وأسفر الحادث الإرهابي عن استشهاد أمين شرطة و8 مواطنين وإصابة 4 آخرين بينهم أمين شرطة تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج"، عشية احتفالات المصريين بأعياد الميلاد.

وصرح مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية المصرية، أنه صباح الجمعة، تصدت الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مارمينا بحلوان لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة. حيث قامت القوات بالتعامل الفوري معه، ونجحت في إلقاء القبض عليه عقب إصابته وضبط معه سلاح آلي و5 خزائن "150 طلقة" وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة، وأسفر ذلك عن استشهاد أمين شرطة و8 مواطنين وإصابة 4 آخرين من بينهم أمين شرطة تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.

وتشير المعلومات إلى أن الإرهابي المشار إليه كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية، ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك الإرهابي المشار إليه من أبرز العناصر الإرهابية النشطة وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية، وأسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين.

يشار إلى أن الإرهابي كان قد أطلق عدد من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس قبل إقدامه على ارتكاب الواقعة، مما أسفر عن استشهاد مواطنين كانا داخل المحل، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

وقال القس ديفيد، كاهن كنيسة مارمينا بحلوان، إن الكنيسة صغيرة وهاجمها مسلحان تقريباً بعد القداس الصباحي.

وأضاف كاهن الكنيسة، خلال مداخلة هاتفيه مع احدي القنوات الفضائية المصرية، أن المسلحين أطلقا النار على كل الموجودين بمحيط الكنيسة، وقتلا عدداً من الشرطة، ودخلا الكنيسة.

وتابع أنهما أطلقا النار على قوات الشرطة بالمنطقة، وعدد من المدنيين الموجودين حول منطقة الكنيسة، منهم مسن.

وأصدرت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بياناً بشأن الاعتداء على كنيسة الشهيد مارمينا ومحلاً يملكه مسيحي في حلوان.

وذكر البيان، أن كنيسة الشهيد مارمينا بحلوان تعرضت، صباح الجمعة، لاعتداء إرهابي بإطلاق أعيرة نارية، تجاه الكنيسة، من قبل مجهولين، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين.

وأسماء الضحايا هم "عماد عبد الشهيد 45 عاماً، صفاء عبد الشهيد 43 عاماً، وديع القمص مرقس 65 عاماً، إيفلين شكر الله 52 عاماً، وجيه إسحق 90 عاماً، رضا عبدالرحمن 45 عاماً، من القوة الأمنية، وروماني شاكر، وعاطف شاكر".

ومنذ ديسمبر الماضي، قتل أكثر من 100 شخص في اعتداءات استهدفت 3 كنائس وحافلة تقل أقباطاً في عدد من مدن البلاد، وتبنى تنظيم الدولة "داعش"، الاعتداءات متوعداً بالمزيد.

ويشن التنظيم هجمات على الجيش والشرطة خصوصاً شمال سيناء منذ عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في عام 2013، إلا أن عملياته امتدت في العام الأخير لتشمل الأقباط.

ويرجح وقوفه وراء اعتداء على مسجد يرتاده صوفيون في شمال سيناء أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص في نوفمبر الماضي.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول تعليق على الاعتداء أن "هذه المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية".

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الداخلية في بيان أن منفذ الهجوم يدعى إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى "33 سنة" وهو عامل ألوميتال ومتهم بارتكاب عدة اعتداءات سابقة من بينها هجمات ضد الشرطة.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة خالد مجاهد قال للتلفزيون الرسمي إن الاعتداء على الكنيسة الجمعة أوقع 9 قتلى، إضافة الى المهاجم الذي أردته الشرطة.

إلا أن وزارة الداخلية قالت بعد ذلك في بيان أن قوات الأمن "تصدت لمجهول كان يستقل دراجة بخارية حاول اجتياز النطاق الأمني الخارجي لكنيسة مارمينا وتمكنت من القبض عليه بعد إصابته"، من دون أن تؤكد مقتله.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لشخص يعتقد أنه منفذ الهجوم يظهر فيه رجل ملتح يرتدي سترة ذخائر ملقى على الأرض، بالكاد واعياً، فيما قيد الناس ذراعيه ثم كبلوا يديه.

وأوضحت الوزارة في بيانها أن قوى الأمن ضبطت مع المهاجم "سلاحاً آلياً" وخزان رصاص وعبوة متفجرة "قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة".

وأشارت إلى أنه قَتَل مواطنين اثنين بعد إطلاق النار في اتجاه محل تجاري كانا داخله قبل اقترابه من الكنيسة، ثم قتل 7 أشخاص بينهم شرطي.

وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن "الإرهابي كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير عبوة ناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حالا دون ذلك".

وأغلقت الشرطة محيط منطقة الاعتداء فيما تجمع الناس في المكان. وأمكن مشاهدة بقع دماء في موقع الحراسة أمام الكنيسة.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على صفحته الرسمية على فيسبوك أنه "تقرر أن تقام جنازة جماعية" للضحايا الأقباط الثمانية.

وقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "تعازيه لأسر شهداء هذا الهجوم الإرهابي" الذي "استهدف أحد الأماكن المقدسة في الأيام التي يحتفل بها أبناء الوطن من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد"، بحسب بيان أصدرته الرئاسة.

وأكدت رئاسة الجمهورية أن "هذه المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف".

ودان الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان "بأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الغادر"، مشدداً على أن "تكرار تلك الهجمات الإرهابية النكراء التي تستهدف الإخوة الأقباط في أيام الأعياد أصبح مفضوح الأهداف". واعتبر "أنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر مما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك".

ودعا الإمام الأكبر "أبناء الشعب المصري كافة إلى التصدي لهذا المخطط الخبيث، (...) من خلال مشاركة المسلمين لإخوتهم الأقباط في الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح".

ودانت دول الخليج الاعتداء. وفي باريس، دانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجوم الذي يأتـي "في فترة أعياد مسيحية"، وأكدت في بيان "تضامنها مع مصر في هذه المحنة".

ودانت حركة حماس الفلسطينية في بيان "جريمة كنيسة مار مينا" مؤكدة أنها "تثمن المواقف المسؤولة لأشقائنا في مصر وللطائفة المسيحية فيها تجاه قضية فلسطين ورفضهم لإعلان ترامب بخصوص القدس، وتتمنى لمصر وشعبها الأمن والأمان والاستقرار والازدهار".

وفي الرياض، عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن إدانة المملكة "الشديدة للهجوم الإرهابي"، مجدداً "وقوف المملكة مع الشقيقة مصر ضد هذه الأعمال الإرهابية الآثمة".

ورأت وزارة خارجية دولة الإمارات أن هذه الهجمات "لن تنال من عزيمة شعب مصر"، بينما شددت وزارة الخارجية البحرينية على وقوف المنامة مع مصر "في معركتها ضد الإرهاب وجهودها الرامية لاجتثاث جذور الإرهاب ومموليه".

وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن استنكارها للهجوم، مؤكدة "موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب".

كما بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري دان فيها الهجوم.

من جانب آخر، أعلن تنظيم الدولة "داعش"، الجمعة في بيان نشرته وكالة أعماق التابعة له على الإنترنت مسؤوليته عن هجوم على قوة تأمين فرع بنك في محافظة شمال سيناء لكن التنظيم لم يقدم دليلاً على أنه شن الهجوم. وقتل شرطياً ومدنياً في الهجوم الذي وقع في مدينة العريش عاصمة شمال سيناء الخميس.