نظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" ندوة بعنوان "التحديات المعاصرة في دراسة العلاقات الدولية"، تحدث فيها البروفسور ميشيل ليجوا رئيس معهد العلوم السياسية لوفان-أوروبا (ISPOLE)، وبحضور لفيف من الخبراء والأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن الدولي.

وقد سلطت الندوة التي عقدت أمس بجامعة البحرين الضوء على التحديات التي يواجهها العالم المعاصر، ومنها صعود الجهات الفاعلة من غير الدول، وعواقب انهيار الدول، ومعضلة التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسبل السياسة العالمية في القرن الحادي والعشرين، وذلك من وجهة نظر أوروبية.

وقال البروفسور ليجوا خلال الندوة: إنه على الرغم من وجود فاعلين آخرين في منظومة العلاقات الدولية حالياً، فإن الدولة ستظل هي اللاعب الأساسي في النظام الدولي، لأن القومية لاتزال أمرا مهما وسيادة الدول ووحدتها لاتزال هدفا أساسيا رغم بعض التوجهات الانفصالية مثل: إقليم كتالونيا.



ورأي المحاضر أنه من أجل تجنب ظهور الحركات الانفصالية يجب إيجاد البناء السياسي الكافي للاعتراف بالهويات المختلفة، لأن استمرار وجود هويات فرعية تطالب بالاستقلال يعني استمرار حالة عدم الاستقرار.قائلا: "إننا إذا نظرنا إلى الإنسانية نجد أنها مكونة من مجموعات ذات هويات مختلفة ولا يعد ذلك مشكلة بحد ذاته، وإنما تكمن المشكلة في توظيف تلك الهويات لأغراض سياسية".

واعتبر البروفسور ليجوا قرار الرئيس الأمريكي دولاند ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من العزلة للولايات المتحدة، وسيدفع دولاً مثل فرنسا إلى أن تقدم ذاتها كراع بديل لعملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن القيادة الأحادية للعالم لا تعد أمرا مرحبا به الآن، فهناك أدوار لقوى جديدة، كما أن هناك مستويات من التفاعلات المتعددة.

وفيما يتعلق بمصطلح "الشرق الأوسط الجديد"، أوضح أن ذلك المفهوم تم إطلاقه من جانب بعض العسكريين في الولايات المتحدة وتم بناؤه على وقائع شهدتها المنطقة خلال العقدين الأخيرين، ولكن ذلك المفهوم لا يجد التأييد في الدول الأوروبية، ولا يعد حلاً لمشكلات الشرق الأوسط، ولن يوقف النزاعات التي تشهدها المنطقة.

وأشار البروفسور ميشيل ليجوا إلى أن تفعيل التبادل التجاري سيساهم في الحد من الصراعات بين الدول، وسيؤدي إلى تقدم في العلاقات، وتعد العلاقات "الأمريكية – الصينية" نموذجا مفيدا في هذا المجال، فعلى الرغم من وجود أزمات تشهدها العلاقات بين الدولتين، لكنها لن تتحول إلى صدام عسكري.

يذكر أن البروفسور ميشيل ليجوا شغل منصب المنسق العلمي لعمليات حفظ السلام مع الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي، كما شغل منصب رئيس شبكة البحوث المعنية بعمليات السلام. وتتناول أبحاثه مواضيع عمليات السلام، ومجلس الأمن الدولي، ودراسات الأمن مع التركيز حاليا على مناطق الصحراء والمناطق الساحلية. وله العديد من الكتب والمقالات المنشورة.