لم أجد تعبيراً أختزل فيه إنجاز منتخبنا الوطني الواعد وتأهله إلى الدور قبل النهائي للنسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي تدور رحاها هذه الأيام على أرض الكويت أرض الصداقة والسلام أفضل من تعبير «كنتم رجالاً..».

لست الوحيد الذي لمس هذه الحقيقة التي جسدها جميع لاعبينا على أرض إستاد جابر الدولي في أمسية الجمعة التاسع والعشرين من ديسمبر 2017، بل إنها انطباعات ومشاعر جل من تابع منتخبنا في تلك الأمسية التي اجتمعت فيها إرادة وعزيمة اللاعبين مع حب وإخلاص وولاء الجماهير البحرينية التي ألهبت المدرجات ورفعت درجات الحماس داخل الملعب ولم تتأثر أبداً بتأخر المنتخب في الشوط الأول بركلة جزاء مشكوك في صحتها!

لاعبونا تسلحوا بالثقة بالنفس وبالإصرار والعزيمة والانضباطية التكتيكية ونجحوا في إدراك التعادل بل وكانوا قريبين جداً من خطف هدف الفوز لكنهم حققوا في نهاية المطاف مبتغاهم بالتأهل إلى الدور الثاني من البطولة ملامسين بذلك أحد الأهداف الرئيسة لهذه المشاركة التي جاءت على عجالة.

الآن علينا طي صفحة التأهل المستحق بكل ما فيها من مشاهد احتفالية وفتح صفحة جديدة هي الأهم لمواجهة المنتخب العماني الشقيق يوم الثلاثاء المقبل في مهمة لن تقل صعوبة عن مواجهة الحسم الأخيرة أمام العنابي القطري، بل إن لاعبينا وجهازيهم الإداري والفني يدركون صعوبة الحاجز العماني الذي وصفه الكثيرون هنا في موقع الحدث بالفريق الأبرز والأكثر تكاملاً.

هذه الأمور ليست خافية عن التشيكي سكوب ومعاونيه، بل إنها ليست خافية على نجوم منتخبنا الذين قدموا مثالاً للانضباط التكتيكي والأداء الرجولي وهذا ما نطالبهم بالاستمرار عليه في لقاء الثلاثاء الذي لا يقبل القسمة على اثنين، وكلنا ثقة في قدرة هذا المنتخب الواعد على تجاوز الجولة المقبلة مثلما تجاوز سابقاتها والذهاب إلى الجولة النهائية لإكمال مساعيه الرامية لتحقيق الحلم البحريني الغائب منذ 47 عاماً خصوصاً وأن المنتخب أصبح يحظى بثقة ودعم الجماهير البحرينية الوفية التي من المنتظر أن تتضاعف أعدادها في اللقاء القادم بفضل توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ودعم عدد من الشركات والمؤسسات الوطنية التي استجابت مشكورة لنداء الواجب الوطني.