* إيران تحذر محتجين "يمثلون تحدياً للحكومة والمؤسسة الدينية"

* المعارضة الإيرانية: النظام "خائف ومتخبط"

* اعتقال 200 شخص خلال التظاهرات في طهران



* السلطات الإيرانية تحجب مواقع التواصل الاجتماعي

سماء محمد - الأحواز، وكالات

حذرت السلطات الإيرانية المتظاهرين بأنهم "سيدفعون الثمن"، وحجبت موقعين للتواصل الاجتماعي لمنع المعارضين من تنظيم تظاهرات جديدة، وذلك غداة ليلة ثالثة من الاحتجاجات ضد السلطة في البلاد قتل خلالها 5 أشخاص وتم توقيف العشرات بينما تعرضت مبانٍ حكومية لهجمات.

واعتقلت السلطات الإيرانية 200 متظاهر في طهران، بحسب ما أعلن نائب محافظ طهران علي أصغر ناصربخت الأحد.

ووفقاً لمصادر داخل محافظة لورستان الإيرانية، أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين السلميين في مدينة دورود في مقاطعة لورستان ذات الأغلبية من قومية الورية. وذكرت مصادر من المدينة أن إطلاق النار أسفر عن مصرع 4 مدنيين وإصابة أكثر من 8 أشخاص.

وقد اعتقلت قوات الأمن الإيرانية عشرات الأشخاص فى الأيام القليلة الماضية منذ بدأت المظاهرات يوم الخميس. واعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من 50 شخصاً في مدينة مشهد الإيرانية، ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد طهران وفقاً لمصادر حقوقية إيرانية.

وبدأت الاحتجاجات في مدينة مشهد وطهران يوم الخميس لكن قبلها بأيام انتفضت مدن ومناطق مختلفة في الأحواز احتجاجاً على سياسة النظام الإيراني تجاه الشعب العربي الأحوازي. وحثت الاحتجاجات في مشهد وطهران بقية المدن الإيرانية على الثورة ضد الظلم والاستبداد إلى أن أنتشرت المظاهرات والاحتجاجات إلى مدن أخرى في إيران مثل كرمانشاه وشهركرد وتبريز وجمبرون "بندرعباس" ويزد وكرمان والصالحية "انديمشك"، وملاير وكاشان، نيشابور، عبادان وعدد من المدن الإيرانية الأخرى.

وهاجمت قوات الأمن الإيرانية المتظاهرين جنوب العاصمة طهران، حيث لم تؤكد السلطات الأمنية عدد الجرحى والمحتجزين. واستمرت المظاهرات الشعبية في مدن مختلفة في إيران، وأعربت السلطات الأمنية الإيرانية عن قلقها بشأن الاشتباكات مع التجمعات.

من جانبه، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد أن الأجهزة الحكومية ينبغي أن تؤمن لمواطنيها "مساحة للنقد"، محذّراً في الوقت نفسه المتظاهرين من أي أعمال عنف.

وقال روحاني في أول تعليق له على التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها مدن إيرانية عدة منذ الخميس "النقد شيء والعنف وتدمير الممتلكات شيء آخر.. الاجهزة الحكومية ينبغي أن تؤمن مساحة للنقد والاحتجاج المشروع".

من جهة أخرى، اعتبر روحاني أنه "لا يحق" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعاطف مع المحتجين الايرانيين بعدما "وصف قبل بضعة أشهر الأمة الإيرانية بأنها إرهابية".

وأضاف "هذا الرجل الذي يقف بكليته ضد الأمة الإيرانية لا يحق له أن يشفق على شعب إيران".

وباشرت وسائل الإعلام الرسمية بدورها ببث مقاطع للتظاهرات، واصفة الذين يحرقون الأعلام الإيرانية ويهاجمون أملاكاً عامة بأنهم "معادون للثورة".

وهي أكبر تظاهرات منذ الحركة الاحتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في 2009 والتي قمعتها السلطات بعنف.

من جانبها، قالت المعارضة الإيرانية، الأحد، إن النظام "خائف ومتخبط"، بعد أيام من الاحتجاجات ضربت عدداً من المدن على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران.

وأكدت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في بيان، أنه "في رابع يوم للانتفاضة العارمة للشعب الإيراني لإسقاط نظام ولاية الفقيه البغيض، اضطر قادة ومسؤولو النظام إلى الاعتراف بغضب واشمئزاز المواطنين على النظام وأبعاد هذه الانتفاضة".

في المقابل، قال وزير الداخلية عبد الرضى رحماني فضلي للتلفزيون الرسمي "الذين يبادرون إلى هدم الممتلكات العامة، وإثارة الفوضي وانعدام القانون، والمساس بأمن الشعب، مسؤولون أمام القانون بشأن تصرفاتهم ويجب أن يدفعوا ثمن هذا السلوك" مؤكداً "سنتحرك ضد أعمال العنف والذين يثيرون الخوف والرعب"، مميزاً بين "الذين لديهم مطالب مشروعة" و"المعادين للثورة".

وانطلقت التظاهرات الخميس في مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، قبل أن تنتشر وتطاول عدة مدن أخرى. وتواصلت التظاهرات يومي الجمعة والسبت ورفعت فيها شعارات مثل "الموت للطاغية".

لكن مع حلول بعد ظهر الأحد، لم تعد وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تفيد عن أي تظاهرة جديدة ضد الحكومة. وفي المقابل، تظاهر مئات الطلاب في جامعة طهران دعماً للحكومة، منددين كذلك بـ"الفساد وغلاء المعيشة".

ونقل الموقع الإلكتروني للتلفزيون الحكومي أن "مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى قرروا حجب موقعي تلغرام وإنستغرام مؤقتاً" لمنع تنظيم تظاهرات جديدة.

وكانت السلطات قطعت الإنترنت عن الهواتف النقالة لعدة ساعات ليل السبت الأحد.

وقتل متظاهران السبت خلال صدامات في مدينة دورود غرباً، بحسب ما أعلن نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاستهبور للتلفزيون الرسمي متهماً "مجموعات معادية وأجهزة استخبارات أجنبية بالوقوف وراء الاضطرابات".

وقال إن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين موضحا "هدفناً كان وضع حد سلمي للتظاهرات لكن وجود بعض الأشخاص والمجموعات أدى إلى وقوع الحادث ومقتل شخصين".

وكتب الحرس الثوري على تطبيق "تلغرام" أن "أشخاصاً يحملون أسلحة صيد وأخرى حربية انتشروا بين المتظاهرين وأطلقوا النار عشوائياً على المواطنين".

وأوردت وكالة "ايلنا" القريبة من الإصلاحيين أن "80 شخصاً أوقفوا في أراك بينما أصيب ثلاثة أو أربعة بجروح" في الصدامات التي شهدتها المدينة مساء السبت.

ولم يعلق أي من المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي أو الرئيس حسن روحاني منذ بدء التظاهرات.

ومساء السبت، وقعت صدامات بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن في حي جامعة طهران قبل أن تفرقهم الشرطة مستخدمة الغازات المسيلة للدموع.

وبثت وكالة أنباء مهر القريبة من المحافظين على تطبيق تلغرام الذي يتابعه نحو 25 مليون إيراني، أشرطة مصورة تظهر متظاهرين يهاجمون مقر بلدية الدائرة الثانية في طهران ويقلبون سيارة للشرطة.

وأعلن رئيس بلدية طهران محمد علي نجفي "لقد تعرضت منشآت تابعة للبلدية لأضرار طفيفة نتيجة هذه الأحداث. البعض يدمرون أملاك الشعب بأعمال عمياء"، بحسب ما نقلت عنه وكالة ايسنا، فيما تحدثت وسائل إعلام عن أعمال تدمير في العاصمة منددة بـ"مثيري اضطرابات".

واتهمت وسائل إعلام رسمية مجموعات "معادية للثورة" في الخارج باستغلال التجمعات.

وعلّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً الأحد على التظاهرات، وكتب على تويتر "تظاهرات كبرى في إيران، الشعب فهم أخيراً كيف تُسرق ثرواته وتُهدر لتُنفَق على الإرهاب".

وأضاف "الولايات المتحدة تراقب عن كثب وقوع أي انتهاك لحقوق الإنسان".