* أبرز أحداثها تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد وقطع العلاقات مع قطر

* السماح للمرأة بقيادة السيارة وفتح دور للسينما

* استضافة قمة ثلاثية في الرياض بحضور ترامب في أول زياره خارجيه له



* إقالات وأوامر ملكية وإحالة أمراء ووزراء للتحقيق بتهم فساد

* إطلاق مشاريع عالمية ضخمة على أراضي ثلاث دول

* تأهل المنتخب السعودي الأول إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018

الرياض - إبراهيم بوخالد

لم يكن عام 2017 ككل عام على السعوديين فأحداثه كانت حافلة بالقرارات والأحداث والتغييرات، سواء كانت السياسية منها أو الاقتصادية أوالاجتماعية، وعلى مختلف الصعد، حيث شهد هذا العام الذي شارف على الانتهاء جملة من الأمور التي انعكست على حياة المواطنين والمواطنات، لعل من أبرزها تعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد في السعودية، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع، ومحاربة الفساد بالتحفظ على عدد من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال، وقطع العلاقات مع دولة قطر، واستضافة قمة عربية إسلامية أمريكية في الرياض بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وصدور العديد من الأوامر الملكية التي ساهمت في تحفيز الاقتصاد الداخلي، والإعلان عن أعلى ميزانية إنفاق في تاريخ السعودية من تأسيسها.

كما شهد عام 2017 تمكين المرأة السعودية من نيل حقوقها وتوسيع قاعدة المشاركة في التنمية الوطنية وصناعة القرار، والسماح لها بقيادة السيارة، وقرار فتح دور السينما في البلاد، وإطلاق مشاريع اقتصادية عالمية من أهمها مشروع "نيوم" الذي يمتد على 3 دول، بالإضافة إلى تأهل المنتخب الأول لكرة القدم إلى تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا.

ونستعرض في هذا التقرير أهم الأحداث:

الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد

يعتبر تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد الحدث الأبرز في السعودية لعام 2017، حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً باختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع"، وتم "تعديل الفقرة "ب" من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم لتكون بالنص الآتي "يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكا وولياً للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس".

وقد اختار 31 من أصل 34 عضواً في هيئة البيعة محمد بن سلمان ولياً للعهد.

قطع العلاقات مع قطر

ومن الأحداث البارزة في عام 2017، قطعت السعودية بالإضافة إلى البحرين والإمارات ومصر علاقاتها مع قطر، حيث اتخذت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قرارها بالمقاطعة وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية كافة، وصرح مصدر مسؤول أن حكومة المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي، وحمايةً لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية، لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي.

وقال البيان "لقد اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة "الإخوان المسلمين" و"داعش" و"القاعدة"، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من السعودية، وفي مملكة البحرين الشقيقة، وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخلياً، كما اتضح للمملكة العربية السعودية الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لميليشيا الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن".

وأضاف البيان "كما أنها اتخذت هذا القرار تضامناً مع مملكة البحرين الشقيقة التي تتعرض لحملات وعمليات إرهابية مدعومة من قبل السلطات في الدوحة".

إقالات وتعيينات ولجنة عليا لمكافحة الفساد

أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمراً ملكياً بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ورئيس ديوان المراقبة العامة، والنائب العام، ورئيس أمن الدولة، وتقوم اللجنة استثناءً من الأنظمة والتنظيمات والتعليمات والأوامر والقرارات بحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام، وبالتحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر، واتخاذ ما يلزم مع المتورطين في قضايا الفساد العام. حيث تم التحفظ على عدد من الأمراء والوزراء ورجال الاعمال بتهمة مكافحة الفساد، حيث أوقفت لجنة مكافحة الفساد السعودية التي شكلت عدداً من الأمراء والوزراء السابقين، حيث تم التحفظ على 11 أميراً وعشرات الوزراء السابقين، و4 وزراء حاليين، كما أعادت فتح ملف سيول جدة والتحقيق في قضية وباء كورونا، وأفادت مصادر العربية بإيقاف.

إطلاق مشاريع عالمية ضخمة

في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحويل السعودية إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، أعلنت السعودية عن عدة مشاريع لتطوير البلاد، ومنها، مشروع القدية، أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم، ومشروع البحر الأحمر، يقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، وذلك على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في السعودية والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة، ومشاريع الطائف الجديدة، وهي مشاريع الطائف الجديدة تشمل مطار الطائف الدولي، وتطوير سوق عكاظ، وواحة التقنية، والإسكان والمدينة الصناعية، وتطوير مشروع "كورنيش السحاب"، وغيرها من المشاريع الجديدة التي تهتم بتطوير الطائف.

والمشروع الأضخم "نيوم"، حيث تم تصميم المشروع ليصبح الوجهة الأمثل للعيش في العالم مع توفير مزايا فريدة تتخطى بقية المراكز العالمية، ومنطقة "نيوم" ستركّز على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي: مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، وذلك بهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي.

قيادة المرأة للسيارة والسماح بدور سينما

وفي قرار تاريخي طال انتظاره وجَّه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمراً سامياً بالسماح بإصدار رخص قيادة للسيارات للنساء في السعودية، واعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية في السعودية، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث، على حد سواء.

جاء ذلك ضمن الأمر السامي الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين، لوزير الداخلية، يقضي بتشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات "الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية" لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، وعلى اللجنة الرفع بتوصياتها خلال شهر، على أن يكون التنفيذ اعتبارا من 10 يونيو المقبل، ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة.

كما وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للمرئي والمسموع في السعودية على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة، ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً.

وقالت وزارة الثقافة والإعلام في بيان صحافي إن "الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع".

وأضافت "سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة"، كما أكدت بأن "العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثري وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة". وقال الوزارة في البيان إنها تسعى للارتقاء بالعمل الثقافي والإعلامي، في إطار دعمها للأنشطة والفعاليات، وتأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة.

قمة الرياض الثلاثية

استضافت السعودية قمة الرياض 2017، وهي سلسلة من ثلاثة مؤتمرات عُقدت بين 20 و21 مايو 2017 بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه. وتضمنت القمة اجتماعاً ثنائياً بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واجتماعين آخرين، أحدهما مع دول مجلس التعاون الخليجي والآخر مع الدول العربية والإسلامية، حيث وقعت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة مذكرة تفاهم لتأسيس مركز لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، واتفق المجتمعون على عقد قمة سنوية، لاستعراض التقدم المحرز في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال هذه القمة.

أما القمة الثالثة، فهي القمة العربية الإسلامية الأمريكية والتي شارك فيها قادة وممثلون من 55 دولة إسلامية نتج عنها تأسيس مركز عالمي مقره الرياض لمواجهة الفكر المتطرف تحت اسم اعتدال، وظيفته تبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب وتحركات التنظيمات الإرهابية. وأكد بيان القمة الختامي التزام الدول المشاركة الراسخ بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وتم الاتفاق بين الدول المشاركة على التصدي للجذور الفكرية للإرهاب وتجفيف مصادر تمويله. كما أوضح البيان على ارتياح الدول المشاركة للعمل مع الحكومة الشرعية والتحالف للتصدي للجماعات الإرهابية في اليمن، ورحبوا بتوفير 34 ألف جندي كقوة احتياط لدعم العمليات ضد الإرهاب في العراق وسوريا.

البطريرك الماروني بشارة الراعي في السعودية

في زيارة تاريخية، كونها الأولى لرأس الكنيسة المارونية في لبنان إلى السعودية، وصل البطريرك الماروني اللبناني، مار بشارة بطرس الراعي، إلى العاصمة الرياض، وهذا ما أكده الراعي في تصريح صحافي بمطار بيروت قبل توجه إلى الرياض، بقوله، "هي الآن تأخذ صفة تاريخية ومهمة بالنسبة إلى الحدث الذي نعيشه اليوم في لبنان..".

وأضاف "كل العيون اللبنانية تتوسم خيراً، ونحن أيضاً، لأنه لم يأتِ من المملكة العربية السعودية تاريخياً إلا كل خير، وفي مراحل هذه العلاقة المميزة والصداقة كانت المملكة دائما إلى جانب لبنان في كل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والإنمائية".

وأردف قائلاً "هذه الزيارة ألبيها بكل فرح، ويشرفني ذلك، خصوصاً أنني أول بطريرك ماروني يزور المملكة، علما بأنه في عهد البطاركة أسلافنا عريضة المعوشي وخريش والبطريرك صفير، كان هناك مراسلات بين البطاركة والملوك في المملكة".

التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا

توج المنتخب السعودي لكرة القدم جهوده في التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 بحجز بطاقة التأهل للمونديال الروسي إثر فوزه الثمين 1-صفر على ضيفه الياباني، في الجولة العاشرة من مباريات المجموعة الثانية بالدور النهائي من التصفيات. وصعد المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه،وكان آخر مشاركة للمنتخب السعودي في كأس العالم تعود إلى العام 2006.

ميزانية بإنفاق تاريخي

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ميزانية المملكة للعام المقبل. وقال خادم الحرمين إن الميزانية تعتبر الأكبر في تاريخ المملكة بأسعار نفط متدنية، والتي تضمن استمرار نمو الاقتصاد عبر تنويع القاعدة الاقتصادية.

وكشف خادم الحرمين أنه سيتم إطلاق 12 برنامجاً لتحقيق أهداف رؤية 2030، وتمكين القطاع الخاص، بالإضافة إلى تحقيق كفاءة الإنفاق، وتخفيف العبء عن المواطنين.

وقال الملك سلمان "نشيد بما تحقق من خفض العجز في 2017، مع استهداف خفض العجز ليكون أقل من 8% في العام المقبل". وأضاف "الميزانية ستواصل الصرف على التنمية في القطاعات المختلفة، وإنفاق كبير من الصناديق الحكومية بما يوفر المزيد من فرص العمل للمواطنين والمواطنات، ووجهنا برفع وتطوير الخدمات الحكومية وتعزيز كفاءة الإنفاق والشفافية لتحوز رضا المواطنين والمواطنين، ومحاربة الفساد والمحافظة على المال العام".

وبحسب ما أعلنته السعودية عن الميزانية الجديدة للعام المقبل 2018، سيبلغ حجم الإنفاق التاريخي بنحو 978 مليار ريال، أي بزيادة 5.6% عن العام 2017 الذي تم خلاله إنفاق 926 مليار ريال.