شهد عام 2017، انتصارات وانكسارات، وإنجازات، وإخفاقات، خاصة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، لعل أبرزها إعلان هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، خاصة في معاقله بسوريا والعراق، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لاسرائيل وعزمه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، والأزمة القائمة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "البحرين والسعودية والإمارات ومصر"، من جهة، وقطر من جهة أخرى، على خلفية دعم الأخيرة للإرهاب ومحاولاتها التقرب من إيران. وقد شهد العام الماضي، استمرار دعم إيران للمنظمات الإرهابية خاصة ميليشيات "حزب الله" في لبنان، والمتمردين الحوثيين في اليمن. في الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل تعرض بلدان كثيرة خاصة مصر وافغانستان وإسبانيا وبريطانيا والصومال مجدداً لهجمات دامية في العام الجاري من تخطيط وتنفيذ تنظيم الدولة "داعش"، او مجموعات متصلة بالقاعدة.

وعلى المستوى العالمي، فقد نددت الامم المتحدة بـ"التطهير العرقي" الذي يتعرض له أقلية الروهينغا المسلمة في بورما، واتهمت الجيش البورمي بالـ"تخطيط" للهجمات مشيرة إلى "عناصر إبادة". من جهة أخرى، شهد العام الماضي، تصعيد بين أمريكا وكوريا الشمالية، حيث نفذت كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة، الأقوى في سلسلة تجارب صاروخية كثفتها مؤخراً.

وفي السطور التالية، تذكير بأبرز الأحداث التي طبعت عام 2017.



* عام ترامب: في 20 يناير أصبح الملياردير الأمريكي دونالد ترامب البالغ 70 عاما رئيسا للولايات المتحدة من خلال شعار "أمريكا أولا"، في ولاية وسمت انطلاقتها شبهات بالتآمر مع روسيا.

سعى ترامب في تغريدة صباحية تلو الأخرى إلى إبطال إنجازات سلفه الديمقراطي باراك أوباما، فانسحب أو هدد بالانسحاب من عدد من الاتفاقات الدولية "التبادل الحر، المناخ، الهجرة الصحة، يونسكو". وفي 6 ديسمبر أثار صدمة حول العالم معلنا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما عاد عليه بإدانة واسعة في الأمم المتحدة.

وفي 20 ديسمبر، حقق ترامب أول تعديل بارز للقوانين في ولايته عبر التصويت لصالح تعديلات ضريبية واسعة.

* في 5 يونيو قطعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "السعودية والبحرين والإمارات ومصر"، العلاقات مع قطر واتهموها بدعم مجموعات متطرفة وبالتقارب مع إيران.

وفي نوفمبر أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من الرياض متهما طهران بالتدخل في شؤون بلده، وسط احتدام التوتر بين السعودية وإيران. وقد سحب الحريري استقالته لاحقا، كما تعتبر السعودية أن إيران تقف وراء تمرد الحوثيين في اليمن. وتشهد اليمن "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بحسب الأمم المتحدة.

في الشهر نفسه في السعودية تم توقيف اكثر من 200 شخصية نافذة في إطار حملة على الفساد في المملكة بينهم وزراء ووزراء سابقون، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة. و لاحقا افرج عن معظمهم في مقابل تسديدهم أموالا اعتبر أنه تم كسبها بطريقة غير مشروعة.

وتزامنت التوقيفات مع تسريع ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تنفيذ خطته الاقتصادية الشاملة التي تسمى "رؤية 2030" لتنويع موارد الاقتصاد السعودي وقيادة المملكة نحو حقبة ما بعد النفط.

كذلك أثار قرار ترامب بشأن القدس تظاهر عشرات آلاف العرب والمسلمين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم في مسيرات وتظاهرات أحرقت خلالها أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل وداس فيها متظاهرون على صور ترامب. كما اندلعت مواجهات في الأراضي الفلسطينية بين متظاهرين فلسطينيين والأمن الإسرائيلي فيما دعت حركة حماس الى "انتفاضة ثانية".

* هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، في 17 أكتوبر في سوريا، طرد تنظيم الدولة "داعش"، من الرقة في حملة عسكرية لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، تحالف الفصائل الكردية العربية الذي تدعمه واشنطن. وفي 9 ديسمبر في العراق أعلنت بغداد الانتصار على هذا التنظيم المتشدد. لكن البلدين ما زالا يواجهان تحديات خطيرة بعد تدمير مدنهما واستمرار التهديد المتطرف.

كذلك تعرضت بلدان كثيرة ولا سيما مصر وأفغانستان وإسبانيا وبريطانيا والصومال مجددا لهجمات دامية في العام الجاري من تنفيذ أو إيحاء تنظيم الدولة الإسلامية أو مجموعات متصلة بالقاعدة.

* تصعيد مع بيونغ يانغ: في 3 سبتمبر نفذت كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة، الأقوى في سلسلة تجارب صاروخية كثفتها مؤخرا. وفي آخر نوفمبر أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن بلاده أصبحت دولة نووية بعد تجربة ناجحة لصاروخ قادر على ضرب أي موقع في الولايات المتحدة. ورد ترامب بالتهديد بـ"التدمير التام" لكوريا الشمالية في حال هجومها.

وفي 22 ديسمبر شددت الأمم المتحدة العقوبات على كوريا الشمالية.

* انطلاق بريكست: في 29 مارس بدأت لندن آلية للخروج من الاتحاد الأوروبي بعد 9 اشهر على استفتاء بشأنه أثار انقساما في البلاد.

وفي 8 يونيو، دعت رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي إلى انتخابات تشريعية مبكرة على أمل تعزيز موقعها في البرلمان، لكنها خرجت منها أكثر ضعفا. وفي 8 ديسمبر بعد اشهر من المشاورات اتفقت بروكسل ولندن على ترتيبات الانفصال ما فتح المجال أمام بدء مناقشات تجارية.

* زلزال سياسي في فرنسا: في 7 مايو فاز الوسطي المؤيد لأوروبا إيمانويل ماكرون البالغ 39 عاما في الانتخابات الرئاسية بفارق كبير عن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. وتمكن على رأس حركته "إلى الأمام!" التي أنشئت قبل عام، من إزاحة الحزبين الحاكمين الكبيرين في فرنسا للمرة الأولى عن الإيليزيه، أي الحزب الاشتراكي و"الجمهوريون".

* انهيار اقتصادي في فنزويلا: في 30 يوليو، انتخبت جمعية تشريعية تتمتع بسلطات محدودة في استحقاق قاطعته المعارضة، بعد أربعة أشهر من التظاهرات العنيفة. وأقالت الجمعية المدعية العامة لويزا اورتيغا المعارضة الشرسة للرئيس نيكولاس مادورو ثم منحت نفسها سلطات البرلمان. ويعتبر البلد الذي انهكه انهيار أسعار الخام في حالة تخلف جزئي عن السداد.

* "تطهير عرقي" للروهينغا: بعد هجمات أواخر أغسطس على مراكز للشرطة البورمية رد الجيش بعملية عسكرية على قرى الروهينغا. وفر مذاك اكثر من 655 ألفا من أفزاد هذه الأقلية المسلمة إلى بنغلادش. وفي 11 سبتمبر، نددت الأمم المتحدة بـ"تطهير عرقي"، واتهمت بورما بالـ"تخطيط" للهجمات مشيرة إلى "عناصر إبادة".

* محاولة انفصال كاتالونيا: في أكتوبر، نظمت كاتالونيا استفتاء بشأن استقلالها رغم منعه بقرار من القضاء الإسباني.

وفي 27 منه اعلن البرلمان الكاتالوني الاستقلال من جانب واحد، فردت مدريد بوضع الإقليم تحت وصايتها وأقالت حكومته وحلت برلمانه قبل الدعوة إلى انتخابات مبكرة في الإقليم. ولجأ الرئيس الكاتالوني المقال كارليس بوتشيمون إلى بروكسل هربا من الملاحقات القضائية.

* في 21 ديسمبر أحرزت الأحزاب الانفصالية أكثرية مطلقة بعدد المقاعد في البرلمان الكاتالوني فيما جمع أنصار الوحدة مع إسبانيا أكثرية بعدد الأصوات.

* صدمة واينستين: في 5 أكتوبر اتهم عدد من النساء المنتج الذي يتمتع بنفوذ هائل في هوليوود هارفي واينستين بالتحرش الجنسي.

وفي تبعات الفضيحة توالت المعلومات عن اعتداءات جنسية وتحرش واغتصاب في بلدان كثيرة وطالت الى جانب السينما عالمي الإعلام والسياسة.

* سقوط موغابي في زيمبابوي: في 21 نوفمبر استقال روبرت موغابي "93 عاما"، بعد 37 عاما في الحكم بعدما تخلى عنه الجيش وحزبه، ليخلفه في الرئاسة نائب الرئيس السابق إيمرسون منانغاغوا.

* ظواهر مناخية قصوى: بعد عامين على ابرام اتفاقية باريس للمناخ شهد عام 2017 في الأول من يونيو إعلان الأمريكيين الانسحاب من الاتفاقية فيما واجهت مناطق مختلفة حول العالم سلسلة كوارث مناخية "أعاصير عاتية، زلازل، وحرائق كاسحة". ويتوقع ان يرد هذا العام بين السنوات الثلاث الأكثر حرارة المسجلة على الإطلاق في العالم.