A
A
وليد صبري
يعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على يد المتمردين الحوثيين أوائل ديسمبر 2017، الحدث الأبرز في اليمن في 2017 بشكل خاص، وخلال العقدين الماضيين بشكل عام.
وعلى المستوى العسكري، شهد عام 2017، تلقى المتمردون الحوثيون هزائم متتالية من القوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، لعل أبرزها تحرير مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز جنوب غرب البلاد، قبل أن تتحرك القوات الحكومية مسنودة بالتحالف العربي، خلال الأسبوع الأول من ديسمبر، باتجاه محافظة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون، على البحر الأحمر.
أما سياسيا، فقد غاب أي تطوّر في ما يتعلق بمساعي حل الأزمة اليمنية، حيث أخفقت الأمم المتحدة في التوصّل إلى خارطة طريق تقود نحو التسوية، وجوبهت جميع المبادرات المطروحة في هذا الإطار بالرفض، نتيجة تعنت المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وبتحرير مديرية الخوخة، تمكَّن الجيش اليمني من التواجد على مشارف مديرية "التحيتا" شمالا، و"حيس" شرقا، والسيطرة على معسكر "أبو موسى الأشعري"، أحد أهم المواقع العسكرية في الساحل الغربي للبلاد، الذي سيطر عليه الحوثيون.
وفي المحافظات الشمالية من البلاد، حققت القوات الحكومية تقدما في مديرية "صرواح" بمحافظة مأرب، شرق صنعاء، كما سيطرت على بعض المناطق في محافظات الجوف وحجة وصعدة على الحدود اليمنية مع السعودية.
سياسيا، أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عدة جولات مكوكية في عدد من بلدان المنطقة، لاستئناف المشاورات المتعثرة منذ رفع مفاوضات الكويت في أغسطس 2016، لكنه أخفق في تحقيق أي تقدم.
في الوقت ذاته، أدخل مقتل صالح الحوثيين في حالة من التخبط، وعلاوة على سلسلة الاعتقالات التي طالت قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي، بدأت القوات الحكومية مسنودة بالتحالف بالانقضاض عليهم في جبهات مختلفة وخصوصا في الساحل الغربي للبلاد.
ومن المتوقع أن يلجأ التحالف العربي لاحتواء القوات الموالية لصالح، ودمجها مع القوات الحكومية والمقاومة الشعبية خلال العام المقبل، من أجل مواجهة الحوثيين.
أحداث استشرافية يدعمها رفع الإمارات للإقامة الجبرية عن نجل صالح، أحمد علي عبدالله صالح، والسماح لمسؤولين يمنيين بزيارته وتقديم التعازي له، بعد أيام من زيارة ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، له.