حوراء يونس:

مع بدء تطبيق الضريبة الانتقائية يكثر الحديث عن مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، وكأن ارتفاع سعر هذه المنتجات ذكّر بأضرارها ففتح النقاش مجدداً على السوشيال ميديا حول تأثيراتها.

اختصاصية التغذية العلاجية وعلم نفس التغذية مريم الوداعي قالت لـ"الوطن" إن العبوة الواحدة من المشروبات الغازية أو الطاقة (355 مل) تحتوي على 10 ملاعق صغيرة من السكر، علماً أن توصيات رابطة القلب الأمريكية لاستهلاك السكر هي عدم تجاوز 9 ملاعق صغيرة للرجال و6 ملاعق صغيرة للنساء.


"الدايت" يزيد الطين بلة

يلجأ كثيرون إلى المشروبات الغازية "الدايت" كبديل يعتبرونه أخف ضرراً، فهل هو كذلك فعلاً.

لفت الوداعي إلى أن "الدايت" والمشروب الغازي العادي "مشروبان متقاربان من ناحية المكونات عدا عن نوع المحلى المستخدم في تصنيعهما، فالطعم "الحلو" للعادي يأتي من شراب الفركتوز المركز الذي يحتوي سعرات حرارية هائلة إضافة إلى أضراره التي تكمن في رفع سكر الدم. وفي عصر هوس الأفراد بمنتجات الدايت استغلت الشركات ذلك فروّجت منتجاتها عبر وضع خيار "الدايت". ومن المتعارف عليه أن الدايت خال من السكر لكنه مليء بالمحليات الصناعية مما "يزيد الطين بلة" إذ أغلب هذه المحليات لم يختبر تأثيرها على صحة الأشخاص. فمثلاً "الأسابرتيم" هو أكثر المحليات المستخدمة في صناعة مشروبات الدايت ووجدت الدراسات أن استهلاكه المفرط يؤثر على التركيبات الكيميائية في الدماغ مما يزيد عدد نوبات الصرع والصداع والاكتئاب، إضافة إلى كونه عاملاً يزيد احتمال تعرض الأفراد للإصابة بمرض السكري. ولا توجد أية دراسة تثبت فعاليته في نزول الوزن بل على العكس تماماً أثبتت الدراسات أن تناوله يزيد شهية الشخص ويؤدي إلى زيادة تراكم الدهون في الجسم خاصة منطقة البطن".

هشاشة وسرطان

وأضافت الوداعي "بتحليل مكونات المشروبات الغازية التي تكتب عادة على الملصق، يجب الأخذ بعين الاعتبار أولاً أن هناك قاعدة تطبق على جميع المنتجات الغذائية وهي التدرج في ذكر المكونات من الأكثر استخداماً في صناعة المنتج إلى الأقل، وعند ملاحظة مكونات المشروبات الغازية نجد أن السكر سواء على هيئة السكر العادي أو شراب الفركتوز المركز يكتب من أوائل المكونات. كما يمكن ملاحظة احتوائها على حمض الفسفوريك ذي الحمضية الشديدة الذي يؤثر تناوله بشكل مستمر على صحة الكلى ويزيد نسبة الإصابة بالارتجاع الحمضي المريئي والإصابة بهشاشة العظام، وتآكل طبقة المينا في الأسنان. كما تحوي المشروبات الغازية على الصبغة الصناعية المعروفة بـ"الكارميل" التي تعطي اللون المميز لتلك المشروبات والتي ربطتها الدراسات بالإصابة بالسرطان. ويمكن ملاحظة احتواء الملصق على نكهات طبيعية لكنها في حقيقة الأمر نكهات تصنع من مركبات كيميائية لتشبه النكهات الطبيعية".

تناول العصائر "بذكاء"

هل تشكل العصائر بديلاً صحياً للمشروبات الغازية؟

نصحت الوداعي عند شراء العصائر بـ"ملاحظة مكوناتها فعند زيادة عدد المكونات الموجودة يعني ذلك زيادة التركيبات الصناعية فيها فليست جميع العصائر مفيدة كما يظن كثيرون، فيجب اختيار العصائر الطبيعية 100% الخالية من السكر وشراب الفركتوز المركز"، داعية إلى تناول الفاكهة بدلًا من عصرها للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن من ناحية القيمة الغذائية.

مشروبات الطاقة كارثة

وعن مقارنة مشروبات الطاقة بالمشروبات الغازية، قالت الوداعي "كلاهما ينافس الآخر، لكن مشروبات الطاقة تكتسح المنافسة إذ تضاف إليها كميات كبيرة من المواد المحفزة والمنبهة للجهاز العصبي كالكافيين والتروين التي يمكن أن تسبب الكثير من الأعراض بما في ذلك زيادة خفقان القلب، وارتفاع ضغط الدم والغثيان والقيء، والتشنجات، كما سجلت عدد من حالات الوفيات لمستهلكيها".