* خامنئي يكيل التهم للمحتجين.. والنظام يهدد بإعدام المعتقلين

* تقرير مسرب يكشف حالة النظام الإيراني بعد "الانتفاضة"

* مقتل 9 متظاهرين في أصفهان ومهاجمة أقسام شرطة



* توقيف المئات بينهم 450 شخصاً في طهران

* ليالٍ دامية تزيد عدد ضحايا القمع الإيراني

* أمريكا تندد بالنظام الإيراني "الوحشي والفاسد"

* ترامب يهاجم حماقة أوباما بشأن إيران.. وعنف النظام يتصاعد

* بريطانيا تدعو إلى نقاش "جدي" في إيران

* واشنطن تطالب برفع القيود على مواقع التواصل

* فرنسا قلقة من الاعتقالات بإيران

* كندا تدعو طهران إلى "احترام الحقوق الديمقراطية"

الأحواز - نهال محمد، لندن - كميل البوشوكة، وكالات

في أول تعليق له منذ انطلاق الاحتجاجات في إيران قبل أسبوع، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، إن "أعداء إيران" يعمدون إلى إثارة الاضطرابات في البلاد، فيما حذرت "المحكمة الثورية" في طهران من أن المحتجين المعتقلين قد يواجهون قضايا عقوبتها الإعدام، إذا مثلوا أمام القضاء، بينما قتل 21 شخصا وأصيب العشرات واعتقل المئات بينهم 450 محتجاً في طهران وحدها، منذ اندلاع الاحتجاجات الحاشدة ضد النظام الخميس الماضي.

في سياق متصل، كشف تقرير مسرب عن اجتماع المرشد الإيراني مع القادة السياسيين ورؤساء قوات الأمن في البلاد مؤخراً، أن الاحتجاجات أضرت بمختلف القطاعات في البلاد، وأنها تهدد أمن النظام ذاته. وأظهر التقرير الذي يضم خلاصة اجتماعات تمت حتى 31 ديسمبر الماضي، أن الأوضاع يمكن أن تتدهور أكثر، وأن الأمور باتت معقدة للغاية، وتختلف بشكل كبير عن أي أحداث مماثلة وقعت في السابق. وأشار التقرير الذي وصل إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وترجم من الفارسية إلى الإنجليزية، أن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 6 أيام أضرت بكل قطاع من قطاعات اقتصاد البلاد، وتهدد أمن النظام.

من جهة أخرى، اتهم خامنئي "أعداء" إيران بالتآمر ضد الجمهورية، في أول تعليق له على التظاهرات المستمرة لليوم السادس احتجاجا على الضائقة الاقتصادية في البلاد.

وقتل 9 أشخاص ليل الاثنين وسط إيران حيث حاول متظاهرون مهاجمة مركز شرطة، بحسب الإعلام الرسمي. وبذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 21 قتيلاً، منذ أن انطلقت التظاهرات الخميس في مشهد شمال شرق البلاد، ثاني مدن إيران، قبل أن تنتشر سريعاً وتمتد إلى جميع أنحاء البلاد.

وتركزت الاحتجاجات بصورة رئيسة في المدن الصغيرة والمتوسطة، إلا أنه تم توقيف 450 شخصاً في طهران منذ السبت، وفق السلطات التي نشرت قوات أمنية إضافية للتصدي للحركة الاحتجاجية التي لا يبدو أنها تتبع تنظيماً معيناً أو تقودها جهة معينة.

وسبق للرئيس الإيراني حسن روحاني أن انتقد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاحتجاجات الإيرانية.

وجدد الرئيس الأمريكي الثلاثاء إشادته بالمتظاهرين في إيران الذي قال إنهم يتحركون ضد نظام طهران "الوحشي والفاسد".

وكتب في تغريدة على تويتر "كل تلك الأموال التي أعطاهم اياها الرئيس "الأمريكي السابق باراك" اوباما بحماقة ذهبت إلى الإرهاب وداخل "جيوبهم". القليل من الطعام لدى الناس؛ الكثير من التضخم؛ وانعدام حقوق الإنسان. الولايات المتحدة تراقب".

واعتبر الرئيس الأمريكي الاثنين أن "زمن التغيير" حان في إيران، بعدما أكد في وقت سابق أن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن 6 متظاهرين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن فيما كانوا يحاولون مهاجمة مركز للشرطة في مدينة قهدريجان بمحافظة أصفهان.

وقتل عنصر في الحرس الثوري الإيراني وأصيب آخر برصاص أطلق من سلاح صيد في كهريز سانغ.

وكانت السلطات أعلنت مساء الاثنين عن مقتل شرطي برصاص أطلق من سلاح صيد في نجف اباد.

وأفاد التلفزيون الرسمي بتوقيف مئة شخص مساء الاثنين في محافظة أصفهان.

وفي طهران، قال نائب المحافظ علي أصغر ناصر بخت متحدثاً لوكالة إيلنا العمالية القريبة من الإصلاحيين "أوقف مئتا شخص السبت و150 الأحد و100 الاثنين".

وحذر موسى غضنفر أبادي رئيس محكمة طهران الثورية المحتجين من أن المعتقلين سيواجهون عقوبات مشددة.

وقال غضنفر أبادي إن السلطات ستقدم المعتقلين لمحاكمة عاجلة وإن قادة المحتجين سيواجهون اتهامات خطيرة تصل عقوبة بعضها إلى الإعدام.

واتهم مساعد القائد العام للحرس الثوري العميد رسول سنائي راد حركة مجاهدي خلق المعارضة ومجموعات مؤيدة لعودة الملكية متمركزة في الخارج بـ"الوقوف خلف هذه الأحداث"، وفق وكالة تسنيم.

وعلى الرغم من ذلك، أعرب نائب وزير الداخلية الإيراني حسين ذو الفقاري عن تفاؤله بقرب انتهاء التحرك.

وقال، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام عدة، "في معظم مناطق البلاد، يتعاون الناس مع القوات المكلفة الحفاظ على الأمن والنظام"، مؤكداً أن "الاضطرابات في بعض المواقع ستنتهي بشكل سريع جداً".

وذكر أن 90 % من المعتقلين أقل من 25 عاماً الأمر الذي يظهر مدى إحباط الجيل الأصغر سناً من الوضع الاقتصادي وغياب الحريات الاجتماعية.

وتركزت المظاهرات التي تفجرت الأسبوع الماضي على الصعوبات الاقتصادية واتهامات الفساد في البداية لكنها تحولت إلى احتجاجات سياسية.

وسرعان ما انصب الغضب على القيادة الدينية التي تتولى إدارة البلاد منذ الثورة عام 1979 بما في ذلك خامنئي صاحب أعلى سلطة في النظام الإيراني الذي يجمع بين الحكم الديني والنظام الجمهوري.

ويشعر كثير من الإيرانيين باستياء من التدخلات الخارجية ويريدون أن يعمل قادتهم على توفير فرص العمل في البلاد التي وصل معدل البطالة فيها إلى 29 % العام الماضي.

وأحجم الرئيس حسن روحاني عن قبول المسؤولية عن المشاكل التي أثارها المحتجون وحمل مسؤولية أوجه النقص في أداء الحكومة لسلفه وللولايات المتحدة.

وقال "الناس في الشوارع لا يطلبون الخبز والماء بل المزيد من الحرية" وهو ما يشير ضمناً إلى أن المحتجين لا يستهدفون حكومته بل المؤسسة الحاكمة الأكثر تشدداً.

وقال محمد باقر نوبخت المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي إن على المحتجين وقوات الأمن إتباع القانون.

وتشهد إيران منذ الخميس الفائت تظاهرات عنيفة خلفت أكثر من 21 قتيلاً، انطلقت احتجاجاً على الضائقة الاقتصادية قبل أن تتحول تدريجياً إلى رفض للنظام برمته. وباتت موجة الاحتجاجات التي انطلقت في مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، في 28ديسمبر وانتشرت بسرعة، الأكبر التي يشهدها البلد الخاضع لمراقبة مشددة منذ احتجاجات تخللها عنف إثر انتخابات مثيرة للجدل في 2009.

وتتواصل التجمعات - وهي الأكبر منذ تظاهرات 2009 التي تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد - على الرغم من إغلاق السلطات لموقع انستغرام وتطبيق تلغرام اللذين يستخدمان لتوجيه الدعوات إلى التظاهر.

وكان روحاني توعد بأن "أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب"، غير أنه أكد في المقابل عزم الحكومة على "تسوية مشكلات المواطنين"، لا سيما البطالة التي تطاول 12% من القوة العاملة.

وتواصلت ردود الفعل على الأحداث في إيران، فأعلنت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء في بيان أن "تركيا قلقة إزاء الأنباء عن أن التظاهرات في إيران.. تتمدد وتوقع قتلى، وأيضاً إزاء الأضرار التي لحقت ببعض المباني الحكومية"، داعية "إلى تغليب المنطق لمنع أي تصعيد".

وكان الاتحاد الأوروبي دعا إلى "ضمان الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير".

كما دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى السماح بـ"حرية التعبير والتظاهر السلمي"، مشدداً على أهمية حصول "نقاش هادف" حول مطالب المتظاهرين.

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء إن بريطانيا تدعو إيران إلى بدء نقاش جدي حول القضايا التي أثارها محتجون في الجمهورية. وأضاف "نرى أنه يجب أن يكون هناك نقاش جدي حول القضايا المشروعة والمهمة التي يثيرها المحتجون ونتطلع إلى سماح السلطات الإيرانية بذلك".

وأعربت فرنسا الثلاثاء عن "قلقها حيال الحصيلة المرتفعة للضحايا والتوقيفات" على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن "السلطات الفرنسية تتابع من كثب الأوضاع في إيران. أن حرية التظاهر حق أساسي، وكذلك الأمر بالنسبة لحرية تداول المعلومات".

وأضاف بيان الخارجية الفرنسية أن "فرنسا تبدي قلقها حيال ارتفاع حصيلة الضحايا والتوقيفات. إن هذه المسائل، كما احترام حقوق الإنسان عموماً، ستكون في صلب محادثاتنا مع السلطات الإيرانية في الأسابيع المقبلة".

وأعربت دمشق عن ثقتها الكاملة بأن حليفتها طهران ستتمكن من إفشال "المؤامرة" التي تتعرض لها، مشددة على "أهمية احترام سيادة إيران وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

وطالبت الولايات المتحدة إيران الثلاثاء برفع القيود المفروضة على خدمتي التواصل الاجتماعي انستغرام وتلغرام ونصحت المواطنين الإيرانيين باستخدام شبكات خاصة افتراضية "في بي أن" للالتفاف على إغلاق هاتين الخدمتين.

وصرّح المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية ستيف غولدشتاين "يجب أن يتمكن الناس في إيران من الوصول إلى هاتين الخدمتين عبر "شبكات افتراضية خاصة""، معتبراً أنه "كلما كانت هذه المواقع متاحة، كان "الوضع" أفضل".

بدورها، دعت كندا الثلاثاء "السلطات الإيرانية إلى احترام الحقوق الديمقراطية" على وقع التظاهرات الاحتجاجية المستمرة.

وقالت الخارجية الكندية "ندعو السلطات الإيرانية إلى احترام الحقوق الديموقراطية وحقوق الفرد والحفاظ عليها".

وأشادت اوتاوا في المقابل بـ "رؤية الشعب الإيراني يمارس حقه الأساسي في التظاهر السلمي".

وتشهد مدن إيرانية عدة منذ 28 ديسمبر الماضي حركة احتجاجية على الضائقة المعيشية لم توفر الحكومة من الانتقادات، كانت بدأت في مدينة مشهد بشمال شرق إيران.

وتواصلت التظاهرات الاحتجاجية لليوم السادس علي التوالي في محافظات ومدن إيران، من طهران الي مشهد خراسان ودرود ويزد وكرمانشاه وكردستان ولورستان والمحافظات الازرية شمال غرب البلاد.

وتعيش إيران أوضاعاً صعبة خلال هذه الأيام، في ظل تصعيد أساليب القمع التي تتبعها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين السلميين في أنحاء مختلفه من إيران. ووفقاً لمصادر سياسية وحقوقية، فإن قوات الأمن تستعمل أكثر من أسلوب في عملية القمع وكبح المتظاهرين منها التخويف والضرب والاعتقال، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي.

ويلعب الأحوازيون دوراً كبيراً في الانتفاضة، وقد بدأ ناشطون بتنظيم احتجاجات في وقت سابق بداية ديسمبر الماضي رغم كل الاعتقالات العشوائية في قرية الجليزي شمال غرب الأحواز.