* الرئيس الأمريكي يهدد بوقف المساعدة المالية الأمريكية للفلسطينيين

* "السلطة" تدفع فاتورة كهرباء غزة

غزة - عزالدين أبو عيشة، نيويورك - نشأت الإمام، وكالات



أكد مسؤولون فلسطينيون أن الفلسطينيين لن يخضعوا "للابتزاز"، و"القدس ليست للبيع"، بعد تهديدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بوقف المساعدة المالية الأمريكية التي تزيد عن 300 مليون دولار سنوياً للفلسطينيين.

ويشوب توتر العلاقات الفلسطينية الأمريكية منذ إعلان ترامب الشهر الماضي الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أن القرار المثير للجدل الذي أعلن في 6 ديسمبر الماضي ولقي ادانة دولية، يمثل "إعلاناً بانسحاب" الولايات المتحدة من دورها كوسيطة في عملية السلام.

ورحب الوزراء الإسرائيليون بتهديدات ترامب الأربعاء.

وتعتمد السلطة الفلسطينية بشدة على المساعدات الدولية التي يؤكد المحللون وحتى الإسرائيليون منهم أنها تساعد في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

وقال ترامب في تغريدة على "تويتر"، "ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنوياً ولا نحصل منهم على أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع إسرائيل".

وأضاف في تغريدة ثانية "طالما أن الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا أن نسدد لهم أياً من هذه الدفعات الضخمة في المستقبل؟".

وتفيد أرقام نشرت على الموقع الإلكتروني لوكالة مساعدات التنمية الأمريكية "يو إس ايد" أن الولايات المتحدة دفعت 319 مليون دولار إلى الفلسطينيين عبر وكالتها. تضاف إلى ذلك 304 ملايين دولار من المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى برامج الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية.

ولم يوضح ترامب إلى أي مساعدات يشير في قراره.

وتحصل إسرائيل سنوياً على أكثر من 3 مليارات دولار في إطار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة.

ورداً على التهديدات الأمريكية، أعلنت الرئاسة الفلسطينية صباح الأربعاء أن مدينة القدس "ليست للبيع".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ليست للبيع لا بالذهب ولا بالمليارات".

وأضاف أبو ردينة "إذا كانت الإدارة الأمريكية حريصة على مصالحها الوطنية عليها أن تلتزم بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأكد أبو ردينة مرة أخرى استعداد الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. وقال "لسنا ضد العودة للمفاوضات لكن على أساس الشرعية الدولية التي أقرت بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية" المحتلة.

ومن جهتها، أكدت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية الأربعاء أن الفلسطينيين لن يخضعوا "للابتزاز" بعد قرار ترامب.

وقالت عشراوي في بيان "لن نخضع للابتزاز". وأضافت أن "الرئيس ترامب خرب سعينا إلى السلام والحرية والعدالة، والآن يلوم الفلسطينيين على عواقب أعماله اللامسؤولة".

أما حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، فوصفت التهديد الأمريكي بـ "ابتزاز سياسي رخيص يعكس السلوك الأمريكي الهمجي وغير الأخلاقي في التعامل مع عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني".

ودعت حماس إلى مزيد من الوحدة الفلسطينية و "تصليب المواقف الفلسطينية في مواجهة هذه الضغوط والسياسات وعدم الاستجابة لها".

في المقابل، رحب عدد من الوزراء الإسرائيليين بالتهديد الأمريكي.

وقالت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لا يمكنك من جهة تلقي 300 مليون دولار كدعم أمريكي سنوي وفي ذات الوقت إغلاق الباب أمام المفاوضات".

وأثنت ريغيف على ترامب في حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه "رئيس يقول ما يفكر به بوضوح ولا يلجأ إلى مناورات دبلوماسية ليس لها أي معنى".

وكان ترامب الذي زار إسرائيل والضفة الغربية المحتلة في مايو الماضي، عبر عن اعتقاده بأنه قادر على التوسط لعقد اتفاق سلام نهائي، الأمر الذي عجز عنه كل الرؤساء الأمريكيين السابقين.

ومفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية متعثرة منذ عام 2014.

وأثار قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل الذي يشكل خروجا عن عقود من الدبلوماسية الأمريكية، إدانات دولية واسعة.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في 1967. وقد أعلنت في 1980 القدس "عاصمتها الأبدية والموحدة" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

ودفع القرار الرئيس الفلسطيني إلى إلغاء اجتماع مقرر مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس. كما ألغت قيادات دينية مصرية مسيحية وإسلامية أيضاً لقاءات مقررة مع بنس قبل تأجيله لزيارته.

واضطر بنس الشهر الماضي إلى تأجيل زيارته إلى الشرق الأوسط حتى الشهر الجاري، بينما نفى مساعدوه الثلاثاء شائعات حول اعتزامه التأجيل مرة أخرى.

وقالت إليسا فرح المتحدثة باسم بنس "كما قلنا من قبل، نائب الرئيس سيذهب إلى الشرق الأوسط في يناير". وأضافت "نستكمل التفاصيل الأخيرة وسنعلن عن تفاصيل الرحلة بأكملها في الأيام المقبلة".

وفي تطور آخر، أعلنت الحكومة الفلسطينية الاربعاء انها ستسدد مجددا فاتورة الكهرباء التي تدفعها لاسرائيل لتزويد قطاع غزة بالكهرباء، بعد 6 اشهر من قطعها في اجراء اتخذ حينها للضغط على حركة حماس.

واكد رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ في تصريح لوكالة "وفا" الرسمية انه "بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس، فإن الهيئة توجهت بطلب رسمي إلى السلطات الإسرائيلية لإعادة الـ50 ميغا واط من خطوط الكهرباء المغذية" لقطاع غزة.

من جهته، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ان مجلس الوزراء وافق على اعادة هذه الامدادات.

ولا يحصل سكان قطاع غزة الفقير على الكهرباء سوى لعدة ساعات يوميا حيث باتت أزمة الكهرباء مزمنة نتيجة عدة اسباب منها النقص في قدرة التوليد حيث يوجد في القطاع محطة وحيدة قامت اسرائيل بقصفها سابقا.