* فساد المؤسسة الدينية بإيران "قسم ظهر البعير"

* المتظاهرون خرجوا من "عباءة التشدد الديني" بحرق حوزات

* الاحتجاجات تعكس "إحباط الإيرانيين المكبوح منذ سنوات



* المظاهرات طالت رأس النظام خاصة خامنئي وروحاني والحرس الثوري

* رجال الدين يستحوذون على نصيب الأسد من الميزانية بينما الحياة اليومية للإيرانيين أصعب

* تعنت النظام الإيراني وقمعه الدموي للمظاهرات يترافق مع مزيد من التشدد الديني

باريس - لوركا خيزران

لا تزال الاحتجاجات واسعة النطاق في إيران تستحوذ على أبرز تغطيات الصحف الفرنسية التي اتفقت بمعظمها على أن ما أجج المظاهرات الإحباط الاقتصادي الذي يعيشه المواطن الإيراني والغضب الشعبي من تدخل إيران بدول أخرى ما يكلفها أموالاً طائلة مثل تورطها بدعم نظامي سوريا والعراق ضد شعبيهما، مشيرة إلى أن "الاحتجاجات الحاشدة تمثل "قوة ثالثة" وليدة في إيران تواجه "مملكة الملالي""، على حد تعبير تلك الصحف.

ووصفت صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية واسعة الانتشار النظام في طهران بـ"مملكة الملالي"، مشيرة إلى أن موجة الاحتجاجات الجديدة تحمل بعداً جديداً لم تعرفه في احتجاجات عام 2009 ما أدى إلى "ولادة قوة ثالثة" في إيران.

وأوضحت الصحيفة أن الجديد هو خروج المتظاهرين من "عباءة التشدد الديني" في إشارة إلى إقدام متظاهرين على حرق حوزات وإطلاق هتافات تطالب بعودة الشاه وإسقاط المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي.

وأضافت أن المراقبين يعتقدون أن من يمثلون نبض المظاهرات في الشارع ليسوا من الإصلاحيين الذين قادوا مظاهرات عام 2009 احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس المحافظ حينها أحمدي نجاد، بل هم "قوة ثالثة" ليسوا محافظين ولا إصلاحيين، وإنما مطالبون بإصلاح جذري.

وتابعت الصحيفة أن المظاهرات، التي بدأت الخميس الماضي محدودة، امتدت لتشمل 20 مدينة، بما فيها العاصمة طهران، وهي تدق بذلك "ناقوس خطر للجميع"، موضحة أن المتظاهرين رددوا شعارات تنم عن تذمر من نظام الملالي ومن سياسة بلادهم الخارجية من قبيل "اتركوا إيران أيها الملالي"، "تخلوا عن سوريا.. فكروا فينا"، في إشارة إلى النفقات الباهظة التي تتكلفها طهران لدعم نظام بشار الأسد.

لكن ما لفت انتباه الصحيفة أكثر هو رفع المتظاهرين لشعارات تدعو لعودة الشاه رضا بهلوي، والد آخر شاه "ملك" إيراني، وهو، محمد رضا بهلوي، إذ رددوا "الله يرحمك يا شاه" و"دولة بدون شاه، دولة بدون نظام"، وعزت الصحيفة اختيارهم للشاه الأب وليس الابن إلى تشدده تجاه رجال الدين ورفضه الإذعان لهم.

من جهتها اعتبرت صحيفة "لوفيغارو"، أن الاحتجاجات تعكس "إحباط الإيرانيين المكبوح منذ سنوات عدة"، فلم يسلم من انتقادهم أي أحد من المتنفذين، بل كانت نغمتهم أكثر شراسة، وطالت حتى رأس النظام، قائد الثورة علي خامنئي والحرس الثوري.. إلخ، بل كان السخط واضحا في كل مكان، فنهبت الجموع البنوك، وقلبت سيارات الشرطة رأسا على عقب وأحرقت دراجاتهم النارية.

بينما ذهبت صحيفة "ليبراسيون" إلى أن هذه "ليست ثورة ولا حركة سياسية، بل هي انفجار لأصناف من الإحباط بسبب الركود السياسي والاقتصادي الذي يعاني منه الشعب الإيراني"، على حد تعبير الخبير في مجموعة الأزمات الدولية لي فايزي فيما نقلت عنه صحيفة "ليبراسيون".

وخلصت الصحيفة إلى أن "القشة التي قسمت ظهر البعير في فضائح الفساد الاقتصادي اطلاع الإيرانيين لأول مرة هذا العام على مخصصات المؤسسات الدينية ومراكز البحوث والمؤسسات الأخرى غير المنتخبة".

ويقول المحلل الإيراني أوميد ماماريان في تعليق له لموقع "بازفيد"، "لقد علم الناس أن رجال الدين يستحوذون على نصيب الأسد من الميزانية، دون أن يخضعوا للمساءلة، في حين أن الحياة اليومية للإيرانيين أصعب وأصعب".

بدورها حذرت صحيفة "لاكروا" من أن تعنت النظام الإيراني وقمعه الدموي للمظاهرات سيترافق مع مزيد من التشدد الديني من قبل هذا النظام بمواجهة الشعب الإيراني.