شكا مواطنون مسافرون من "المعاملة غير اللائقة" التي لاقوها في رحلة عودتهم على شركة طيران الخليج بعد تعطل رحلاتها بسبب موجة الضباب التي ضربت المملكة، وكانت شركة طيران الخليج أعلنت الأحد إلغاء جميع الرحلات القادمة والمغادرة من البحرين حتى إشعار آخر بسبب الضباب الكثيف المستمر الذي يغطي المملكة والذي يؤثر بشدة على الرؤية، فيما أوضحت الناقلة الوطنية أن ما حصل مؤخراً أثناء فترة سوء الأحوال الجوية وانخفاض مستوى الرؤية في البحرين، حيث ألغت الشركة جميع الرحلات القادمة والمغادرة من البحرين في 31 ديسمبر 2017 بسبب الضباب الكثيف الذي غطى المملكة والذي أثر بشدة على الرؤية، وعمل فريق الإدارة التنفيذية، وعدد كبير من الموظفين من الأقسام المختلفة بشركة طيران الخليج على مدار الساعة بكل نشاط للحد من الاضطراب الذى حصل، لاستعادة الجدول الزمني لرحلات الشركة بسبب سوء الأحوال الجوية وتدني الرؤية فتم تحويل بعض الرحلات إلى مطارات قريبة منها الرحلة القادمة من بانكوك والتي تم تحويلها إلى مطار مسقط الدولي.

وتحدث المسافرون باستياء عن تأخر رحلتهم ساعات وساعات واضطراب أحوالهم من مسقط إلى المنامة، داعين إلى معاملة المسافرين أوفياء للناقلة الوطنية بما يليق بآدمية الإنسان، يحسون بأحوالنا ويقدرون أوضاعنا، مطالبين عن الأقل باحترام لوائح الطيران المدني.

وعما جرى في تفاصيل رحلة "القهر" كما عبر أحد المسافرين، تحدث عبدالواحد محمد وهو مواطن، قال: لقد رحلتنا طبيعية، ونحن عائدون من تايلند إلى البحرين، وكان يفترض أن تهبط طائرتنا بمطار البحرين الدولي في الساعة الثانية عشر والنصف ليلاً، ولكن بسبب الحالة الجوية العامة وتعذر النزول بالبحرين، تم تحويلها إلى مطار مسقط الدولي، وهبطت هناك في الساعة الثانية بالتوقيت العماني.


ويضيف عبدالوهاب إلى هنا الأمور عادية ومقبولة مادام الطارئ طبيعياً، تقبلنا نحن المسافرون الأمر، وخرجنا من الطائرة في الثالثة صباحاً، ولكن متاعبنا بدأت من هناك، حيث لم نجد أحداً من ممثلي الشركة في استقبالنا يقوم بتوجيهنا ويعطينا البدائل الممكنة، فتوجهنا إلى استعلامات مطار مسقط، ومنها تم الاتصال بموظف شركة طيران الخليج، الذي أجاب أن التأخير لن يطول، وفي انتظار الرحلة القادمة المتجهة نحو البحرين، عليهم الاستراحة لبعض ساعات. ولما طالت الساعات، كما يروي المسافر علي رضا، اتصلنا ثانية به، حتى يتم توفير سكن فندقي وفق لائحة الطيران المدني، لأن العودة ستكون الخامسة مساءً، لكن للأسف الشديد لم يتم ذلك.

واتفق معه المواطن محمد حسن الذي بين أن الموظفين ذكروا لهم في البدء أن التأخير سيكون لمجرد ساعات، وفي كل مرة تزداد مدة التأخير، وبعد شد وجذب، ذكروا لنا أنه يوجد موظف تابع لطيران الخليج بالمطار، ذهبنا له، وقال لنا أنا مجرد موظف أتلقى الأوامر، والأوامر التي جاءتني تفيد أن أوفر السكن فقط لمسافري درجة رجال الأعمال، وفي الساعة الواحدة طلبوا منا التوجه لبوابة الطائرة، وبقينا مقيدين لأكثر من ساعة، ثم ركبنا الطائرة، التي بدورها لم تقلع إلا في الساعة الرابعة والنصف عصراً بتوقيت مسقط، لتهبط في مطار البحرين الدولي في الساعة الخامسة مساءً، متسائلاً: هل هذه معاملة لائقة للمسافرين على الناقلة الوطنية؟، كيف يريدون منا دعم هذه الشركة والسفر عبرها إذا كانت هذه معاملتها؟. أليس جدير بها أن تعامل عملاءها معاملة إنسانية، وتحترم لوائح الطيران المدني التي تنص على أنه إذا تأخرت الرحلة يتم تقديم المرطبات في الساعة الأولى، وتقدم وجبة ساخنة بعد تأخير يزيد على 3 ساعات، أما إذا زاد التأخير على 8 ساعات، فإنه يتم توفير سكن فندقي أو تعويضات مالية بواقع 8 دنانير عن كل ساعة تأخير، ولا تزيد جميعها عن 56 ديناراً، كما يتم دفع مبلغ 8 دنانير تعويضاً عن الوجبة الساخنة و28 ديناراً تعويضاً عن السكن الفندقي.

ويختم المسافرون حديثهم قائلين: تلك رحلة العودة.. رحلة الإهمال والقهر، آملين أن لا تتكرر لاحقا، وأن يتنبه المسؤولون في ناقلنتا الوطنية إلى أن المسافرين هم "رأسمالها" وسر نجاحها.

من جانبها، أعربت شركة طيران الخليج عن بالغ الاعتذار إلى جميع المسافرين المتضررين خلال فترة سوء الأحوال الجوية مؤخراً عن أي إزعاج ناتج عن الظروف الخارجة عن إرادتها. كما تود الشركة التنويه إلى التزامها بأمن وسلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة حيث يأتي هذا الأمر على قائمة أولوياتها، معربة لكافة المسافرين المتضررين عن خالص امتنانها لصبرهم خلال هذه الفترة.

وأشارت إلى أن 3 رحلات لطيران الخليج اضطرت التوجه إضطرارياً لمطار مسقط الدولي كما تم تأخير رحلتين تابعتين لطيران الخليج من مسقط. وبعد هبوط هذه الرحلات في مطار مسقط الدولي إستقبلها موظفين طيران الخليج الذين عملوا جنباً إلى جنب مع الجهات المعنية فى المطار للتعامل مع الوضع. وقد قاموا بإنزال جميع الركاب، وتجدر الإشارة إلى أنه في مثل هذه الظروف الجوية التى لا يمكن التنبؤ بها وبإطارها الزمني الغير محدد، وعدم توافر المعلومات المؤكدة عن موعد تحسن الظروف الجوية، فان شركات الطيران لا يمكنها تأكيد الفترة الزمنية لإعادة جدول الرحلات، أو تقديم المعلومات المؤكدة للمسافرين عن مدة تأخير الرحلات، الامر الذي أدى إلى انتظار عدد من المسافرين على طيران الخليج وغيرها من شركات الطيران فى مبنى المطار على أمل تحسن الأحوال الجوية في البحرين. وقد تعاون موظفو طيران الخليج الذين تواجدوا في مطار مسقط الدولي على مدار الساعة للاتصال المباشر بالمسافرين، والقيام بالإعلانات الرسمية العامة التي صدرت بانتظام لجميع المسافرين واطلاعهم على جميع التطورات عند توافرها وجعل التواصل مفتوحاً. وقد تم تقديم بعض الوجبات للمسافرين، كما تم نقل مسافري درجة رجال الأعمال إلى صالة رجال الأعمال التي كانت مزدحمة بسبب هذه التأخيرات. وتعاونت شركة طيران الخليج بشكل وثيق مع السلطات المعنية في مطار مسقط الدولي على التأكد من مغادرة الركاب التي كانت مسقط وجهتهم الأخيرة بالإضافة إلى حاملي الجنسية العمانية الذين لم يرغبوا بمواصلة السفر. أما المركز العالمي للاتصالات التابع للشركة فقد عمل بشكل استباقي للتواصل مع الركاب، إضافة إلى تحديث جميع وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للناقلة وموقعها الإلكتروني الرسمي..

وأكدت على أنها ملتزمة بتقديم تجربة سفر إيجابية الى جميع عملائها، التى تتقبل منهم جميع الآراء البناءة لتحسين خدماتها، وتسعى فى جميع الأوقات إلى تعزيز سمعة الناقلة الوطنية ومملكة البحرين التى تعمل من أجلها.

وتقدمت الشركة بجزيل الشكر إلى جميع المسؤولين فى المطارات حول شبكتها الذين ساعدوا طيران الخليج وركابها الكرام خلال تلك الفترة.