* تجدد الاحتجاجات في إيران.. وانتفاضة لأهالي المعتقلين

* وفاة متظاهر معتقل في أحد السجون الإيرانية

* السلطات الإيرانية منقسمة حول طريقة التعامل مع الاضطرابات



نهال محمد - الأحواز، وكالات

سقط قتلى وجرحى في احتجاجات حاشدة شهدتها مدن الأحواز التي شملت الأحواز العاصمة، ومعشور، والفلاحية، وإيذج، ومسجد سليمان، وأرجان، والمحمره، وجمبرون "بندر عباس"، والخفاجيه، والخلفيه وغيرها من المدن، فيما دخلت انتفاضة الشعب الإيراني يومها الثاني عشر. وغداة إعلان الحرس الثوري الإيراني انتهاء الاحتجاجات، تداول ناشطون إيرانيون مقطعاً مصوراً يظهر هجوم قوات الأمن بعنف على مئات المواطنين الإيرانيين في كرج، مركز محافظة ألبورز، الذين خرجوا ليلاً في تجمع في إحدى الساحات الرئيسة للمدينة.

في غضون ذلك، كشف نائبان في البرلمان الإيراني الاثنين عن مقتل أحد السجناء في الاحتجاجات الأخيرة، لكنهما كررا رواية سلطات وزارة الاستخبارات والشرطة بالعاصمة طهران أن المعتقل وهو سينا قنبري أقدم على الانتحار داخل سجن إيفين. وكانت لجنة متابعة سجناء الاحتجاجات الأخيرة قد كشفت عن وفاة أحد المعتقلين البالغ من العمر 23 عاما، دون تفاصيل توضح أسباب موته.

واندلعت احتجاجات حاشدة جديدة الإثنين في مناطق مختلفة من إيران شملت العاصمة طهران ومشهد ودرود وتويسركان وكرمانشاه وكردستان ومحافظات ترك آلازرية في شمال غرب البلاد وبلوشستان في الشرق.

وذكرت مصادر من داخل الأحواز أن اثنين من المتظاهرين العرب قتلوا في مدينة معشور جنوب الأحواز وأصيب 8 متظاهرين بجراح خطيرة. وبلغ عدد قتلى الاحتجاجات في مدن الأحواز أكثر من 10 قتلى فيما أصيب نحو 100 شخص، وهناك نحو ألف متظاهر رهن الاعتقال.

وأضافت المصادر أن المتظاهرين هاجموا مبنى القائمقامية في مدينة الخلفيه بالقرب من مدينة معشور الأحوازية. وأكدت المصادر أن القائمقام في المدينة مع رئيس الشرطة ومع أفراد من المخابرات الإيرانية تمكنوا من الفرار من مبنى القائمقامية. واعتقلت أجهزة المخابرات الإيرانية 8 نشطاء في المدينة، وطفل يدعى شهاب عموري "12 عاما" بتهمة تهديد الأمن القومي لإيران.

وبينما تتحدث وكالات الأنباء الحكومية في إيران عن هدوء في المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان، فقد أظهرت تقارير أن الاحتجاجات استمرت في عدة مدن أخرى في مناطق مختلفة من إيران. وأفيد أيضا بأن الاحتجاجات ضد النظام استمرت في بعض مدن في الأحواز العربية، حيث كانت المظاهرات ضخمة والشعارات موجهة ضد النظام الملالي، ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن الإيرانية.

ووفقا لتقارير محلية من الأحواز، فإن القوات الإيرانية تعيش أوضاعا صعبة خلال هذه الأيام خوفا من رد فعل الشارع الأحوازي أمام مقتل عدد من المتظاهرين واعتقال المئات من الناشطين. وأكدت تقارير محلية أن قوات الأمن هددت أسر القتلى في مدينة معشور بالملاحقة القضائية.

وبعد 12 يوما من الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في مشهد وغيرها من المدن في مقاطعة خراسان، وخلفت نحو 50 قتيلا وآلاف الجرحى والمعتقلين، لا تزال الحكومة الإيرانية تلقي باللوم على جهات أجنبية، وتواصل قمع المظاهرات السلمية في البلاد دون الانتباه إلى التقارير الدولية حول انتهاك حقوق المتظاهرين في إيران، ودون إعطاء أي حل لتسوية المشاكل مثل الفقر والبطالة والفساد الاقتصادي، فضلا عن الطغيان والاستبداد السياسي في البلاد.

وخلال اجتماع عقد الجمعة الماضي في مجلس الأمن الدولي حول الوضع فى إيران حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلى السلطات الإيرانية من أن العالم يراقب رد فعل طهران ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة قالت إن"الشعب الإيراني انتفض في أكثر من 79 مدينة في جميع أنحاء مختلفة من البلاد وعلى النظام الإيراني وقف الانتهاكات ضد المتظاهرين السلميين".

وبعد أن أعلن الحرس الثوري الإيراني انتهاء الاحتجاجات، تداول ناشطون إيرانيون مقطعاً مصوراً يظهر هجوم قوات الأمن بعنف على مئات المواطنين الإيرانيين في كرج، مركز محافظة ألبورز، الذين خرجوا ليلاً في تجمع في إحدى الساحات الرئيسة للمدينة.

كما بث ناشطون مقطعاً لأصوات إطلاق نار كثيف، قالوا إنه وقع مساء الأحد، في منطقة "نارمك" شمال العاصمة طهران.

إلى ذلك، تظاهر ليل الأحد الإثنين عائلات مئات المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة وهم يهتفون "الله أكبر" بشكل جماعي، بحسب مقطع بثه ناشطون عبر "تويتر".

كما نظم طلاب الجامعات في طهران وقفة احتجاجية ليلاً، أمام سجن "إيفين" للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذي اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة، والذين تقول منظمات حقوقية إن عددهم بلغ 102 طالباً معتقلاً بينما اعترفت السلطات بوجود 90 طالباً فقط.

في غضون ذلك، كشف نائبان في البرلمان الإيراني الاثنين عن مقتل أحد السجناء في الاحتجاجات الأخيرة، لكنهما كررا رواية سلطات وزارة الاستخبارات والشرطة بالعاصمة طهران أن المعتقل وهو سينا قنبري أقدم على الانتحار داخل سجن إيفين.

وكانت لجنة متابعة سجناء الاحتجاجات الأخيرة قد كشفت عن وفاة أحد المعتقلين البالغ من العمر 23 عاما، دون تفاصيل توضح أسباب موته.

وقالت النائبة طيبة سياوشي، في حديث مع وكالة إيلنا، إن سلطات سجن إيفين أخبروها بـ "انتحار" الشباب المعتقل سينا قنبري الاثنين بعد اعتقاله في الأحداث الأخيرة بطهران.

قبل ذلك كانت لجنة متابعة قضية المعتقلين قد أكدت وفاة أحد السجناء، لكنها أوضحت أن أسباب وفاته لا تزال مجهولة. وقالت اللجنة إنها تلقت الخبر ليس من سلطات السجن بل عن طريق عدد من المعتقلين في سجن إيفين، حيث تم تخصيص قسم منه لمعتقلي الانتفاضة الأخيرة.

وأضافت سياوشي، أن "وزارة الاستخبارات والشرطة أعلمتها أن الشاب كان قد تم اعتقاله أثناء الاحتجاجات بطهران وتسليمه للسلطات القضائية".

وقالت النائبة "بناء على ما أخبروني به فإن قنبري أقدم على الانتحار في السجن".

وأكد المعلومات نفسها النائب "الإصلاحي" محمود صادقي، لكنه أكد أن الضحية ليس طالباً جامعياً، كما تم ترويجه في بعض صفحات التواصل الاجتماعي.

وكانت ناهيد خداكرمي أحد أعضاء مجلس بلدية طهران، قد حذرت من تكرار أحداث سجن كهريزك بطهران 2009 حيث تم تعذيب وقتل عدد من المعتقلين داخل السجن على يد القوات الأمنية وصفت بمجزرة كهريزك.

وبناء على تقارير رسمية، فإن عدد المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة، وصل إلى 1800 شخص بينهم طلاب جامعات.

وكانت الانتفاضة الإيرانية المستمرة حتى الاثنين، قد بدأت من مدينة مشهد وتوسعت خلال يومين لتشمل أكثر من 115 مدينة أدت إلى مقتل 50 شخصاً واعتقال نحو 3 آلاف، وفقاً للمعارضة الإيرانية، في مليات احتجاج عارمة لم تشهدها البلاد منذ 38 عاماً.

وبدت السلطات الإيرانية منقسمة بشأن الإجراءات المطلوبة للتعامل مع الاستياء الشعبي الذي أثار الاضطرابات الأخيرة، وفي حين وعد الرئيس حسن روحاني بمزيد من الحريات، بدا المعسكر المحافظ رافضا تماما لهذا التوجه.

وصرح روحاني الاثنين في بيان للرئاسة أن "القول إن مطالب الشعب محصورة بالمسائل الاقتصادية (...) سيكون تحريفا" للأحداث.

وتابع "إن مشكلتنا اليوم تكمن في بعد المسؤولين عن جيل الشباب. فطريقة تفكيرنا تختلف عن طريقة تفكيرهم (...) المشكلة هي أننا نريد من جيل أحفادنا أن يعيش مثلنا". وتحدثت السلطة بمختلف أطيافها عن "مطالب مشروعة" احتجاجا على الغلاء والبطالة مع التنديد بالعنف. وأطلق المتظاهرون الغاضبون هتافات مناهضة للسلطة بشكل عام ساوت بين المحافظين وروحاني، وهاجمت المرشد الإيراني علي خامنئي.