الآن وقد أسدل الستار على النسخة الاستثنائية لبطولة كأس الخليج لكرة القدم «خليجي 23» دعونا نقف وقفة منطقية مع المشاركة البحرينية والنتائج التي تمخضت عنها هذه المشاركة واستمرارية «الحلم» الخليجي الذي لم يتحقق على مدار 47 عاماً!!

إعلان الاتحاد البحريني لكرة القدم الموافقة على المشاركة في «خليجي 23» جاء تضامناً مع أشقائه الخليجيين من أجل إنجاح هذه البطولة ذات الخصوصية الخليجية ودعم المبادرة الكويتية باحتضان هذه النسخة التي كانت قبل ذلك تسير في مهب الريح وتتجه إلى المجهول..

عندها لم يكن أكثر المتفائلين يرشح منتخبنا الوطني الواعد للمنافسة على اللقب الخليجي ولم نسمع أي صوت يطالب هذا الفريق بالعودة بالكأس «الحلم» والسبب هو أن الجميع كان مقتنعاً بتواضع مستوى هذا المنتخب الذي كان للتو قد تأهل إلى نهائيات أمم آسيا عبر الفئة الآسيوية المتواضعة وازدادت هذه القناعة بعد اللقاء الودي المتواضع أمام المنتخب الكويتي والذي انتهى سلبياً!

ولذلك غادر المنتخب إلى الكويت بدون أي مطالبات مما جعله بعيداً عن كل الضغوط وهو الأمر الذي ساهم في ظهور المنتخب بالمظهر المشرف في جميع مبارياته – بشهادة كل المراقبين ووسائل الإعلام الذين أشادوا بأدائه– وجاء تأهله إلى الدور الثاني باستحقاق وجاءت مغادرته للبطولة بنيران صديقة بعد أن قدم أداءً رائعاً أمام المنتخب العماني «البطل»، بل إن الأحمر البحريني يعد الفريق الوحيد الذي أجبر المنتخب العماني على التقوقع في منطقته الدفاعية طوال 45 دقيقة وهذا ما لم تتمكن منه جميع المنتخبات التي واجهت الفريق العماني المنظم!

هذا السيناريو غير الكثير من وجهات النظر حول مستقبل هذا المنتخب وبدأت مؤشرات التفاؤل تطغى على مؤشرات التشاؤم التي كانت تحوم حول الفريق حتى قبيل المشاركة الخليجية وهذا في حد ذاته يعد نجاحاً يحسب للجهاز الفني للفريق الذي نأمل استمراريته في قيادة هذه المجموعة في النهائيات الآسيوية التي ستستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بعد عام من الآن، مع الأخذ بعين الاعتبار ضم بعض الوجوه التي من شأنها أن تعزز تماسك الفريق وبالأخص في خطي الوسط والمقدمة وهذا الأمر يدخل ضمن صلب عمل الجهاز الفني..

أتمنى أن يمضي اتحاد كرة القدم في إعداد خطة محكمة لتهيئة هذا الفريق إلى نهائيات كاس أمم آسيا مبنية على الاستقرار الفني وأن لا يلتفتوا إطلاقاً إلى كل الأصوات المحبطة التي ما تزال تصف خروجنا من خليجي 23 بالإخفاق مع أنه في واقع الأمر لم يكن إخفاقاً بل كان اكتشافاً لمواهب وقدرات وطنية يمكن التعويل عليها لاستعادة مكانة الكرة البحرينية على الخارطة الإقليمية والقارية.