أكد جميع الحضور في الندوة التي عقدها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية الدولية والطاقة يوم أمس الأول أن مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر الفوضى الخلاقة مازال مستمراً لم يغلق بعد، وأن قطر مازالت ضالعة فيه وناشطة وفاعلة ولم تتوقف عن القيام بدورها بالرغم من كل الوعود التي أطلقتها وبالرغم من قرارات المقاطعة.

عرضت للحضور في الندوة تجارب حية يمنية وليبية ومصرية وتونسية وبحرينية كنماذج لدول عانت من الإرهاب وعن الدور القطري في دعمه، وكيف تلطخت أيادي النظام القطري بجرائم الخراب العربي فتسببت بقتل وإصابة أكثر من مليون ونصف المليون من البشر وتشريد أكثر من 14 مليون إنسان وخسائر مادية فاقت 833 مليار دولار.

وحتى بعد كشف جرائمها ومقاطعتها من التحالف الرباعي إلا أن قطر مازالت مستمرة في دعمها للإرهاب في العديد من الدول العربية وكل دولة تملك الأدلة والبراهين على استمرار قطر بهذا الدعم.

الدكتور العجيلي بريني القادم من ليبيا يقول إن الدعم القطري للميليشيات الإرهابية مازال موجوداً ومازال الاقتتال الجاري في ليبيا تغذيه قطر، ومازلنا -والكلام للعجيلي- نقدم الشهيد تلو الآخر في المدن الليبية وتترمل النساء الليبيات وييتم الأطفال الليبيون في هذا الصراع الداخلي بين أطراف تدعمها قطر دعماً تاماً وبين أطراف أخرى ليبية، بل تهدد تلك الأطراف المدعومة قطرياً أنها ستغتال أي شخصية ستطرح نفسها بديلاً عنها.

الليبيون يعيشون تحت نير الإرهاب القطري دون أن يعلموا أي ذنب اقترفوه بحق قطر حتى يكون هذا جزاءهم، ويؤكد الدكتور العجيلي أنه كلما اقترب الليبيون من إيجاد حل بين الأطراف المتصارعة تدخلت قطر وأفسدته، ويؤكد العجيلي أنهم يجمعون ما لديهم من أدلة قاطعة لتقديمها لجميع الهيئات الدولية لإدانة قطر.

البروفيسور اليمني محمد القباطي الطبيب الجراح الذي اختطفته السياسة من غرفة العمليات، يؤكد أن التدخل القطري أفسد أكثر من مرة الوصول إلى تفاهمات بين الأطراف اليمنية المتصارعة حتى أثناء انعقاد جلسات الحوار الوطني، واليوم قطر تقدم الدعم لجميع هذه الأطراف حتى المتناقضة منه كالقاعدة والحوثي معاً كي تذكي الصراع ويستمر غير عابئة بما نال الإنسان اليميني من دمار وتحطيم وقتل وتشريد.

أما السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري السابق فيؤكد أن الإرهاب الداعشي في سيناء مدعوم من قطر، وما كانت تقوم به قطر تجاه مصر من دعم وتمويل وتحريض وتشجيع الإرهاب هو ما قاد التحالف الرباعي لمقاطعتها ومازال دعمها مستمراً حتى اللحظة، ولا يمر شهر في مصر دون أن ترمل امرأة وييتم طفل وتثكل أم مصرية بسببها.

أما السيدة ليلي الشتاوي من تونس عضو البرلمان التونسي والمقرر السابق للجنة التحقيق البرلمانية التي تولت التحقيق في عمليات تسفير الشباب التونسي لبؤر التوتر وأهمها سوريا وتولت التحقيق في لجنة الكشف عن عمليات غسيل الأموال عبر الجمعيات الخيرية، تؤكد أن المال القطري مازال يتدفق لأحزاب دينية ولجمعيات دينية تونسية تمنع الوصول للحقيقة وتعرقل عمل اللجان، وأن الأحزاب المدنية -قدر استطاعتها- تحاول قطع الثغرات في هذا الجسر التعاوني بين التيارات الدينية التونسية وقطر لكنها إلى الآن لم تتمكن من قطعها.

لهذا خلصنا في نهاية الندوة أنه بغض النظر عما يمكن أن تفعله قرارات المقاطعة في الميزان الاقتصادي القطري ومدى قدرة قطر على الصمود، إلا أنه من الواضح أن قطر قررت الانتحار والمضي قدماً بالاصطدام بالجدار، مفضلة الإفلاس وصرف كل ما تملك على مشروعها إلى آخر رمق وقيادة الشعب القطري معها إلى هذا المصير المجهول مفضلة هذه النهاية المأساوية على أن تتوقف عنه، فالتوقف يعد إقراراً من الحمدين بدورهما، أما الاستمرار فيه مع الإنكار قد يقود إلى نجاح المشروع، هكذا يفكر الحمدان.

وبناء عليه فإن مقاطعة قطر لن تنتهي اليوم أو الغد أو الشهر القادم، مقاطعة قطر ستطول مازال المشروع القطري مستمراً في ذهن قيادتها.