* معتقل في مركز تأهيل مدمنين: لم أتناول سوى الماء خلال احتجازي 4 أيام

* المعتقلون في قبضة المخابرات الإيرانية وإحراق مقر للباسيج في طهران

* قمع عشرات المحتجين من أهالي المعتقلين أمام سجن إيفين سيء الصيت



الأحواز - نهال محمد، وكالات

تتصاعد الاحتجاجات الحاشدة في إيران حيث تدخل الخميس، أسبوعها الثالث، خاصة مع استمرار التظاهرات والمسيرات، والدعوة إلى مظاهرة كبرى الجمعة، في حين استمرت المناشدات بالتجمعات من أجل المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة، بينما اعترفت السلطات الإيرانية بوجود 3700 معتقل، توفي 5 محتجين منهم في المعتقلات في ظروف غامضة، حيث تقول منظمات حقوقية إنهم قتلوا تحت التعذيب. وتؤكد مصادر معارضة في إيران أن "الوضع المروع لمعتقلي التظاهرات يؤجج الانتفاضة في البلاد".

بدوره، أعلن محمود صادقي، ممثل طهران في البرلمان الإيراني، والإصلاحي الموالي لحكومة الرئيس حسن روحاني أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين اعتقلتهم قوات الأمن الإيرانية في كل أنحاء إيران أكثر من 3700 متظاهر. وأضاف أنه من الصعب إعطاء العدد الدقيق للمعتقلين، لا سيما الطلاب لأن المعتقلين تم توقيفهم من قبل مختلف الأجهزة الأمنية في إيران.

وأضاف صادقي العضو في لجنة التعليم والبحث البرلمانية أن هناك العديد من المتظاهرين مفقودين أو لا توجد تفاصيل كثيرة عنهم.

وتابع "طالبنا الأجهزة الأمنية في البلاد بتقديم تفاصيل عن الأشخاص الذين اعتقلوا في الاحتجاجات، ومن ثم، وافقت الأجهزة الأمنية على تقديم بعض تفاصيل عن المعتقلين إلى الجهات أو المؤسسات المعنية في البلاد".

من ناحية أخرى، أفادت مصادر محلية بأن عدداً من المعتقلين قد احتجزوا في أماكن مرعبة بيد المخابرات الإيرانية، مثل مراكز إعادة تأهيل المدمنين. وقال أحد المحتجزين في مدينة إيذج الأحوازية، الذي كان معتقلاً في أحد هذه المراكز في محادثة هاتفية أجراها مؤخراً مع عائلته أنه لمدة 4 أيام لم يتناول شيئاً سوى الماء.

وأكدت المصادر المحلية أن معظم المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة في مدن الأحوازية، مثل إيذج ومسجد سليمان والفلاحية وتستر والقرى الصغيرة نقلوا إلى مدينة الأحواز العاصمة. وتشعر الأسر بقلق عميق إزاء وضع المحتجزين.

ووفقاً للإحصاءات المحلية، فإن عدد المعتقلين مدن الأحواز يصلون إلى نحو 1500 معتقل.

واستمرت الاحتجاجات لليوم الثالث عشر في جميع المحافظات الإيرانية. لكن الاحتجاجات المناهضة للنظام تظهر في الأحواز العربية في هذه الأيام أكثر من المدن الإيرانية الأخرى. ووفقاً لشخصيات سياسية ايرانية، توسعت المظاهرات في أكثر من 79 مدينة إيرانية منذ اندلاع الثورة الشعبية يوم الخميس 28 ديسمبر. المصادر المحلية أكدت أن المتظاهرين في مدينة أصفهان استمروا في المظاهرات رغم صعوبة الأمر وكانوا يرددون "الموت لخامنئي والموت للديكتاتورية".

وكان الأمن الإيراني قمع عشرات المحتجين من المواطنين الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام سجن إيفين - سيء الصيت - شمال العاصمة طهران، مساء الثلاثاء، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات وكذلك جميع السجناء السياسيين.

وبث ناشطون مقاطع تظهر هجوم عناصر الأمن وضربهم للمتظاهرين بالعصي والهراوات في محاولة لتفريقهم، وسط دعوات لتجديد الاعتصامات أمام سجن إيفين والسجون الأخرى في طهران والمحافظات الأخرى.

كما تداول ناشطون مقطعاً يظهر كيفية تعامل قوات مكافحة الشعب بعنف مع متظاهرين وضربهم بقسوة، بينما حاول بعض الناس تخليصهم من خلال رمي الحجارة على عناصر مكافحة الشغب.

من جهتهم، نشر ناشطون عبر مواقع التواصل مقطعاً يظهر إحراق مقر للباسيج في العاصمة طهران، فجر الأربعاء، من قبل شاب أشعل النيران بمدخل المقر.

كذلك نظم أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الأربعاء، احتجاجات في بروكسل ضد الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، للقاء نظرائه في الاتحاد الأوروبي. كما دعا المحتجون الاتحاد لدعم احتجاجات إيران.

وتجمع صباح الأربعاء مجموعة من المتدربين من شركات النفط بمنطقة غرب كارون، في إقليم الأحواز العربي، أمام مبنى قائم مقامية مدينة الحويزة، احتجاجاً على عدم توظيفهم ومنح فرص العمل في شركات النفط للمهاجرين من مناطق أخرى.

كما تجمع عدد من مزارعي منطقة الباوية، شمال مدينة الأحواز، في المدينة احتجاجاً على استمرار إلغاء الحقوق الزراعية وعدم فتح شبكات مياه الري في مدينتي ويس وملا ثاني، من قبل الشركة التي تعمل في مجال مياه الري لمنطقة شمال شرق الأحواز، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بمحاصيل مزارعهم.

ودعا المتظاهرون إلى حل المشكلة فوراً، وتوفير العدالة قبل التدمير الكامل للمحاصيل الشتوية، خاصة حقول القمح.

هذا بينما أعلن المعاون السياسي لمحافظ الأحواز في تصريحات صحافية أن معدل البطالة في المحافظة على الرغم من كل الثروات التي تحتويها، هي ضعف نسبة البطالة في البلاد.

وفي الخارج، سينظم الإيرانيون مظاهرتين للاحتجاج على قمع المظاهرات في إيران، إحداها في بروكسل أمام مقر الاتحاد الأوروبي، والثانية في باريس أمام مبنى وزارة الخارجية الفرنسية للمطالبة بإدانة جرائم النظام بحق المتظاهرين، وإطلاق سراح المعتقلين وكافة السجناء السياسيين.