* التحالف يحبط هجوماً للحوثيين على ناقلة نفط سعودية

* العقيد المالكي: ميناء الحديدة أصبح مصدر تهديد للملاحة البحرية

* جماعة الحوثي تدرب عناصرها على استهداف حركة الملاحة



* الناشط السياسي الدغيش لـ "الوطن": تهديدات الحوثيين تكشف الخسائر الفادحة قرب الحديدة

صنعاء - سرمد عبدالسلام، وكالات

أكد خبراء عسكريون لـ "الوطن" أن "ميليشيات المتمردين الحوثيين تفتح عليها أبواب جهنم بتهديداتها الأخيرة حول إيقاف الملاحة في البحر الأحمر"، مشيرين إلى أن "أية تهديدات للممر المائي الدولي تحول المنطقة إلى مسرح حرب".

من جانبه، أعلن الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن التحالف أحبط هجوماً لمقاتلي جماعة الحوثي على ناقلة نفط سعودية مطلع الأسبوع قرب ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، مضيفاً أن "التحالف دمر قارباً يحمل متفجرات أثناء توجهه صوب الناقلة يوم السبت الماضي".

وليست المرة الأولى التي يطلق فيها المتمردون تهديداتهم بإيقاف الملاحة في البحر الأحمر واستهداف بواخر النفط والسفن التجارية فيه، إذ تكررت مثل تلك التهديدات طوال الشهور الستة الماضية على لسان العديد من قياداتهم.

بيد أن الخطورة تكمن هذه المرة في أن التهديد لم يأت على شكل مناورة كجزء من الحرب الإعلامية، وإنما جاء كرسالة مباشرة، تعمدوا إيصالها إلى مسؤول أممي رفيع وفي لقاء رسمي، ما يستدعي أخذ تلك التهديدات على محمل الجد.

وكان الحوثيون قد هددوا الإثنين بقطع حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر إذا استمر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن باستهداف مدينة الحديدة على سواحل البحر الأحمر.

من جانبه، أعلن الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن "معاناة الشعب اليمني تسبب فيها الانقلاب على الحكومة الشرعية"، مشيراً إلى أن "منافذ اليمن مفتوحة أمام الدول المانحة والمنظمات لإرسال المساعدات".

وأكد المالكي، في مؤتمر صحافي من الرياض، الأربعاء، أن "حركة دخول شحن الإغاثة وسفن الوقود إلى ميناء الحديدة مستمرة وأن التحالف منح 1800 تصريح لإدخال مساعدات عبر المنافذ البحرية اليمنية".

وأضاف أن "جماعة الحوثي تدرب عناصرها على استهداف حركة الملاحة"، لافتاً إلى أن "ميناء الحديدة صار نقطة انطلاق لعمليات تهدد الملاحة البحرية، وأن الميليشيات تهدد أيضاً الملاحة الجوية فوق صنعاء".

وذكر أن "ميليشيا الحوثي تستخدم رادارات لرصد القطع البحرية للتحالف"، مشيراً أن "هناك أدلة كبيرة على وجود خبراء أجانب في اليمن لدعم الانقلابيين".

وقال إن "التحالف أحبط هجوما لمقاتلي جماعة الحوثي على ناقلة نفط سعودية مطلع الأسبوع قرب ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر"، مضيفاً أن "التحالف دمر قارباً يحمل متفجرات أثناء توجهه صوب الناقلة يوم السبت الماضي".

وفي وقت سابق، نقلت وكالة سبأ للأنباء التابعة للمتمردين عن رئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي الأعلى للحوثيين"، صالح الصماد، أنه "سيتم الدخول في خيارات استراتيجية كقطع طريق البحر الأحمر ووقف الملاحة الدولية إذا استمر استهداف للحديدة"، وذلك خلال لقاءٍ جمع المسؤول الحوثي مع نائب المبعوث الأممي إلى اليمن، معين شريم، لبحث سبل استئناف مفاوضات السلام في اليمن مع الحوثيين.

وتتزامن التهديدات مع إعلان الحوثيين امتلاكهم صواريخ بحرية زعموا أنها مصنعة محلياً تحمل اسم "المندب" في حين تؤكد التقارير أنها مهربة من إيران.

وفي أول تعليق من حكومة الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي إن "تهديدات المتمردين الحوثيين للملاحة الدولية تكشف بشكل جلي الوجه الإرهابي لهذه الجماعة المتمردة المدعومة إيرانياً".

وقال "ينبغي أن يتعامل المجتمع الدولي بجدية وحزم مع هذه المخاطر والتهديدات".

وسبق لميليشيات الحوثي الإيرانية أن تعرضت لخسائر فادحة خلال الأسابيع الماضية مع تقدم قوات الشرعية على أغلب الجبهات وأهمها جبهات الساحل الغربي ونهم والجوف وشبوة وصعدة.

وفيما يؤكد خبراء عسكريون أن أية محاولة لتحويل الممر المائي الدولي إلى مسرح حرب ستفتح على الحوثيين أبواب جهنم، قال الناشط السياسي عبدالله الدغيش لـ "الوطن"، إن "إطلاق المتمردين الحوثيين هذه التهديدات تكشف عن الأزمة الكبيرة التي تعيشها الجماعة بعدما تكبدت خسائر فادحة على مدى الأسابيع الفارطة في جبهات عديدة أهمها جبهة الساحل الغربي وشعورهم باقتراب المعركة الكبرى لتحرير ميناء الحديدة الذي يشكل أهم معابر التهريب للأسلحة القادمة من إيران".

وقال الدغيش إن "تأكيدات القيادي الحوثي صالح الصماد لدى لقائه بالمسؤول الأممي إن جماعته على استعداد لأية تفاهمات تعطي مؤشراً واضحاً بحالتهم المعنوية السيئة وهم الذين ظلوا يغلقون أبوابهم أمام كل مساعي السلام المبذولة سابقاً".

وأوضح الدغيش أن "الصماد قال بالحرف الواحد حسبما نقل الإعلام الحوثي ذاته "إن أرادوا العودة إلى طاولة المفاوضات فنحن جاهزون ومستعدون للتفاهمات وسيجدون منا ما لم يجدوه في الماضي، حرصاً على حقن الدماء""، في إشارة منه إلى إمكانية التخلي عن مواقفهم المتصلبة وهي نبرة انهزامية من السهل التقاطها في حديث الصماد. لكن الدغيش حذر من حقيقة النوايا الحوثية وقال "التجارب السابقة مع الجماعة المتمردة تجعلنا لا نثق في وعودهم، هم فقط يحاولون التخفيف من الضغط الواقع عليهم نتيجة الانتكاسات المتلاحقة التي منيوا بها في الجبهات، وحديثهم عن تفاهمات ومفاوضات ماهو إلا مناورة لالتقاط الأنفاس، سرعان ما سيضربون بها عرض الحائط".

وفيما تخشى بعض الدول العظمى من التهديدات التي يشكلها الانقلابيون الحوثيون على الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تمارس الأمم المتحدة ضغوطاً كبيرة لإثناء حكومة الرئيس عبدربه هادي والتحالف العربي عن معركة تحرير محافظة الحديدة التي تمثل شرياناً حيوياً هاماً لتهريب الأسلحة والصواريخ البالستية للحوثيين من ايران.

وكانت الأمم المتحدة قد طرحت مقترحاً يتضمن انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة الواقع على سواحل البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب غرب اليمن وتسليمه لطرف ثالث لكن المقترح قوبل برفض قاطع من المتمردين.

وسبق للحوثيين المدعومين إيرانياً أن قاموا باستهداف بارجة إماراتية في ميناء الحديدة أواخر يوليو الماضي عبر زورق مفخخ يتم التحكم به عن بعد محدثاً أضراراً مادية فقط دون وقوع ضحايا.

وفي نوفمبر الماضي قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي تركي المالكي أنه "تم القبض على عدد من القوارب المفخخة التي كان يجري التخطيط من خلالها لاستهداف الملاحة".

وأشار المالكي أن "عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين تتم عبر الحديدة"، مؤكداً أنه "يتم تهريب الصواريخ إلى اليمن كقطع منفصلة ثم يتم تجميعها داخل اليمن بواسطة خبراء إيرانيين قبل أن يتم إطلاقها باتجاه المملكة العربية السعودية".

يذكر أن معين شريم نائب المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد وصل إلى العاصمة صنعاء مطلع هذا الأسبوع وذلك في زيارة يهدف من خلالها لبحث سبل حل الأزمة اليمنية.

من جانبه، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على "تويتر" أن "تصريح الحوثي صالح الصماد الذي يهدد فيه علانية باستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر توثيق جديد للطبيعة الإرهابية للمليشيا الحوثية".

وأضاف قرقاش "الحوثي الذي أهلك الحرث والنسل وأفسد في اليمن وخان حليفه وشريكه يهدد الملاحة الدولية اليوم، نحن أمام عصابة إرهابية وجودها وظلمها في اليمن غدت أيامه محدودة".