* الإكوادور تمنح جنسيتها لجوليان أسانج

لندن - كميل البوشوكة، وكالات

أعلنت الحكومة البريطانية الخميس أنها رفضت منح جوليان أسانج، المؤسس الأسترالي لموقع ويكيليكس، اللاجئ منذ 2012 في سفارة الإكوادور في لندن، وضع اللاجئ الدبلوماسي، الأمر الذي كانت طلبته السلطة التنفيذية الإكوادورية.



يأتي هذا التطور وسط تقارير تفيد بان الأسترالي أسانج الموجود في سفارة الإكوادور منذ أكثر من 5 سنوات أصبح مؤخراً مواطناً من إكوادور الدولة الأمريكية الجنوبية. في الوقت نفسه، أعلنت مصادر إكوادورية أن حكومة الإكوادور أصدرت بطاقة هوية إلى جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، في 21 ديسمبر الماضي.

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن "الحكومة الإكوادورية طلبت أخيراً منح أسانج الوضع الدبلوماسي هنا في المملكة المتحدة".

وأضاف في تصريح مكتوب أن "المملكة المتحدة لم توافق على هذا الطلب، ولا نجري مناقشات مع الإكوادور حول المسألة".

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "إن الحكومة الإكوادورية طلبت مؤخراً عفواً دبلوماسيا لجوليان أسانج مؤسس ويكيليكس من بريطانيا". غير أن المملكة المتحدة لم تمنح العفو الدبلوماسي إلى أسانج، ولم تتفاوض مع السلطات الإكوادورية بشأن هذه المسألة. وأضاف المتحدث "أن الإكوادور تدرك جيداً أن الحل الوحيد لأسانج هو أن يغادر السفارة الإكوادورية فى لندن ويواجه العدالة في بريطانيا".

وخوفا من تسليمه إلى السويد بتهمة اغتصاب ينفيها، لجأ جوليان أسانج "46 عاماً" في 2012 إلى سفارة الإكوادور في لندن.

ومنذ ذلك الحين، أغلقت السويد القضية، لكن أسانج يتخوف من توقيفه إذا ما خرج من السفارة، ثم تسليمه ومحاكمته في الولايات المتحدة، لإقدامه عبر ويكيليكس على نشر أسرار عسكرية ووثائق دبلوماسية أمريكية في 2010.

وكان الرئيس الإكوادوري لينين مورينو أعلن في مايو 2017 لدى تسلمه منصبه من سلفه رافاييل كوريا الذي كان منح أسانج حق اللجوء في سفارة الإكوادور في لندن، أن أسانج يمكنه البقاء في السفارة.

وفي نوفمبر الماضي، طلبت خارجية الإكوادور من أسانج تجنب أي تعليق "من شأنه التأثير في علاقات الأكوادور الدولية".

وأعلنت مديرة النيابة العامة السويدية مارينا ناي مؤخراً أنها قررت تعليق تحقيقها في قضية أسانج الذي اتهم باغتصاب امرأة قبل سبع سنوات. وطلبت ماريان ناي رسمياً من محكمة ستوكهولم إلغاء أمر القبض على أسانج. ولكن رغم إلغاء السويد أمر الاعتقال، قالت الشرطة البريطانية إنها لا تزال ملتزمة بالقبض عليه لو غادر سفارة الإكوادور، لأنه متهم بالامتناع عن تسليم نفسه إلى المحكمة.

وذكرت "الغارديان" فى تقرير لها ان مؤسس ويكيليكس اعرب عن مخاوفه من أن تسعى الولايات المتحدة لتسليمه إذا غادر السفارة بتهمة تسريب مئات الآلاف من الوثائق الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية.

كما أعلنت وزيرة خارجية إكوادور ماريا فرناندا أسبينوزا في وقت سابق أن بلادها تسعى إلى "دولة ثالثة أو شخصية" للتوسط فى تسوية نهائية مع المملكة المتحدة حول أزمة مؤسس ويكيليكس وأنها "تدرس إمكانية الوساطة".

وقد خلصت لجنة تابعة للأمم المتحدة في عام 2016 إلى قضية أسانج وذكرت أن الأخير كان قيد الاحتجاز التعسفي.

وقال بيتر تاشيل وهو ناشط بريطاني في مجال حقوق الإنسان ومندوب سابق لدى البرلمان البريطاني في صفحته الشخصية "إذا تم منح العفو الدبلوماسي لأسانج، فمن المعتقد أن أسانج يمكن أن يحصل علي حقوق معينة فى الحصانة القانونية، وقد يكون بإمكانه مغادرة السفارة الإكوادورية فى لندن، دون أن يتم إلقاء القبض عليه بسبب خرق شروط الكفالة السابقة". وأكد تاتشيل أنه وفقاً للقانون البريطاني، فإن عقوبة المخالفة هي السجن لفترة قد تصل إلى 12 شهراً أو الغرامة المادية بدل السجن.

وفي وقت لاحق، أعلنت وزيرة الخارجية الإكوادورية ماريا فيرناندا أسبينوزا الخميس أن بلادها منحت الجنسية الإكوادورية لمؤسس موقع ويكيليكس.

وقالت أسبينوزا خلال مؤتمر صحافي في كيتو إن أسانج "46 عاماً" بات مواطناً إكوادورياً في 12 ديسمبر.

وأضافت أنه نتيجة ذلك فإن الإكوادور طلبت من لندن الاعتراف بوضعية أسانج كدبلوماسي، ما يؤمن له ممراً آمنا خارج السفارة دون أن يخشى اعتقاله، إلا أن بريطانيا رفضت هذا الطلب.

وأبلغت أسبينوزا الصحافيين أن "الحكومة الإكوادورية مخولة منح الجنسية للشخص الذي يتمتع بالحماية ومن ثم تسهيل (...) ضمه إلى الدولة المضيفة".

وأشارت إلى أن طلب القبول بالحالة الدبلوماسية لأسانج تم التقدم به إلى السلطات البريطانية في 20 ديسمبر وتم رفضه في اليوم التالي.

لكن وزيرة الخارجية قالت إن كيتو لن تلح أكثر على الموضوع بسبب "علاقاتنا الطيبة بالمملكة المتحدة".