من اللقطات الجميلة التي لا يمكن أن تغفلها الذاكرة الرياضية البحرينية لفتة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية إلى وزارة شؤون الشباب الرياضة ودعمه ومتابعته لمنتخب البحرين واتصاله بهم وشكرهم بعد فوزهم على المنتخب القطري وأيضاً بعد خروج المنتخب وعدم التأهل للدور النهائي حينما شدد على أننا كسبنا منتخباً شاباً وواعداً يمثل مستقبل الكرة البحرينية.

كأس الخليج ليس النهاية إنما هو البداية نحو عهد كروي جديد بإذن الله قادر على المنافسة وأن يكون خصماً لا يستهان به في الملاعب الإقليمية والدولية، وقدر الله وما شاء فعل، وفي النهاية، نحن نؤمن بقضاء الله وبقدره، وما هدف اللاعب مهدي عبدالجبار إلا خطأ غير مقصود، فالله قدر هذه الخسارة سواء بلعبة خاطئة أو غيرها من أشكال الخسارة، كتسجيل هدف في المرمى البحريني مثلاً، في النهاية نحن نرضى بقضاء الله، وفي نفس الوقت لا بد أن نسعى نحو التطوير والاهتمام المستمر ولا يمكن نكران أن هناك عدة مكاسب تحققت من هذه البطولة باسم مملكة البحرين، وهذا هو الأهم.

أيضاً ما نود التركيز عليه من اللقطات الجميلة التي حملتها بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 23»، مبدأ أهمية تحقيق الشراكة المجتمعية بين القطاع الخاص ومؤسسات الدولة ليس في هذه المناسبة الكروية فحسب إنما في كل محفل تشارك فيه مملكة البحرين، ولعل توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية إلى وزارة شؤون الشباب والرياضة بتخصيص طائرة لنقل الجماهير البحرينية في مباراة البحرين مع قطر وبالتواصل مع مختلف الشركات والبنوك الوطنية من أجل الإسهام معها في توفير طائرات لنقل الجماهير البحرينية لدعم المنتخب في مباراته بالدور قبل النهائي أمام المنتخب العماني، حيث استجابت بعدها عدد من الشركات والبنوك الوطنية لمبادرته وتوجيهاته بتخصيص طائرات وصل عددها إلى 12 طائرة لنقل الجماهير إلى الكويت، إلى جانب 20 حافلة من قبل اللجنة الأولمبية وحافلتين من نادي الرفاع والرفاع الشرقي، كما قامت اللجنة الأولمبية البحرينية بالتعاون مع شركة سينما البحرين بتخصيص قاعتي عرض عملاقتين بسينما مجمعي السيتي سنتر والسيف للجماهير.

مثل هذه الخطوة أظهرت أموراً إيجابية أولها اتجاه الجماهير البحرينية المحبة «للأحمر» للحضور الميداني لأجل دعم المنتخب وبالمقابل الدعم النفسي والمعنوي الذي جاء نتيجة ذلك لصالح اللاعبين بالمنتخب، كما أنه من زاوية أخرى فتح الباب أمام القطاع الخاص لإشعاره بأهمية التفاعل مع الشؤون البحرينية والمساهمة في المجتمع البحريني وفعالياته عوضاً عن أن يكون في معزل، فهناك عدد من المسؤوليات الوطنية التي لا بد أن يبادر ويقوم بها القطاع الخاص في مملكة البحرين من منطلق الحس الوطني والشراكة المجتمعية.

كما لاحظنا تجاه عدد من المطاعم والمقاهي في مملكة البحرين التي سعت إلى إيجاد عروض ترويجية خاصة لزبائنهم يوم المباراة، وهذا مبدأ وطني جميل نتمنى أن يستمر من جميع أصحاب المشاريع والمحلات، فالكل لا بد أن يدعم مثل هذه الفعاليات والمناسبات على حسب مجاله وإمكانياته.

نأتي إلى مسألة دموع اللاعب البحريني مهدي عبدالجبار التي جاءت بعد أن سجل هدف المباراة الوحيد في مرمانا عن طريق الخطأ والتي تعكس، إلى جانب أسفه، مشاعره الوطنية تجاه البحرين وشعوره بالذنب، هذه الدموع هي خير شاهد على الفرق بين اللاعب الذي يلعب ويتعب لأجل رفع اسم وطنه في المحافل الرياضية وبين المستورد الذي قد يهتم بتحقيق الفوز لكن قد يسبق هدف رفع اسم البحرين أهداف مادية أو إنجازات شخصية تخرج باسمه.

نحن مع اللاعبين المحترفين لكن أن تصنع نجماً بحرينياً غاية أسمى بكثير من أن تحقق انتصارات سريعة الزوال، وما نود التأكيد بشأنه أن خسارة المنتخب البحريني في كأس الخليج بلاعبين جميعهم بحرينيو الهوية والانتماء أكثر شرفاً وفخراً لنا من الفوز بلاعبين مثل بعض الفرق الأخرى التي لم تضم لاعباً مواطناً واحداً «منتخب القرية العالمية»، بحيث هذا اللاعب الأجنبي قد لا يفهم حتى أو يستوعب الهتافات للوطن الذي يمثله وما يجري حوله ولا تمر عليه المشاعر التي مرت على مهدي وغيره من اللاعبين.

أن يخسر المنتخب اليوم وغداً ونبني على هذه التجارب خطط الفوز والنصر لسنوات قادمة أفضل مليون مرة من أن نبني مع كل دورة أو بطولة منتخباً جديداً بلاعبين بعيدين عن الهوية الوطنية قد لا يكملون معنا مشوار رحلتنا الرياضية البحرينية وقابلون للتغيير.