* مدير مركز الإعلام والدراسات الإستراتيجية لـ "الوطن": طهران تسعى لإسكات المعارضين بالاغتيالات

لندن - كميل البوشوكة، وكالات

اتهمت المعارضة الإيرانية، النظام الإيراني بمحاولة اغتيال القيادي السياسي الأحوازي البارز والناشط محمود أحمد الأحوازي "69 عاما" في لندن مساء الأربعاء، مشيرة إلى أن "نظام طهران يسعى إلى النيل ممن ترى أنهم يقفون وراء الاحتجاجات المشتعلة في إيران".



والمعارض محمود أحمد الأحوازي يعد ناشطا بارزا مناهضا لنظام الحكم في إيران ويتولى منصب الأمين العام لجبهة الأحواز الديمقراطية، كما أنه عضو مؤسس وقيادي في المجلس الوطني لقوة الثورة الأحوازية.

بدورها، اتهمت الجماعات السياسية الأحوازية جهاز المخابرات الإيرانية بمحاولة اغتيال زعيم إحدى المنظمات الأحوازية في لندن في محاولة لقمع أنشطة الجهات الأحوازية في الدول الغربية.

من جانبه، قال القيادي الأحوازي محمود أحمد في تصريحات صحافية، "كنت غائبا عن بيتي مساء الأربعاء، لكن شخصا دخل إلى المنزل من خلال حديقة البيت في تمام الساعة الخامسة مساء، ثم غادر المنزل دون سرقة"، لذلك اتصلت بشرطة مكافحة الإرهاب حول هذا الموضوع. وأضاف أن "شرطة مكافحة الإرهاب طلبت منه تغيير مكان إقامته مع عائلته لفترة معينة ولم يكشف عن عنوانه الجديد لأي شخص، حيث أوصت الشرطة بعدم زيارة منزله حتى نهاية التحقيق. وقال انه "تلقى تهديدات منظمة بالقتل من الجهات المرتبطة بإيران في السنوات الماضية واخبر شرطة مكافحة الإرهاب حول هذه المسألة".

من جهته، قال مدير مركز الإعلام والدراسات الإستراتيجية حسن راضي، في تصريح لـ "الوطن" ان "محاولة اغتيال ناشط الأحوازي تزامنت مع تهديد جهاز الاستخبارات الإيراني، محمد علوي، بتصفية جميع أولئك الذين كان لهم يد في الاحتجاجات، وأيضا لوقف أنشطة أي جهه سياسية تهدف إلى عدم استقرار نظام ولاية الفقيه في البلاد". وأضاف راضي أن "سياسة النظام تحاول بشكل روتيني إسكات المعارضة داخل إيران وخارجها عن طريق قتل المعارضين أو التهديد بقتلهم".

ومحاولة الاغتيال الأخيرة، جاءت بعد نحو 3 أشهر من اغتيال أحمد مولي أبو ناهض، رئيس حركة النضال لتحرير الأحواز من "الاحتلال الإيراني" في مدينة لاهاي الهولندية.

وأعلنت الشرطة الهولندية أن القيادي أحمد مولى قد قتل بثلاثة رصاصات في الرأس والقلب يوم الأربعاء 8 نوفمبر الماضي، أمام منزله في لاهاي بهولندا من قبل مسلحين مجهولين.

والواقع أن الأحوازيين ينظرون إلى النظام الإيراني كمحتل لأرضهم وطالبوا بتحرير أراضيهم وإنهاء الظلم والممارسات القمعية للنظام ضدهم منذ الاحتلال الإيراني لأراضيهم في عام 1925. واتهمت الأنظمة الإيرانية الأحوازيين بأنهم يحاولون عزل منطقتهم عن إيران لذلك إيران تري هؤلاء خطر علي امنها القومي.

وتعد سياسة الاغتيالات جزء من سياسة النظام الإيراني المتمثلة في إسكات المعارضين الذين يطالبون بتحرير وطنهم ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام. وقد قتلت إيران أكثر من 260 ناشطا إيرانيا في الدول الغربية، وكثير منهم من الجماعات العرقية غير الفارسية.

والعديد من المعارضين والناشطين السياسيين الذين اغتالهم النظام الإيراني كانوا نشطاء من شعوب غير فارسية في إيران مثل الأحوازيين والأكراد والبلوش والأذريين. وعلى سبيل المثال، كان النظام الإيراني وراء اغتيال الزعيم الأحوازي حسين ماضي في مايو 1991، في العراق، وقائد أحوازي آخر يدعى دعير البستان في البصرة في عام 2006.

ويشتبه أيضا في أن الاغتيالات الأخرى لشخصيات بارزة من المعارضة الإيرانية في أوروبا نفذها النظام الإيراني. وكان من بين هذه الشخصيات التي تعرضت للاغتيال الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني عبد الرحمن قاسملو الذي قتل مع زملائه في إطلاق نار جماعي في فيينا عام 1989. وبالإضافة إلى اغتيال أعضاء آخرين في الحزب مثل صادق شرفكاندي من الحزب الديمقراطي الكردستاني مع عدد من الأعضاء في الحزب فى مطعم ميكونوس فى برلين في 17 سبتمبر 1992.