أجرت اللقاء - سماح علام

«نسيم» مبادرة أهلية تقدم نفسها للعمل على قضية باتت تشكل هاجسا أمام أولياء الأمور والتربويون ألا وهي مشكلة (التنمر)، والتي تعرف بأنها يذاء أو إساءة بالفعل أو القول من تلميذ على تلميذ آخر ، مع وجود فرق في ميزان القوى سواء بالقول أو الفعل.



رئيسة مبادرة نسيم بجمعية ملتقى الشباب البحريني إيناس الفردان حملت هذا الهم بعد سلسلة من المبادرات التي تبنتها الجمعية، ابتدا من الأولى (نقطة تحول) التي عنيت بذوي الاعاقات الجسدية من جراء الحوادث، والثانية (ادخل عالمي) التي اختصت بأطفال وشباب ذوي التوحد، وصولا للثالثة (نحترمها) وكانت عن مناهضة العنف الأسري ضد المرأة، وأخيرا (حين تؤذي) عن مناهضة التنمر المدرسي . حين تؤذى.. مشروع أهلي يتضمن فريقه 70 شريكا ، وسينطلق في فبراير، وعنه تقول إيناس الفردان: «سنعمل على إجراء دراسة لمعرفة مؤشر علمي عن هذه الظاهرة، خاصة وأننا نتطلع لبيئة آمنة في المجتمع والمدرسة والأسرة، كما نتمنى أن تقوم الوزارة بدراسة مماثلة أكثر دقة لاسيما وأن تظافر الجهود هو أمر مطلوب، والمشكلة مجتمعية، وعلى الكل تحمل دوره.. كل هذا سيتم إضافة إلى برامج توعوية مدروسة ستوجه للطلاب داخل بيئتهم التعليمية».

التوعية أساس الوقاية

تؤكد هذه المبادرة الأهلية على تكامل الجهود بين كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع للتصدي لأي مشكلة اجتماعية تظهر على السطح، إذ توضح الفردان آلية العمل قائلة: «سنعمل على الأركان التوعوية من حيث تطبيق الاستبيان الموجود على مستوى عالمي ، إذ جئنا باستبيان مطبق عالميا، وقمنا بتعريبه من أجل تطبيقه في مجتمعنا، وفي انتظار الموافقة من قبل وزارة التربية والتعليم لتطبيقه على المدارس الحكومية، في حين قمنا بمراسلات مع المدارس الخاصة أيضا».

وعن دور الأسرة تقول : «دور الأسرة مهم جدا للوقاية والحماية ، فإذا كان الطفل قويا لا يمكن لأحد أن يستقوي عليه، وبالتالي يتشكل عند الطفل حاجزا وقائيا داخليا». وللمدرسة أيضا دور وعنه تقول : « مطلوب من المدرسة الكثير فضبط الدرس في الصف، وضبط التعامل في الفسحة أمر مهم، فالتوجيه وتعديل السلوك مسئولية تتحملها المدرسة بالشراكة مع البيت والمجتمع، وعليه يجب على ميزان القوى أن يتزن بين أضلاع هذا المثلث».

المتنمر ضحية بيته

وتواصل الفردان وصفها لأبعاد قضية التنمر قائلة: «سنهتم أيضا بزاوية مهمة ألا وهي أن المتنمر قد يكون ضحية في الأساس، فقد يكون ضحية بيته أو ضحية سوء معاملة في المنزل أو اساءة من أحد الوالدين، أو ضحية تربية سيئة، فكل الأمور تؤثر في تربية الطفل، من هنا نؤكد على دور المدرس في استشعار المشاكل، ومن ثم دور الارشاد الاجتماعي في الكشف عن هذه الأمور والتعامل معها بحرفية عالية.. لهذا سوف نمد جسور التعاون مع مركز كن حرا لتأمين جانب الحماية الذي يختص فيه أساسا.. أيضا نؤكد على دور الدولة في سن القوانين التي تبين وجود سياسة واضحة للتعامل مع المتنمر، إذ نشهد اختلافا في اللوائح المتعلقة بالتنمر من جهة ، ووجود اختلافات بين المدارس من جهة ثانية لذلك نريد سياسة موحدة وثابته وواضحة بين الجميع.

التدريب والاستمرارية

تؤكد الفردان في معرض حديثها على أهمية التدريب، فهناك أساليب تربوية حديثة للتعامل مع المشاكل ، وبالتالي لابد من التركيز على أهمية التدريب وتحديث المعلومات، وتقول: «لن نقضي على المشكلة 100 بالمئة ولكننا نستطيع الحد والتقليل منها، وهذا ما نعمل عليه، فبرنامجنا سيتم بالتعاون مع المدارس، انطلاقا من واقع الأبناء المعاش في المدارس... وهنا نطمح إلى تغيير عقلية مرتكبي العنف لما له من آثاره على النفس والآخرين، ورسالتي أن يتم توصيل المعلومات الصحيحة للطلاب ليتمكنوا من حماية أنفسهم والتعامل الصحيح مع الموقف، فأولا يجب أن يكون الطالب قويا، مع التأكيد على أهمية التخبير والتبليغ وعدم السكوت، كما نقول للمتفرجين أنكم تستطيعون التغيير وإحداث الفرق في حماية الأشخاص ، سواء فالتبليغ أو المساعدة الفورية لحماية الطرف الضعيف». وتختم الفردان حديثها بتوضيح شرائكها في هذه المبادرة قائلة: «يتكون فريقنا من 70 شابا وشابة، موزعون في فرق هي: فريق البحث والدراسة، وفريق التنظيم ، وفريق الفنانون وهو أكبر فريق موجود ، إضافة إلى الفريق المالي والاعلامي، والجميع سيعمل تحت مظلة نسيم التي تتلمس احتياجات المجتمع وتطمح لإحداث فارق ملموس فيه».