نيويورك - نشأت الإمام، وكالات

قال حاكم ولاية هاواي الأمريكية إن رسالة أُرسلت بالخطأ لسكان الولاية تحذرهم من هجوم وشيك بصاروخ باليستي عندما ضغط موظف بوكالة إدارة الطوارئ على "الزر الخطأ".

وأدى الإنذار الخاطئ إلى حالة من الهلع والفوضى في الأرخبيل.



وأكد مسؤولون بالولاية وقيادة الجيش الأمريكي في المحيط الهادي على عدم وجود أي تهديد حقيقي. لكن سكان هاواي سارعوا وهم في حالة من الذعر بالبحث عن مأوى لمدة تزيد على نصف ساعة قبل أن تتراجع الوكالة عن التحذير.

واعتذر حاكم الولاية ديفيد ايج، وقال في تصريحات نقلها التلفزيون إن التحذير أُرسل عندما ضغط موظف على الزر الخطأ خلال تغيير نوبة العمل في وكالة إدارة الطوارئ في هاواي. ووصف فيرن مياجي مدير الوكالة الأمر بأنه "خطأ بشري".

وبعيد الساعة الثامنة "18:00 ت غ" أعلن عدد من الأشخاص بينهم النائبة الديمقراطية في مجلس النواب تولسي غابارد على شبكات التواصل الاجتماعي، معززين أقوالهم بصور، أنهم تلقوا إنذارا على هواتفهم عن طريق نظام "أمبر ألرت" التابع لوزارة العدل الأمريكية.

وظهرت على الهواتف الذكية لسكان الأرخبيل رسالة مفادها "صاروخ باليستي يهدد هاواي. احتموا على الفور في الملاجىء. الأمر ليس تدريبا".

لكن حاكم هاواي ديفيد أيج والوكالة المحلية لإدارة الحوادث الطارئة أكدا في الدقائق التالية أنه ليس هناك أي صاروخ باليستي يهدد هذه الولاية الأمريكية الواقعة في المحيط الهادئ، وذلك في أجواء جيوسياسية متوترة جدا مع التهديدات بهجمات نووية التي يطلقها النظام الكوري الشمالي ضد مصالح أمريكية.

وقال الناطق باسم القيادة العسكرية الأمريكية لمنطقة المحيط الهادئ إن المركز "لم يرصد أي تهديد لصاروخ بالستي على هاواي".

وخلال لقاء مع الصحافيين، قال حاكم هاواي إن الحادث وقع خلال فترة تبديل فريق في الوكالة المحلية لإدارة الحوادث الطارئة. وأضاف أنه بينما كان الموظفون يتخذون مواقعهم ويتبعون الإجراءات الاعتيادية للتحقيق من المنظومة، "ضغط احدهم على الزر الخطأ".

وأضاف "من المهم جدا ضمان حرفية العاملين في المنظومة" التي تستخدم باستمرار في الولايات المتحدة لإطلاق إنذارات بعمليات خطف لكنها تتعرض لانتقادات بسبب عدم فاعليتها.

وتابع حاكم هاواي في بيان أن "الجمهور يجب أن يثق في نظامنا للإنذار للحالات الطارئة"، مؤكدا أنه "سيبذل ما بوسعه لمنع تكرار ذلك".

وفي غضون لحظات من الإعلان الخاطئ، توافد الناس إلى الملاجئ، وازدحمت الطرق السريعة في مشهد أشبه بأفلام الرعب.

وقال مايك ستاسكو، وهو قائد عسكري متقاعد "كنت أركض وجميع السيناريوهات في رأسي، ولكن لم يكن هناك مكان للذهاب إليه، ولا مكان للانسحاب إليه". وذكرت أليسون نيفن، التي تعيش في كايلو كونا، أن رغبتها الأولى كانت جمع عائلتها لأنها كانت تعتقد أنها ستكون دقائقها الأخيرة حية. وقالت "شعرنا تماما باننا على وشك الموت".

وقالت أليست تيل المقيمة في هاواي، في رسالة إلكترونية إنها "كانت أسوأ لحظة في حياتي" عندما وجدت الرسالة على هاتفها النقال.

وأضافت "هرعت إلى أسرتي وأبلغت الجميع على الشاطئ بأن عليهم الهرب. صديقي رمى القهوة التي كان يشربها وجرى إلى منزله".

وتابعت "قيل لي مؤخرا إنه إذا أطلق صاروخ من كوريا الشمالية فسيكون أمامنا عشرون دقيقة قبل أن يضرب" الأرخبيل، موضحة أن "الهلع استولى على الجميع" قبل أن يبلغوا بأن الأمر خطأ بعد نحو ساعة "كانت دهرا" على حد قولها.

من جهتها، روت لورن ماكغاون التي تمضي عطلة في الأرخبيل، أن طاقم الفندق الذي تنزل فيه "مونتيج كابالوا باي" طلب منها التوجه إلى مقهى الموظفين في القبو. وأضافت "لم يصب أحد بالهلع لكن عمت حالة من الفوضى".

وأوضحت ماكغاون انه بعد دقائق أعلن أحد النزلاء القلائل الذين كانوا قادرين على التقاط شبكة الهاتف في القبو أنه إنذار كاذب. وتابعت "كان أمرا مثيرا للقلق كما هو واضح".

وذكر شهود عيان أن رسائل الإنذار ظهرت على شاشات التلفزيون وبثت عبر الإذاعة.

وبثت قناة "هاواي نيوز ناو" لقطات لما قالت إن طلابا في جامعة هاواي في مانوا احد أحياء هونولولو وهم يتجهون بسرعة إلى الملجأ.

ووضع مقدم نشرة الأحوال الجوية في ناشفيل جيم جاغرز في تغريدة صورة لأسرته وقد لجأت إلى خزانة بعد إطلاق الإنذار.

وقدم المسؤول عن وكالة الحوادث الطارئة في هاواي فيرن مياغي اعتذاراته، وكذلك الحاكم، في مؤتمر صحافي مؤكدا أنه يتحمل مسؤولية هذا الحادث.

ورفض أن يكشف ما إذا كان الموظف المسؤول عن هذا الخطأ سيعاقب. وقال "إنه يشعر بالحرج (...) لم يتعمد فعل ذلك".

وأعلن الحاكم أن تشغيل المنظومة أصبح يتطلب وجود شخصين وليس واحدا فقط كما كان الأمر من قبل.

وذكرت لجنة الاتصالات الاتحادية الأمريكية، المسؤولة عن نظام الإنذار في حالات الطوارئ، أنها بدأت تحقيقا شاملا في الواقعة.

وهاواي سلسلة جزر في المحيط الهادي يبلغ عدد سكانها نحو 1.4 مليون نسمة وفقا لمكتب الإحصاء بالولايات المتحدة ويوجد بها مقر القيادة الأمريكية في المحيط الهادي وأسطول المحيط الهادي التابع للقوات البحرية وعناصر أخرى بالقوات المسلحة الأمريكية.

ويأتي هذا الإنذار الخاطئ بعد سنتين من التوتر المرتبط بشبه الجزيرة الكورية بسبب تسارع البرنامج النووي لبيونغ يانغ.

وأجرت كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة تجارب إطلاق صواريخ وتجربة نووية سادسة كانت الأقوى حتى الآن. وقد أكدت أنها قادرة على إصابة الأراضي الأمريكية.

ومنذ وصوله إلى السلطة يستخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابا متشددا وحربيا مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

لكن تراجعت حدة التوتر منذ بداية 2018 مع استئناف الاتصالات الرسمية بين الكوريتين بينما أكد ترامب الأربعاء أنه منفتح على محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية.