* طهران تعترف بمقتل 25 شخصاً في الاحتجاجات الأخيرة

* تهميش إيران للأحوازيين يضع الإقليم العربي تحت خط الفقر

الأحواز - نهال محمد، وكالات



أكدت مصادر معارضة لـ "الوطن" أن "الاستخبارات الايرانية قتلت متظاهراً كردياً في المعتقل من أهل سنندج يدعى سارو قهرمانی، "22 عاماً"، بعد أن تم توقيفه مؤخراً في الاحتجاجات التي شهدتها منطقة كردستان إيران". وذكرت المصادر أن "المخابرات الإيرانية اتصلت بذويه لاستلام جثمان ابنهم من المستشفى". في غضون ذلك، أقرت السلطات الإيرانية بمقتل 25 شخصاً في الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها مدن إيرانية، وفقاً لحصيلة رسمية نشرت الأحد. وقال غلام حسين محسني أجائي المتحدث باسم السلطة القضائية "قتل 25 شخصاً بينهم أناس عاديون ومن قواتنا في الاضطرابات الأخيرة، لكن لا أحد قتل برصاص قوات الأمن لأنها تلقت أوامر بعدم استخدام السلاح"، بحسب ما أوردت وكالة ميزان أونلاين التابعة للقضاء.

وأضاف أن "465 شخصاً كان تم توقيفهم في كامل البلاد" على صلة بالاحتجاجات لا يزالون موقوفين بينهم 55 في طهران.

وكان النائب الإصلاحي محمود صادقي قال إنه تم توقيف 3700 شخص على علاقة بالاحتجاجات منذ 28 ديسمبر.

وشهدت ايران بين 28 ديسمبر 2017 وبداية يناير 2018 تظاهرات حاشدة واضطرابات رافقت احتجاجات على غلاء المعيشة وضد السلطات في عدة مدن. وقالت المعارضة الإيرانية إن حصيلة ضحايا الانتفاضة الأخيرة بلغت نحو 50 قتيلاً وآلاف الإصابات والاعتقالات.

من ناحية أخرى، تمارس إيران عمليات تهميش ضد الأحوازيين الأمر الذي يضع سكان الإقليم العربي تحت خط الفقر.

وقد تم توظيف أكثر من 1700 فارسي من شمال إيران في مدينة معشور العربية جنوب الأحواز.

ومدينة معشور هي سادس أكبر مدينة في الأحواز وهي غنية جداً ويقع فيها ثاني أكبر ميناء في إيران، وتضم واحدة من أكبر شركات البتروكيماويات في الشرق الأوسط، لكن غالبية سكان المدينة يواجهون أوضاعاً سيئة، والسلطات تتعمد عدم توظيف أي عربي أحوازي، فيما تضم الشركات مستوطنين فرس حيث تم بناء اكثر من 60 ألف وحدة سكنية للمستوطنين الفرس منذ 15عاماً. وفي المدينة يبيع الأطفال والصبيان العرب الزهور والمناديل في الشوارع، وينتشر الفقر بشكل كبير.

ويرجع انتشار الفقر في الأحواز إلى السياسات الممنهجة التي تسلكها السلطات الإيرانية تجاه الأحوازيين، والسلطات الإيرانية قد أثرت أيضاً على حياة الأحوازيين بنقل مياه الأنهر من المدن العربية إلى الفارسية، حيث تسببت هذه السياسة في زيادة البطالة والفقر والتشرد في الأحواز.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت الغالبية العظمى من الأراضي الزراعية الأحوازية أسوأ جفاف على المدى الطويل منذ أن بدأ النظام الإيراني خطته لتحويل المياه إلى المدن الفارسية. وتشير التقديرات إلى أن ثلث سكان الأحواز الذين يعتمدون بشدة على الزراعة سيفقدون أراضيهم الزراعية، وقد دفعت هذه الأعداد الهائلة من الناس إلى الفقر المدقع.

وكما يعلم الجميع، فإن الاقتصاد الإيراني يعتمد اعتماداً كبيراً على النفط والغاز، وكلها تأتي من الأحواز، حيث إن 85٪ من عائدات الحكومة الإيرانية معتمدة علي النفط والغاز الأحوازي، فيما يعيش عدد كبير من المواطنين الأحوازيين تحت سقف دولار واحد في اليوم، وهذا يعني أن الأحوازيين أصبحوا الآن أفقر من قبل بضع سنوات بسبب سياسة النظام المتعمد لتفقير وتهميش الإنسان الأحوازي.

ووفقاً لما ذكره التيار العربي الديمقراطي في الأحواز في تقرير له فإن "الأحوازي يواجه الفقر الشديد والمرض والتشرد والحرمان مقارنة بالسنوات الماضية بسبب سياسة النظام الإيراني تجاه الشعب العربي الأحوازي". وفي هذا السياق تتصدر مدينة الأحواز العاصمة أكثر عدداً من العوائل الفقيرة اقتصادياً حيث المصادر تؤكد وجود 30 ألف أسرة تعيش تحت خط الفقر المدقع ويلي ذلك مدينة عبادان حيث يقطنها 6 آلاف أسرة فقيرة.

التيار العربي الديمقراطي الأحوازي أكد أن في شمال الاحواز اكثر من 70 ألف معاق أو مصاب بشلل، وأكثرمن 1000 شخص من هؤلاء يسكن في مدينة عبادان. وهناك ما يقارب 30 ألف عائلة ليس لديها أي دخل مادي. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن الكثير من العائلات التي ليس لها مدخول لم تحصَ بعد وأن هذه الأرقام لم يتم الإعلان عنها من قبل السلطات والجهات الرسمية الإيرانية. وإن هنالك أعداداً كبيرة من هؤلاء الأفراد وعائلاتهم والمعاقين التي تصل نسبتهم إلى 40 % لم تسجل أسماؤهم في السجلات والقوائم الحكومية بعد.

وأكد ناشطون ومراقبون لحقوق الإنسان في الأحواز أن عدد الأسر الفقيرة في الإقليم يزداد، حيث يؤثر الفقر على الحالة الصحية للمواطن الأحوازي، وكذلك التعليم والأمن البشري. ومع ذلك، يستخدم النظام الإيراني سياسة التعتيم ضد الصوت الأحوازي ويمارس سياسة الاضطهاد والحرمان ضد النشطاء الأحوازيين داخل أرض الأحواز العربية.