أصبح أهم مشروع عقاري واستثماري قطري في بريطانيا مهدداً بالانهيار بشكل كامل، وذلك بسبب موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الغاضب من صفقة بيع مبنى السفارة الأمريكية في لندن، والتي تبين من معلومات جمعتها "العربية.نت" أن شركة حكومية قطرية بانتظار أن تتسلم المبنى وتقيم عليه مشروعاً استثمارياً عملاقاً.

وفوجئ البريطانيون قبل أيام بقرار الرئيس ترامب إلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى لندن، والتي كان مقرراً أيضاً أن يقوم خلالها بافتتاح المبنى الجديد للسفارة الأمريكية، إلا أنه كشف في تغريدة له على "تويتر" أن سبب إلغاء الزيارة هو عدم رضاه عن الصفقة التي تم خلالها بيع المبنى القديم للسفارة الأمريكية في لندن مقابل "مبلغ زهيد" ومن ثم بناء مبنى جديد كلف الولايات المتحدة 1.2 مليار دولار أمريكي.

وبموقف الرئيس ترامب أصبح واحد من أهم وأضخم مشاريع قطر في بريطانيا مهدداً بالانهيار، حيث يتبين من المعلومات التي جمعتها "العربية.نت" أن مشتري المبنى القديم للسفارة الأمريكية هو شركة "ديار" القطرية، إلا أن السؤال الذي طرحه العديد من وسائل الإعلام في لندن هو: هل لايزال من الممكن التراجع عن الصفقة وإلغاؤها؟ خاصة أن مبنى السفارة القديم لا يزال بحوزة الأمريكيين ولم يتم تسليمه حتى الآن.



وفي حال تم إلغاء صفقة بيع مبنى السفارة الأمريكية في لندن لشركة "ديار" القطرية فهذا يعني انهيار واحد من أهم المشروعات القطرية في بريطانيا، وهو مشروع تشييد فندق "روزوود" ذي الخمس نجوم الذي يُنتظر أن يضم 137 غرفة وعدداً كبيراً من المرافق، وتبلغ تكلفته 1.4 مليار دولار، حيث تعتزم الشركة القطرية استخدام المبنى التاريخي نفسه للسفارة بعد ترميمه بالكامل ليصبح فندقاً فارهاً.

وبحسب المعلومات التي كشفتها جريدة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير اطلعت عليه "العربية.نت" فإن صفقة بيع مبنى السفارة الأمريكية تمت في العام 2013 خلال إدارة الرئيس باراك أوباما، أما عملية البيع فتمت مقابل 431 مليون دولار فقط، فيما كانت المفاجأة التي كشفتها الصحيفة البريطانية هي أن تقييم الخبراء للمبنى في ذلك الحين كان عند 500 مليون جنيه إسترليني أي 687 مليون دولار أمريكي، ورغم ذلك تم البيع بأقل من التقييم بكثير، وهو الأمر الذي أغضب الرئيس ترامب ودفعه إلى إلغاء زيارته إلى بريطانيا ومشاركته في افتتاح المبنى الجديد للسفارة.

يشار إلى أن المبنى القديم للسفارة الأمريكية يقع في قلب المنطقة الأغلى في وسط لندن وهي منطقة "مايفير" وسط العديد من أفخم وأغلى وأشهر الفنادق في لندن، كما أنه قريب من حديقة "هايد بارك" الشهيرة، وقريب من منطقة "نايتسبريدج" التي تضم عدداً كبيراً من العقارات والاستثمارات الخليجية والسفارات العربية.