خلال الأسبوعين الماضيين شهدت مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها نشاطاً منقطع النظير لنقل أخبار والتحدث حول الحدث الأبرز في المنطقة (خليجي 23) والذي أقيم في دولة الكويت الشقيقة، من وجهة نظري من أنه على الرغم من فوز سلطنة عمان باللقب البطولي والكأس إلا أن دولة الكويت هي الرابح الأكبر والحقيقي في جميع ما حدث، فشكراً لك وطن النهار على كل ما قدمته من جهود لاحتضان جميع الشعوب الخليجية بحب ومودة.

أعترف إلى أنني لا أملك الخبرة والمعرفة الكاملة في مجال كرة القدم ولكن من خلال متابعتي السريعة لمجريات المباريات والتعرف على الفرق الشبابية الرياضية التي تزخر بها كل دولة من الدول المشاركة، وجدت أن منهم من كان يلعب لإثبات وجود فقط على أنه مشارك في البطولة، فنرى في نهاية المطاف قد اهتزت شباكه مرات عديدة من قبل الخصم وهو غير مبالٍ ولا مكترث أصلاً، ومنهم من كان يلعب على مبدأ الحظ فيضرب بالكرة يميناً وشمالاً عل وعسى أن يكتب لها الحظ والقدر أن تدخل في شباك الخصم وفي الغالب هذا لا يحدث، ومنهم من كان معتمداً فقط على بنية أجساد الفريق القوية وسرعة حركتهم في الملعب، فهؤلاء استطاعوا أن يصلوا إلى منتصف الطريق لتعلن صفارة الحكم خروجهم من البطولة مع تصفيق حار من الجمهور على الأداء الأكثر من ممتع.

أما من وصل إلى النهاية بغض النظر عن اسم الفريق الفائز، فمجرد أنهم وصلوا للنهائي يعني ذلك أنهم كانوا الأفضل، فإنهم لم يكونوا فقط أجساداً تتحرك داخل الملعب وإنما عقول قبل أجساد، فقد كان لكل خطوة معنى ولكل ركلة مقصد ولكل تمريرة مغزى، لم يكن أبداً الوصول إلى رأس القمة قائماً على الصدفة والحظ والجري في الملعب من غير هدف، فالتدريب والتخطيط كانا المساهم الأول والأخير للوصول إلى هذه القمة.



عند التمعن في حال البشر من حولنا نرى أنهم بالضبط كلاعبي الملاعب الرياضية، منهم من يجعل أمور حياته كلها على ما تقرره الصدف، ومنهم من يجعل حياته تتراقص على لعبة الحظ والقدر، ومنهم من يعتمد على نقاط القوة والضعف محاولاً الوصول إلى عتبات النجاح، ولكن أنا أؤكد بأنهم جميعاً سيكون مصيرهم التعب والفشل قبل بلوغ الهدف.

ولكن من هو الناجح؟ هو من يخطط ويعمل بجميع حواسه وجوارحه وعقله ويتدرب إلى أن يصل إلى مرحله الاحترافية والتميز، هنا فقط يكمن ويتحقق النجاح.. أعزائي القارئ إن كنت تريد أن تصل إلى قمة النجاح العبها صح كما لعبها الفريق الفائز في الملعب.