حسن عبدالنبي

يفتح مجلس البحرين للمناقصات والمزايدات نهاية يناير الجاري مناقصة ترميم الواجهات الواقعة على طريق اللؤلؤ التابعة لهيئة البحرين للثقافة والآثار، حيث سيتم ترميم وتجميل وإعادة تهيئة لما يقارب 700 واجهة لـ450 بيت، لتصبح متناسبة مع الطابع الحضري التراثي للمدينة، والأعمال عبارة عن تقوية انشائية للواجهات التراثية وتبديل بعض الأبواب والنوافذ واعلانات المحلات وغيرها بعناصر متجانسة مع الطابع التراثي وتصليح العناصر المتدهورة وإزالة او تغيير أماكن التركيبات الفنية المثبتة على الواجهات الخارجية.

ويعتبر مشروع طريق اللؤلؤ حلما، عملنا على تحقيقه خلال سنوات بين التحضير وكل الأمور المرتبطة بإدراجه كثاني معالم البحرين على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، كما أنه يعتبر ركيزة قوية في البنية التحتية لتنمية السياحية الثقافية المستدامة، إذ أن كل فرد في الأحياء التي سيمر عليها الطريق سيستفيد من المشروع سواء بتعديل الواجهات أو خلق فرص عمل أو تنشيط السياحة الثقافية وإنعاش الاقتصاد المحلي.


ومن المتوقع الانتهاء من 80% من مشروع طريق اللؤلؤ مع نهاية العام الجاري 2018، وأن معظم المناقصات تسير على المسار الصحيح وفقا لخطة المشروع، كما أن كل الأعمال الممولة من الصندوق الإسلامي للتنمية ستنتهي أعمالها مع نهاية العام.

و في العام 2012، تمّ إدراج مشروع (طريق اللّؤلؤ: شاهدٌ على اقتصاد الجزيرة) كثاني موقع مسجّل على قائمة التراث الإنساني العالمي في مملكة البحرين، وذلك كشاهدٍ تاريخيّ على تراث اقتصاد اللّؤلؤ الذي يعود إلى آلاف السّنين، ولأهميّته العالميّة كموردٍ اقتصاديّ ومؤثّر في النّظام الاجتماعيّ.

كما أن مشروع (طريق اللّؤلؤ: شاهدٌ على اقتصاد الجزيرة) يحوي سلسلة من المباني التّراثيّة والتاريخيّة المرشّحة يصل عددها إلى 15، وتشمل: 3 مصائد لؤلؤ شاسعة تقع في المياه الإقليميّة الشّماليّة التّابعة لمملكة البحرين، خطّ ساحليّ واحد في أقصى جنوب جزيرة المحرّق، و9 مجمّعات عمرانيّة تاريخيّة تتضمّن 17 معمارًا إنسانيًّا فريدًا، تتوزّع جميعها ضمن النّسيج الحضريّ العريق لمدينة المحرّق، وكلّ هذه المكوّنات، بمواقعها وتفاصيلها تجسّد تعبيرًا تاريخيًّا، هو آخر ما تبقّى باستثنائيّته وقيمته العاليّة، كشواهد على التّراث الثّقافيّ لاقتصاد اللّؤلؤ، الذي ازدهر في منطقة الخليج العربيّ منذ فترة ما قبل التّاريخ وحتّى أوائل القرن العشرين.

وبالرّغم من تراجع اقتصاد اللّؤلؤ في جزيرة المحرّق خلال الثّلاثينيّات من القرن العشرين، إلّا أنّ عمق هذه الحكاية التّاريخيّة وأثرها ظلّ متجذرًّا بقوّة في الهويّة البحرينيّة الثّقافيّة. في الحقيقة، الأمر أبعد من مجرّد حكاية، فالتّفاصيل الغنيّة والمتأصّلة لاقتصاد اللّؤلؤ، تجسّد ذاكرة حيويّة متّقدة، وشرحًا متكاملاً للتّجربة التّاريخيّة التي شهدتها المنطقة، بالإضافة إلى الثّقافة العريقة والمعرفة الإنسانيّة التي تمنح معناها وملامحها للهويّة المعاصرة لكلّ منطقة الخليج العربيّ.