الخرطوم - محمد سعيد

فرقت السلطات السودانية المختصة الثلاثاء تظاهرة سلمية تندد بالغلاء بعد الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة السودانية بداية العام الحالي. وقاد قيادات من الحزب الشيوعي السوداني وبعض الأحزاب السياسية المعارضة والناشطين التظاهرة بعد أن قدموا مذكرة قبل أيام إلى السلطات ممثلة في "شرطة ولاية الخرطوم وأمانة الحكومة" لتسمح لهم بتسيير مظاهرة احتجاجية.

وانطلقت التظاهرة من منطقة قريبة من القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، قبل أن تفرقها الأجهزة الشرطية والأمنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع.



وحمل المتظاهرون شعارات "لا للغلاء، لا للغم"، قبل أن تتدخل السلطات وتفرق التظاهرة وتعتقل بعض الناشطين والسياسيين والصحافيين بعد نصف ساعة من انطلاقة المظاهرة.

ويعاني السودان من أوضاع اقتصادية خانقة بعد حصار اقتصادي دام لعشرين عاماً وتم رفعه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أشهر إلا أن ظلاله ما زالت باقية، كما أفقد انفصال جنوب السودان عن شماله قرابة 80 ٪ من ميزانية البلاد التي كانت تعتمد بشكل أساسي على النفط الذي ينساب من حقول دولة جنوب السودان.

وتشهد الأسواق زيادات كبيرة في أسعار السلع الضرورية والخبز مما أدى إلى الكساد بسبب ضعف دخل المواطنين.

وسجل الجنيه السوداني هبوطاً جديداً أمام العملة الأمريكية وبلغ سعره 34 جنيها مقابل الدولار. وأكد متعاملون في السوق الموازي "السوداء" استمرار تراجع مقابل الدولار منذ بداية العام الجاري ودخول الموازنة العامة حيز التطبيق. وقالوا إن الطلب على الدولار يفوق المعروض منه مما يؤدي لارتفاع أسعاره، في ظل غياب التدابير اللازمة للسيطرة عليه وضخ مبالغ مقدرة تلبية لحاجة السوق.