مفاجأة تنشر لأول مرة منذ اغتيال المفكر المصري الراحل #فرج_فودة قبل 26 عاماً، حيث كشف طبيب مصري عن سبب وفاة فودة خلال عمليات إسعافه، عقب إطلاق النار عليه من جانب متطرفين في العام 1992.

المفاجأة كشفها لـ"العربية.نت" الدكتور مدحت خفاجي، أستاذ الجراحة، الذي كان ضمن الفريق الطبي المعالج للمفكر المصري، والذي قام بإجراء جراحات له أثناء عملية إسعافه قبل إعلان وفاته بلحظات. وقال إنه تم استدعاؤه من جانب أحد أصدقاء فرج فودة، ويدعى جورج حنا، حيث اتصل به وطلب منه التوجه للمستشفى للمساعدة في إنقاذ حياة فودة بعد تعرضه لإطلاق نار.

وأضاف أنه ذهب للمستشفى، ووجد فرج فودة يعاني من نزيف بالكبد والأمعاء وبه جروح نافذة بالبطن، ويعاني من شبه غيبوبة، فضلاً عن وجود تهتك شديد بالجزء الأيمن من الكبد، والكلى اليمنى، والقولون، والأمعاء الدقيقة. مشيرا إلى أنه قام بوقف نزيف الكلى ووقف نزيف الكبد واستئصال القولون.

وقال إنه اكتشف أن المفكر الراحل أصيب بتجلط دموي شديد بالأوعية الدموية والأوردة، مضيفاً: "كنا أمام كارثة طبية بمعنى الكلمة".

وأضاف خفاجي "طلبت أحد الأطباء الذين قاموا بإسعافه قبل مجيئنا وسألته عن فصيلة الدم التي قام بتزويده بها، وأدت إلى إصابته بهذا التجلط، فأخبرني أنها من فصيلة أخرى غير الفصيلة التي ينتمي إليها فودة وهي "A-" وقال لي إنه لم يجد سوى هذه الفصيلة، التي يمكن أن يتم تزويده بها، لأنها علميا تمنح لجميع الفصائل".

ويضيف الدكتور خفاجي "صرخت في هذا الطبيب وكان للأسف من كبار الأطباء وقلت له لماذا لم تخبرنا بذلك؟ ولماذا لم توجه نداء في الإذاعة لطلب متبرعين بالدم لديهم نفس فصيلة دم الراحل، خاصة أن رئاسة الجمهورية كانت تتصل بنا كل ربع ساعة في المستشفى لمعرفة تطورات الحالة أولا بأول وإبلاغ الرئيس حسني مبارك، الذي كان يتابع معنا حالة المفكر الراحل لحظة بلحظة.

ويضيف "قلت للطبيب إنه كان يمكن الاستعانة برئاسة الجمهورية لتزويدنا بفصيلة دم المفكر الراحل، لكن سبق السيف العزل، وتحول دم الراحل إلى ما يشبه الماء، وظل ينزف بشدة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة". مؤكدا أنه بعد نجاح الفريق الطبي في وقف نزيف الكبد والكلى والأمعاء واستئصال القولون كان يمكن أن يعيش الدكتور فودة لكن استمرار النزيف، وتجلط الأوعية الدموية والأوردة أديا لتوقف عضلة القلب تماما ومن ثم وفاته.

وقال إن طلقات الرصاص أصابته بإصابات خطيرة، لكننا كفريق طبي قمنا بمعالجتها وبأفضل الوسائل، وتم استخراج الشظايا والمقذوفات النارية من جسده، لكن خذلنا النزيف والدم غير المطابق لفصيلة المفكر الراحل ليرحل عن حياتنا ويلفظ أنفاسه الأخيرة.