* عواصف تضرب أوروبا وتوقع 6 قتلى

عمان – غدير محمود

يتفنن الأردنيون بإطلاق الأسماء الأنثوية على العواصف والمنخفضات الجوية العميقة التي تضرب المملكة.



فمرة "وطفة" وأخرى "بشرى" وتارة "هدى" و"اليكسا" و"غدير"، وتلك أسماء أطلقت على منخفضات جوية أثرت على المملكة في فصول الشتاء وتميزت بأمطار غزيرة وثلوج وصقيع.

ويعزو نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي تسميتها بأسماء أنثوية بدافع الأمل لتكون ناعمة وخفيفة ولطيفة، لا تتسبب بدمار، حيث يتفق مجموعة من الراصدين الجويين في بلاد الشام على إطلاق اسم موحد على المنخفض الجوي.

ويستقبل الأردنيون خلال تلك الأيام المنخفض الجوي القطبي "نور"، كما تم تسميته مؤخراً محملاً بأمطار غزيرة وسيول ورياح شديدة وثلوج فوق المرتفعات الجبلية، كما تظهر نتائج الخرائط الجوية أن عاصفة " نور" مُنخفض جوي عميق جداً يصل عمقه إلى 995 مليبار وكتلة هوائية قطبية شديده البرودة قادمة من شمال وغرب القارة الأوروبية مروراً من فوق البحر الأسود وتركيا ومصدرها القطب الشمالي.

وتهب رياح غربية إلى جنوبية غربية شديدة السرعة تبلغ سرعتها حاجز 100كم/س مع هطول أمطار غزيرة جداً مترافقة مع البرد الغزير والعواصف الرعدية في شمال ووسط المملكة، وتسود جنوباً أجواء عاصفة ومغبرة وباردة جداً وتهبط درجات الحرارة إلى ما دون 5 مئوية.

وفي النهار يكون الطقس شديد البرودة والحرارة تلامس الصفر المئوي في مناطق واسعة، ويستمر تساقط الثلوج على فترات فوق المرتفعات الجبلية العالية وربما تتساقط على الجبال المتوسطة الارتفاع مع ساعات الصباح الباكر.

يذكر أنه في العصور القديمة لم يكن هناك آلية معينة لتسمية المنخفضات الجوية، فكانت تسمى إما بأسماء بعض القديسين، أو السنوات أو المكان، حيث تعود بداية التسمية في الأعوام بين 1852 – 1922، إلى عالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج، الذي أطلق على المنخفضات الجوية أسماء النواب الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية.

أما خلال الحرب العالمية الثانية، ولمنع تعدد الأسماء والاختلاف حولها، أطلق خبراء الأرصاد الجوية العسكرية على المنخفضات الجوية أسماء زوجاتهم أو صديقاتهم.

من ناحية أخرى، اجتاحت عواصف عنيفة مناطق شمال أوروبا وسواها الخميس متسببة بشل حركة القطارات وموقعة 6 قتلى قضوا بسبب تساقط الأشجار.

وكانت هولندا اكبر المتضررين جراء الرياح الشتوية العاتية - الثانية هذا الشهر - التي اجتاحتها من بحر الشمال لتضرب البلد المعروف أيضاً بـ "الأراضي المنخفضة".

وألغى مطار شيبول في أمستردام، أحد أكثر المطارات ازدحاماً، كل رحلاته لفترة وجيزة فيما كانت الرياح تعصف بسرعة 140 كلم في الساعة في بعض المناطق.

وقالت إدارة المطار في تغريدة على "تويتر" إن "كل حركة النقل الجوي علقت حتى إشعار آخر". واستؤنفت الرحلات تدريجا بعد نحو ساعتين.

لكن المطار اضطر أيضاً إلى إغلاق مداخل اثنتين من قاعات المغادرة الثلاث بعد أن تطايرت قطع من سقفه.

وقالت المتحدثة باسم المطار غيدي سخريزر إن "عناصر الإطفاء قدموا للمساعدة لأن الوضع لم يكن آمناً" مؤكدة عدم وقوع إصابات.

وفيما رفعت هيئة الأرصاد الوطنية تحذيرها إلى الحد الأعلى الأحمر، قتل رجل يبلغ من العمر 62 عاماً في بلدة أولست وسط هولندا بسبب تساقط أشجار.

وقالت الشرطة الهولندية إن الرجل قتل عندما خرج من شاحنته ليزيل جزءاً من الشجرة يسد الطريق.

وقتل هولندي آخر في مدينة اينسخيديه شرق هولندا عندما سقطت شجرة على سيارته، بحسب وكالة الأنباء الهولندية.

وفي بلجيكا المجاورة قتلت امرأة عندما اصطدمت السيارة التي تقودها بشجرة أثناء عبورها غابة على بعد 35 كلم جنوب بروكسل.

وفي ألمانيا قضى رجل في حادث مرور نجم عن العاصفة فريدريكيه في منطقة إيميريخ التين في مقاطعة رينانيا شمال وستفاليا.

وأعلنت شركة السكك الحديد الهولندية "إن إس"، أنه "بسبب العاصفة ستتوقف جميع القطارات حتى إشعار آخر" باستثناء تأمين خدمة محلية في خرونيغن شمالاً وليمبورغ جنوبا.

وعلق تاليس، القطار الفائق السرعة، رحلاته إلى هولندا وألمانيا.

وتم وقف قطار لتاليس كان متوجهاً إلى هولندا من بروكسل، في إنتويرب وطلب من جميع الركاب النزول والانتظار ساعتين.

وقالت السكك الحديد الهولندية إنها تتعامل مع "عدد كبير من الأعطال" ما يعني انه حتى بعد هدوء العاصفة قد يمضي بعض الوقت قبل عودة الوضع إلى طبيعته.

ويتوقع أن تخف سرعة الرياح، ومع ذلك أغلق المسؤولون الهولنديون جميع الطرق والجسور الأكثر عرضة للخطر أمام حركة المرور.

وأحصت هيئة المرور الوطنية 25 شاحنة كبيرة انقلبت بسبب الرياح الشديدة ما أسفر عن اختناقات مرورية على ست من الطرق الرئيسة في البلاد.

وقالت هيئة المرور إن مرفأ روتردام جنوباً أكبر مرافئ الشحن الأوروبية، "غير ممكن الوصول إليه من الشمال بسبب مشكلات" على ثلاث طرق سريعة في المدينة.

وألغي عدد من الرحلات الجوية في ألمانيا في مطاري دوسلدورف غرباً وميونيخ جنوبا فيما أعلنت السكك الحديد الألمانية "دويتشه بان" أنها ستقوم بخفض سرعة قطاراتها السريعة بين فولفسبورغ شمالاً والعاصمة برلين.

وفي مناطق أخرى في أوروبا، أعلنت ولاية تيرول غرب النمسا أن خط القطارات ويستبان الذي يربط بين فيينا ولينز وسالزبورغ أغلق صباح الخميس تحسباً لخطر وقوع انهيارات ثلجية، بحسب السكك الحديد الوطنية. وقال المتحدث باسم الهيئة "لا نريد أي مجازفة".