أحمد عطا

بعد أن كان قريباً بشدة من الانتقال إلى مانشستر سيتي، انتقل أليكسس سانشيز إلى نفس المدينة لكن من بوابة ناديها الأحمر مانشستر يونايتد في صفقة مثيرة للجدل.

وإثارة الصفقة للجدل نبع من كون اليونايتد آخر المهتمين بسانشيز، فقد سبقه تشيلسي ثم السيتي قبل أن يفقد الأول اهتمامه سريعاً وينسحب الأخير من الصفقة لسببين مهمين أولهما رفضه لأي صفقة مبادلة في لاعب ينتهي عقده بعد 6 أشهر وثانيهما -وهو على الأرجح الأهم- هو محاولة وكيل أعمال الدولي التشيلي رفع مزاد راتب اللاعب بعد دخول اليونايتد على الخط لينسحب غوارديولا وناديه تاركين الأجواء سانحة لمورينيو وناديه للظفر بخدمات مهاجم آرسنال وبرشلونة وأودينيزي السابق.



- لكن ماذا يمكن أن يقدم أليكسس سانشيز إلى مانشستر يونايتد؟

***

الجودة

احتاج مانشستر يونايتد بشدة إلى جناح إضافي في تشكيلته في ظل عدم وضوح الرؤية بالنسبة لجوزيه مورينيو لهذا المركز، فتارة يلعب بمارسيال ولينجارد، وتارة تجد راشفورد يدخل مكان مارسيال، وتارة أخرى يتقدم خوان ماتا للأمام ليصير جناحاً أيمن أملاً في تحسن مستوى هذا المركز الذي لعب فيه أيضاً هنريخ مخيتاريان ليجد نفسه خارج أسوار اليونايتد بعد عدم اقتناع الرجل الخاص بإمكانياته.

وصحيح أن أغلب اللاعبين المذكورين آنفاً يتمتعون بجودة ما بين الجيدة والممتازة، إلا أنه يمكن وصف مستوى أليكسس سانشيز مقارنة بهم بالإمكانيات فوق الممتازة، فهو أحد أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز ثباتاً في المستوى في السنوات الخمس الماضية، وهو أحد أفضل الهدافين وكذلك ممرر جيد جداً لزملائه.

***

التنوع

لكن الجناح ليس هو المركز الوحيد الذي يجيد أليكسس فيه، فالمهاجم التشيلي يمنحك خيارات أخرى فهو يستطيع اللعب كرأس حربة في المباريات غير المناسبة لمهاجم من نوعية لوكاكو يحتاج فيها الفريق ليكون أسرع على مستوى الهجمات المرتدة أو في المباريات التي يحتاج فيها الفريق لمهاجم أكثر رشاقة أمام دفاعات شبه مضمون أن تكسب المعارك الجوية ضدك.

كما أن أليكسس من شأنه أن يكون مثالياً للعب كرأس حربة متأخر أو في مركز 9,5 كما يقال حيث سيكون مهاجمًا متأخرًا خلف لوكاكو ويتمتع بحرية كافية للتحرك حول منطقة الجزاء وتقديم الدعم للقادمين من الخلف أو على الأطراف والاستفادة من قدراته التهديفية المميزة بتقريبه للمرمى أكثر من مركز الجناح.

وكلا المركزين نجح فيهما سانشيز عندما تم تجربته فيهما رفقة آرسنال أو حتى في أودينيزي من قبل.

لا ننسى كذلك أن أليكسس قد يكون هو الخيار المنتظر للعب على الجناح الأيمن. فرغم وجود لينجارد إلا أن مورينيو قد يفضل الاحتفاظ بمارسيال في الملعب مع تقديمه لعطاءات مميزة في الآونة الأخيرة ومن ثم يضحّي المدرب البرتغالي باليافع الإنجليزي في التشكيلة الأساسية.

***

الخبرة

رفع الجودة سيتزامن كذلك مع الخبرة التي يمتلكها أليكسس سانشيز مقارنة بمجموعة المراهقين والشباب الذين يحتلون مراكز مهمة في مانشستر يونايتد، فلا راشفورد ولا مارسيال ولا لينجارد ولا حتى لوكاكو يمتلكون نصف خبرة أليكسس الذي لعب في الدوريات الثلاثة الكبرى وكان متواجدًا في أندية كبرى على مدار مسيرته كما عاصر بيب جوارديولا ونهل من أفكاره الثورية وتشرب التكتيكات الإيطالية كما لعب في فريق ذي عقلية هجومية كآرسنال.

أما الخبرة الدولية فحدث ولا حرج مع أفضل أجيال منتخب تشيلي في التاريخ والذي قاده للفوز بكوبا أميركا مرتين متتاليتين عامي 2015 و2016 وللوصول لنهائي كأس القارات في عام 2017.

***

المرونة

يتمتع أليكسس سانشيز بمرونة كبيرة للتأقلم مع أفكار جوزيه مورينيو وسد الفراغات التي يحتاجها الأخير. فعلى سبيل المثال عانى مانشستر يونايتد كثيراً عندما واجه فرقاً تلعب بتكتلات دفاعية كبيرة أمام مرماها وهو أمر لم يكن لدى مارسيال وراشفورد ولينجارد الحلول في بعض مبارياتها -رغم تحسنهم في الفترة الأخيرة- لكن أليكسس سانشيز يعرف هذه التكتلات جيدًا أثناء فترته مع برشلونة وحتى رفقة آرسنال ولم توقفه هذه التكتلات عن التهديف بغزارة.

بينما في الهجمات المرتدة تبدو الأمور أفضل حالاً مع أجنحة اليونايتد، لكن سانشيز كذلك قادر على مجاراة هذا النسق في المرتدات وتقديم مستويات مميزة، كما أنه يستطيع استغلال الفرص بشكل أفضل في ظل رهان مورينيو أحيانًا على إغلاق المباريات والاعتماد على فرصة أو فرصتين لاقتناص هدف ترجيح الكفة وهو رهان كان فاشلاً في بعض الأحيان هذا الموسم بسبب رعونة لاعبيه.

على كلٍ، فإن الأسابيع القادمة ستكشف ما إذا كان أليكسس قادراً على أن يكون إضافة للشياطين أم لا، وسواء كانت الصفقة باهظة أم لا للاعب تبقى في عقده 6 شهور فقط مع آرسنال، إلا أن المؤشرات أعلاه تقول أنها قد تكون ضربة مميزة لليونايتد ولمورينيو.