يوسف ألبي

دوري أبطال أوروبا البطولة التي يشاهدها الجميع حول العالم..، لاشك يتمنى تحقيقها كل نادي ويحلم برفع كأسها كل لاعب، فهي البطولة ذات الأهمية الكبرى في أوروبا والعالم أجمعه، نظراً للأندية الكبيرة صاحبة التاريخ الناصع التي تشارك في البطولة، بالإضافة للأساطير والنجوم أصحاب الجودة والقيمة العالية والذين أمتعونا على مدار تاريخ هذه البطولة الكبيرة منذ بدايتها وحتى يومنا هذا.

وحين نستذكر تاريخ هذه البطولة التي بدأت منذ عام 1955 والأندية التي نالت شرف تحقيق لقبها، ندرك جيداً أن دوري أبطال أوروبا ولدت للأندية الكبرى التي حققت أغلب بطولاتها، فشاهدنا على مر تاريخ هذه البطولة سيطرة الأندية الكبرى مثل نادي القرن ريال مدريد الذي يملك الحصة الأكبر في الفوز بلقب البطولة بإثنى عشر مرة وبعده الكبير أي سي ميلان بسبع بطولات وبايرن ميونخ وليفربول وبرشلونة بخمس مرات وأجاكس أربع مرات وأنتر ميلان و مانشستر يونايتد ثلاث مرات وجوفنتوس مرتين، بالإضافة لبعض الأندية التي نالت لقب البطولة مرة واحدة مثل تشلسي وهامبورغ وإيندهوفن وغيرها من الأندية الكبرى التي حققت هذه البطولة، ولاشك ان السبب وراء سيطرة الفرق الكبرى جودة اللاعبين والمدربين المتوفرين لديهم، بالإضافة لعقلية الإدارة الناجحة وتوافر المال والأهم من كل ذلك خبرة تلك الأندية أصحاب الشخصية القوية والكبيرة في البطولات الكبرى.



وهناك بعض المواسم القليلة الاستثنائية التي شاهدنا فيها تتويج غير متوقع لبعض الأندية في هذه البطولة، فعلى سبيل المثال في عام 1982 حقق أستون فيلا الإنجليزي مفاجأة كبرى بتحقيقه البطولة بعد فوزه على العملاق البافاري في المباراة النهائية بهدف دون مقابل، وفي موسم 1986 تغلب فريق ستيوا بوخارست الروماني على الكبير برشلونة الأسباني بركلات الجزاء بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بدون أهداف في المباراة التي أقيمت على ملعب رامون سانشيز معقل نادي أشبيليه الإسباني، ليحقق الفريق الروماني لقب البطولة في مفاجأة مدوية، كما حقق بورتو البرتغالي لقب البطولة مرتين الأول عام 1987 على حساب بايرن ميونخ بهدفين مقابل هدف واحد في مباراة سجل فيها اللاعب الجزائري رابح ماجر هدف الكعب التاريخي، مانحاً الفريق البرتغالي اللقب الأول، كما حقق بورتو اللقب الثاني عام 2004 بقيادة مدربه "المشاغب" جوزيه مورينيو، كما حقق بوروسيا دورتموند الألماني لقب البطولة عام 1997 بعد أن أزاح مانشستر يونايتد في نصف النهائي وبعد ذلك الفوز التاريخي على جوفنتوس في النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدف على ملعب الأولمبي في ألمانيا، وأخيراً يجب أن لا ننسى تتويج كل من النجم الأحمر الصربي عام 1991 ومرسيليا الفرنسي عام 1993 ليحققوا اللقب الأول لهم في هذه البطولة، فخلال 62 مشاركة من بطولة أبطال أوروبا تلك هي أهم المفاجآت في البطولة الأمجد في أوروبا.

وخلال المواسم الأخيرة وبالتحديد منذ تتويج بورتو البرتغالي عام 2004، شاهدنا غياب تام لأندية التصنيف الثاني وما بعده في كأس ذات الأذنين، في المقابل شاهدنا سيطرة مطلقة للفرق الكبيرة والتي هي واضحة كوضوح الشمس، فهل من الممكن أن نشاهد مفاجأة كبرى في البطولة الحالية، بتتويج بطل غير متوقع مثل بشكتاش التركي أو روما الإيطالي أو أشبيلية الأسباني رغم صعوبة الموقف في ظل وجود فرق عملاقة وكبيرة هذا ما سنشاهده في قادم الأيام.