يوسف ألبي

الدوري الإنجليزي أو كما يطلق عليه "البريميرليغ" البطولة الأشهر في العالم، والتي يعتبرها المتابعون أنها الأقوى والأمتع لشدة وقوة المنافسة على لقب البطولة، بالإضافة لوجود أندية كبرى ليست محلية فقط بل على مستوى القارة العجوز، مثل العملاقين مانشستر يونايتد وليفربول وبعدهما يأتي تشلسي وآرسنال وتوتنهام ومانشستر سيتي وغيرها من الأندية الكبيرة في إنجلترا.

ففي هذا الموسم نشاهد إبداع منقطع النظير من مانشستر سيتي بقيادة مدربه الإسباني البارع بيب غوارديولا، ما جعله يحلق في الصدارة بفارق اثنى عشر نقطة عن أقرب منافسيه، تاركاً وراءه منافسة شرسة على مقاعد الأبطال ولعبة "الكراسي المتحركة" بين اليونايتد وليفربول وتشلسي وآرسنال وتوتنهام، حيث إن الفارق بين الثاني والسادس إحدى عشرة نقطة، كما أن هناك منافسة ومعركة أخرى على تجنب الهبوط، فلك أن تتخيل أن الفارق بين واتفورد العاشر وسوانزي سيتي الأخير تسع نقاط فقط أي أننا مقبلون على صراع محتدم لفرق المقدمة والمؤخرة.



ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الدوري "خداع" فكم من مواسم كان أحد الفرق متصدراً لأغلب الجولات، ولكن خسر البطولة في نهاية المطاف وبطريقة دراماتيكية، أو كان الفريق يقدم مستويات مبهرة ومنافساً قوياً على البريميرليغ، ولكن خسر البطولة لسوء الحظ أو عوامل أخرى، وهذا دليل على قوة وصعوبة الدوري منذ بدايته الموسم وحتى نهايتها، وهناك بعض المواسم الاستثنائية في البريميرليغ وأهمها:

1- في موسم 1988-1989 كانت هناك منافسة حامية الوطيس بين آرسنال وليفربول، حيث كان رصيد كل منهما 76 نقطة وبنفس فارق الأهداف أيضاً، ولكن في الجولة الأخيرة تقابل الفريقان في مواجهة أشبه بالمباريات النهائية على ملعب "الأنفيلد" معقل الريدز، حيث كان لا بد من الجنرز الفوز بفارق هدفين لتحقيق لقب الدوري، فقد حصل الفريق اللندني على ما أراد بفضل هدف مايكل توماس في اللحظات الأخيرة من المباراة، ليمنح فريقه الفوز بهدفين مقابل لا شيء، وهي النتيجة التي أهدت اللقب لآرسنال بسبب تسجيله عدد أهداف أكثر من ليفربول، ليكون ذلك الموسم عالقاً في الأذهان لما شهد من صراع كبير.

2- شهد موسم 1995 - 1996 قصة دراماتيكية حامية بين نيوكسل يونايتد مع مدربه الأنجليزي المحنك كيفن كيغان ومانشستر يونايتد مع أسطورة التدريب السير اليكس فيرغسون، حيث كانت أغلب فترات الدوري لصالح نيوكسل يونايتد، فقد كان في قمة سلم ترتيب البريميرليغ بفارق اثنتي عشرة نقطة كاملة عن الشياطين الحمر، ليقطع شوطاً كبيراً نحو تحقيق اللقب، ولكن قبل جولات قليلة من انتهاء الدوري إنقلبت الأمور رأساً على عقب وتمكن أبناء المدرب الإسكتلندي من تحقيق لقب الدوري الإنجليزي "الإعجازي" في ذلك الموسم الخالد في ذاكرة الجماهير الإنجليزية.

2- الجميع يتذكر موسم 2011-2012 والصراع التاريخي بين قطبي مانشستر اليونايتد والستي حتى الثانية الأخيرة من ذلك العام، فقبل جولتين من انتهاء الدوري حقق مانشستر سيتي فوزاً هاماً على جاره اللدود مانشستر يونايتد بهدف نظيف ليتعادل الجارين في عدد النقاط، ولكن فارق الأهداف صب في مصلحة الستي، ما جعله يتصدر الترتيب قبل جولتين من نهاية المسابقة، وفي الجولة الأخيرة كان الستي يحتاج للفوز لتحقيق اللقب، حيث كان متأخراً في مباراته الحاسمة والشهيرة أمام ضيفه كوينز بارك رينجرز بهدفين نظيفين، قبل أن يقلب السيتي النتيجة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ويعود الفضل للأرجنتيني سيرجيو أغويرو الذي سجل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من المباراة وسط أفراح جنونية من لاعبي الفريق ومدربه الإيطالي مانشيني وجماهير النادي على ملعب "الاتحاد"، في المقابل لم يشفع فوز الشياطين الحمر على سندرلاند بهدف نظيف، ليتفوق رفقاء روبرتو مانشيني بفارق الأهداف وليحقق اللقب للسيتي بعد غياب دام 44 عاماً.

4- لا شك أن الجميع يتذكر ما حدث في موسم 2013-2014 عندما كانت المنافسة على أشدها بين ليفربول ومانشستر سيتي، حيث كان الريدز قد قاب قوسين أو أدنى من استعادة اللقب الغائبة عن خزائنه منذ عام 1990، ولكن قبل ثلاث جولات من نهاية الموسم و خلال مباراة الريدز أمام تشلسي حدث ما لم يتوقعه أحد، فقد ساعد "الزلقة" الشهيرة للأسطورة ستيفن جيرارد الكرة لتذهب للسنغالي ديمبابا لينفرد بمرمى الليفر وليسجل الهدف الاول للبلوز، ليكون ذلك الهدف عاملاً نفسياً سلبياً ساهم في خسارة ليفربول في النهاية بهدفين نظيفين، ليخسر الريدز بعد ذلك اللقب لصالح السيتي الذي استغل ذلك التعثر على أكمل وجه، حيث حقق الفوز في الجولتين الأخيرتين ليظفر بعد ذلك باللقب، وليواصل العريق ليفربول غيابه عن التتويج بلقب الدوري إلى يومنا هذا.

‏‫