عندما تهتم الدولة بالسياحة وتنوع برامجها السياحية وتحاول قدر المستطاع من خلال تنشيط السياحة استقطاب سكان دول العالم لزيارتها والتعرف على معالمها، لا تصب جل اهتمامها من أجل الانتعاش الاقتصادي الذي سيتحقق من السياحة فقط، وإنما هناك جانب مهم لا يقل أهمية عن زيادة وتنوع دخل الفرد، فالجانب الثقافي مهم في تعريف السائح بتاريخ هذه البلاد، وعن تراثها وحضارتها بالإضافة إلى حسن الضيافة والترحيب الذي يشعر به السائح من أهل البلد، والمجتمع البحريني دائماً ما يدعو إلى سياحة عائلية فهي لا تجذب المواطنين والمقيمين من داخل البلد فحسب وإنما تجذب أيضاً السياح من خارج المملكة وبخاصة من مواطني دول مجلس التعاون حيث تزيد انتعاشاً في الإجازات القصيرة وإجازات نهاية الأسبوع.

مهرجان البحرين للتسوق هذا العام متميز وأفضل من العام الماضي من حيث التنوع والتنظيم، فكرة استغلال بعض الأماكن لإقامة المهرجان والفعاليات المصاحبة له فكرة جميلة وبالأخص استغلال المساحة في «خليج البحرين»، الطقس وانخفاض درجة الحرارة والبرودة النسبية عامل مساعد على نجاح الفعاليات التي تقام في الهواء الطلق وتخلق أيضاً «المزاج» المرح والأريحية في المشاركة في المهرجان والاستمتاع بالمطاعم والمقاهي، والأجمل من ذلك هو مشاركة إخواننا من الدول الشقيقة هذه الأجواء، فالشعب البحريني يسعد كثيراً بتواجد إخواننا من دول الخليج وإنعاش السياحة العائلية في البحرين، إخواننا من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان تواجدهم يثلج الصدر خصوصاً عندما نلتمس منهم رضاهم عن الفعاليات المقامة، وحرصهم على تواجد عوائلهم للمشاركة في مهرجان التسوق، أيضاً إقبال السياح من بعض الدول الأوروبية كان واضحاً في هذه الفترة خصوصاً في الأماكن التاريخية والأثرية وفي الأسواق الشعبية. أسعد كثيراً عندما أشاهدهم يرتادون المقاهي الشعبية في سوق المنامة وحرصهم على تناول الأطعمة البحرينية الشعبية والاستمتاع بكل ما يقدم لهم خصوصاً عندما تسمع منهم الإطراء الجميل على المكان وما يقدم إليهم، وهذه غايتنا من السياحة، أن يرضى الجميع ويستمتع بالأجواء المضيافة في مملكة البحرين، فالمملكة قادرة على أن تستقطب السائح سواء من داخل المملكة أو خارجها من خلال الفعاليات والبرامج المتميزة والمتنوعة والتي تتناسب مع العوائل الخليجية والعربية بروح العصر والتطور، وإذا استمرت هيئة البحرين للسياحة والمعارض بهذه الروح سوف نكون منافسين حقيقيين في المنطقة لإنعاش الاقتصاد والسياحة والثقافة في هذا البلد الصغير المطمئن الطيب والمسالم.

* كلمة من القلب:

لا شك في أن الهدايا والجوائز التي تقدم عند التسوق والسحوبات اليومية أو السحوبات على الجوائز الكبرى تحفز المشتري وتحفز السائح وجمهور هذه الفعاليات على التسوق، ويستشعر بأن المبلغ الذي وضعه عند الشراء قد عاد عليه بالنفع في حال إذا فاز في السحوبات، لذلك على القائمين على مثل هذه الفعاليات والمهرجانات التي تدعم قناعات المشتري وتقنعه على الشراء أن تكون الجوائز أغلى ثمناً نوعاً ما من خلال وضع معايير خاصة لهذه الهدايا، فالسحوبات على الجوائز الكبرى لا غبار عليها بأن تكون في مقام السيارات، لذلك نأمل أن تكون السحوبات اليومية وغيرها قيمتها أكبر وأغلى ثمناً من أجل تحفيز الجمهور للمشاركة في تلك السحوبات.