* هنيئا لجامعة البحرين احتفالها الجميل الذي افتقدناه منذ فترة باحتفائها بالخريجين الذين انتظروا طويلاً حتى تأتي هذه اللحظة الجميلة للاحتفاء بتخرجهم مع أهلهم وأحبابهم.. فكم استمتعنا باللحظات الجميلة واللقطات المعبرة التي وصلتنا من الآخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. الجميع عبر عن فرحة لطالما انتظرها.. بعيداً عن كل منغصات الحياة.. نتمنى من جامعتنا الحبيبة الحرص على تنظيم هذا الحفل بصورة سنوية حتى لا تتكدس أعداد الطلبة.. فهي قادرة وقبل كل شيء على الوفاء بما وعدته لطلبتها الذين تجمعهم معها أجمل الحكايات.. اللهم أدم الفرحة والسعادة في حياتنا جميعاً.

* عندما يهتم الإنسان بالتغيير فإن ذلك يدفعه منذ الوهلة الأولى إلى بذل قصارى جهده لتغيير منظومة حياته بصورة شاملة، والمحافظة على المكتسبات وجوانب القوة التي سارت معه طيلة حياته.. فهو يسعى جاهداً لوضع الحد الفاصل لتلك الترهلات الحياتية التي تركها ردحاً من الزمن دون أن يجد لها العلاج الناجع.. كما يسارع لوضع النقاط على الحروف لتلك الكلمات التي تركها دون أن يكمل فصول الحكاية!! فليس كل لقاء ودورة ورحلة ونزهة أخوية مع الأصحاب إنما هي طريق التغيير المؤكد.. ولكن من أراد أن يوصل نفسه للمكانة المرجوة «للتغيير» فعليه قبل كل شيء أن يغير ما بداخله، وينزع ذلك الفتيل السلبي الموجود داخل قلبه.. فالتغيير على مستوى الذات والأداء الحياتي في كافة مناحي الحياة إنما يقوم على النظر لمساحات الكون بإيجابية وحب للنجاح والارتقاء، والتفكير فيما أعده المولى الكريم للأصفياء من عباده.

* في مسيرة حياتي ومجمل الخبرات التي تراكمت بعد المحطات الجميلة التي مررت بها وتعلمت فيها الشيء الكثير، ومنها صقلت شخصيتي وانطلقت لخوض غمار تحديات الحياة.. أيقنت أن اللوحة الوحيدة التي يجب أن نحتفظ بها ونحرص على تهذيبها بين الفينة والأخرى، هي اللوحة التي تحتوي على سبعة ألوان.. اللون الأول: الإخلاص.. والثاني: رضا الرحمن.. والثالث: الإتقان.. والرابع: القلب السليم.. والخامس: النفس الحلوة.. والسادس: الهمة العالية.. والسابع: الاحترام.. ولكل لون وقفة وحكاية.. وما يهمنا اللون السابع.. فهو بمثابة «الأخلاق الرفيعة» التي يجدر أن نتحلى بها في مسير حياتنا.. فالاحترام إنما هو جامع لكل الأخلاق.. فابتسامتك احترام، وحلمك احترام، وعطاؤك احترام، ومحبتك للآخرين احترام.. فإنما تكسب القلوب باحترامك، وباختيارك للكلمات الحلوة.. حتى إن اختلفت مع غيرك.. فإن الأفضل أن تنسحب قليلاً حتى لا تخرج منك كلمات عفوية قاسية تزعج من حولك.. اهتم بلون الاحترام الجميل.. ولا تخسر علاقتك مع من أحببت بسب تصرف أرعن قد يغير نظرة الآخرين إليك.

* هتف من بعيد ينادي قلباً أحبه في أيام الحياة.. هو يعلم أن قلب حبيبه النابض مازال يحن إليه، ويشتاق إلى ضمه ومحاكاة شعوره.. قد تقسو عليه أيام الحياة، فتتحجر مشاعره التي لطالما حافظ على رقتها طيلة حياته.. ليس بسببه.. ولكن بسبب انشغال المحبين عنه.. ورؤيتهم للحياة بمنظور آخر.. وحبهم أن يكونوا أسارى تلك الغرف المغلقة التي جعلت أيام حياتهم متشابهة.. سوف تشتاق لهم في كل حين.. حتى الرمق الأخير من حياتك.. وإن مضت أيام الحياة دون أن تجد لقاءات الود معهم.. فستبقى الأرواح المتآلفة فهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف.. وستكون اللقيا بعون الرحيم الرحمن في الجنان الخالدة.

* حفظناها يوم أن كنا صغاراً واستمتعنا بإنشادها ومازالت كلماتها يرن صداها في مخيلتنا.. حفظناها من ذلك المسلسل الجميل «افتح يا سمسم» الذي تعلمنا منه الكثير.. «أرسم ماما أرسم بابا بالألوان.. أرسم علمي فوق القمم أنا فنان.. دعني أرسم ضوء النجم.. دعني أرسم لون الشمس.. أكتب شعراً بالألوان.. أحيا حراً أنا فنان». هذه الكلمات البسيطة المعبرة تحكي واقع «الابتسامة الجميلة» التي نرسمها في مختلف مواقع حياتنا.. نرسمها بالألوان مع كل شخصية رائعة نحبها وقد أثرت في حياتنا وكان لها الأثر الكبير في نشأتنا.. وأهمها ابتسامة ألوان.. هي تلك التي نرسمها لأحن من في الوجود.. الأم والأب.. ثم الوطن الحبيب.. الذي احتضننا منذ الإطلالة الأولى للحياة.. فأعتز أن أرسم وألون تلك الشخصية التي أثرت في حياتي.. ونويت كل إنجازاتي بأن تكون صدقة جارية لها.. أبي الحبيب رحمه الله.. وأعتز أن أرسم وألون ذلك الصدر الحنون الذي مازلت أحس بدفئه وحنانه وسؤاله وكرمه.. أمي الحبيبة رحمها الله.. مهما كبرنا سنظل نذكر أثرهما في حياتنا.. وسنظل صغاراً أمام ذلك الجبل الشامخ الذي ظل صامداً حتى لحظات عمره الأخير.. وحتى يشيد لأبنائه ما يعينهم على ملمات الحياة.. فجزاهم الله خير الجزاء وجعل كل بصمة أثرت في حياتنا في موازين حسناتهم يوم القيامة.. «وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا». أما وطني.. فيستحق أن أرفعه بيدي التي أنتجت نجاحات الخير في أنهار الخير والعطاء.. ويستحق أن أجعله فوق القمم.. يتباهى أمام الآخرين بعطاء أهله وطيبة ناسه.. وحبهم للخير..

* مع إطلالة كل عام جديد تحن النفوس إلى تحقيق الآمال الكبار التي لطالما عجزت عن تحقيقها في العام الماضي لأسباب كثيرة أهمها سرعة انقضاء الأوقات والتسويف القاتل والنفس التي تفتر بين الفينة والأخرى، وسراق الوقت الذين مازالوا ينتظرون أمام بابك ليثنوك عن الطريق الجميل الذي رسمته حتى تحقق أجمل ما في نفسك.. ليس عيباً أن تكتب مرة أخرى عن تلك الآمال.. تعيش تحت ظلالها في لحظات الحياة الآنية.. لأنك لا تعلم ما ينتظرك في الغد.. هل سيمهلك القدر لتحقق ما تريد؟ لذا فإن أجمل الحكايات هي التي تكتبها وأنت تتنفس الحياة الآن.. فلا تؤجلها كثيراً.. حتى يستمتع بها أجيال أحبت سيرتك يوماً ما..

* ومضة أمل:

اللهم اكتب لي السعادة والخير أينما كنت.. واجعلني مشعل خير في حياة كل البشر.. وأعني على إسعاد من أحب.. فإنهم فؤادي الذي ينبض بالحياة..