نهال محمد رغم الموارد المائية الضخمة التي يمتلكها إقليم الأحواز المحتل من إيران (حوالي 33٪ من ثروة إيران المائية)، فإنه يعاني أزمة مائية خطيرة نتيجة سياسة نظام طهران المتمثلة في تجفيف الأنهار الأحوازية. وتسببت هذه السياسة في ارتفاع معاناة المنطقة من التلوث. ومنذ العام 1979 واجه نهر كارون وحده أكثر من 400 حادث تلوث خطير. ويعمد النظام الإيراني إلى تحويل المياه من المسار الرئيسي لأنهار الأحواز مثل كارون وكرخة والجراحي وضخها إلى المدن الفارسية الوسطى مثل أصفهان ويزد وقم. ويحدث ذلك في الوقت الذي يُحرم فيه المزارعون العرب من استخدام المياه ويواجهون سياسة التفقير والعزلة والتهجير. كما تسببت هذه السياسة في جعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق تلوثاً في العالم. وتوجد حاليا سبعة سدود وأنفاق تحول مياه كارون إلى 19 سد تحت الإنشاء، إضافة إلى سدود على حوض نهر الكرخه وخمسة سدود على حوض نهر الجراحي. ولعبت هذه السدود دوراً رئيساً في زيادة تلوث الأحواز. وتعتبر إيران واحدة من أكبر عشرة منتجين للغازات الدفيئة. وأظهرت الإحصاءات الأخيرة التي نُشرت بعد اجتماع باريس حول المناخ، أن إيران ضمن الـ7 دول الملوثة في العالم. ومع ذلك، فإن معظم التلوث ينتشر في الأحواز. ووصلت كمية الجسيمات المحمولة جواً في إيران إلى مستويات مرتفعة جداً، لتبلغ ثالث أعلى نسبة في العالم. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الأحواز لها النصيب الأعلى مستوى من الجسيمات المحمولة جواً، بما يكفي ليسبب مشكلات صحية خطيرة للبشر. وبلغت كمية الجسيمات المحمولة في مدينة الأحواز العاصمة 10000ميكروغرام لكل متر مكعب وهي أعلى كمية في ايران، وتأتي الحميدية ثانياً بـ669 كثاني أكبر مدينة ملوثة في الاحواز، ومعشور 498، والمحمرة 471، والفلاحية 413، وقنيطرة 96 ومدينة سوس 89 ميكروغرام لكل متر مكعب. وفي المؤشرات الصحية، يسجل متوسط العمر المتوقع في الأحواز الحد الأدنى في إيران. ويعاني المواطنون مستويات عالية من أمراض الجهاز التنفسي والسرطان وارتفاع معدل الأمراض الجلدية والقلب وأمراض الكلى. وتعجز مستشفيات الدولة عن مواجهة هذه الأمراض لأنها غير مجهزة ولا تحوي عدداً كافياً من الأطباء والإمكانيات الصحية، ما يرفع معدل الوفيات في الاحواز بشكلٍ غير مقبول. وكان ناشطون في مجال البيئة في الأحواز شكلوا سلسلة بشرية على طول نهر كارون للاحتجاج على مشروع تحويل هذا النهر الى المدن الفارسية لإرسال رسالة للنظام الإيراني بأن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى كارثة بيئية في المنطقة. ووفقاً لما ذكرته حركة 15 نيسان الأحوازية فإن "تلوث الهواء في الأحواز في الآونة الأخيرة بات يهدد الإنسان الأحوازي يومياً"، متهمة إيران بتعمد القضاء على الإنسان الأحوازي. وقال مسؤول البيئة في الأحواز محمد رضا لاهيجان زاده إن "شدة تلوث الهواء الناجم عن حرق المواد النفطية في الأحواز وصلت لمستويات غير مسبوقة". فيما أكد ناشطون في مجال البيئة أن لا مصلحة اقتصادية لإيران من سياسة تجفيف الأنهار الأحوازية، معتبرين أنها "خطة سياسية لتدمير البيئة الأحوازية بهدف طرد العرب من أرضهم التاريخية".