موسى راكان

"الرّاوي" مشروع بحريني هو الأول من نوعه يُعنى بتقديم خدمة الكتاب المسموع.

وكان لافتاً في معرض "الأيام" للكتاب حضور "الرَّاوي". وقالت المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة وتطبيق "الرَّاوي" هالة سليمان "هذه أول مشاركة لنا بجناح في معرض للكتاب، وأتوقع أن هذا أول معرض للكتاب في الخليج يستضيف تطبيق للكتب المسموعة".



وأضافت "مشروع "الرَّاوي" ليس مشروعاً ثقافياً فقط بل مشروعاً اقتصادياً أيضاً، والغاية ليست الربح إنما ضمان استدامة المشروع (..) لقد كان لدعم تمكين الأثر في انطلاقة المشروع بشكل أسرع، وكان للدعم المعنوي الذي قدمه مجلس التنمية الاقتصادية دور في تشجيعنا كمشروع ناشئ في مجال التقنيات"، كاشفة أن محتوى "الرَّاوي" "يركز على ثلاث فئات في الفترة الحالية، الأولى فئة الشباب والثانية ذوو الاحتياجات الخاصة وأخيراً الأفراد العاملين بين عمر 25 و 50 عاماً، و يجري العمل على رفع 750 كتاباً على مراحل، ما يخلق جواً من الترقب والتشويق".

وأضافت سليمان "في المرحلة التأسيسية كان تركيزنا على السوق البحرينية أكثر. كانت دور النشر البحرينية متعاونة ووقعنا أكثر من اتفاقية مشتركة، ثم توسع المشروع لخارج البحرين لكون "الرَّاوي" خدمة إلكترونية، وحالياً نحن في فترة تجريبية و بإذن الله في شهر نوفمبر المقبل بمعرض الشارقة للكتاب سيكون تدشين المشروع إقليمياً".

وعن مميزات المشروع، قالت "يتميز بثلاث مميزات، الأولى قدرته على جذب الجماهير من خلال طبيعة المشروع التقنية، ما يتيح للكُتاب و الرواة توسيع قواعدهم الجماهيرية وإثراء المجتمع ثقافياً، وثانياً قدرته على تقليص التكاليف المادية من مصاريف النقل والتخزين والتأمين وغيرها، وثالثا هو مشروع أخضر Green Project إذ يتوفر الكتاب دون إضرار بالبيئة سواء أكان الضرر ناتجاً عن قطع الأشجار لصناعة الورق أو من التحول لمخلفات نتيجة الاستهلاك. إضافة إلى أن "الرَّاوي" يتيح فرص عمل للشباب البحريني".

وأردفت سليمان "يُشاع للأسف أننا مجتمعات لا تقرأ وهو أمر غير صحيح ، فمن خلال دراسة أجريناها على عينة تتراوح بين 600 و 700 فرد كان الواضح أن الناس تنزع للقراءة إلا أن مشكلتها كانت في الوقت ليس إلا، وهي مشكلة أعتقد أن مشروع "الرَّاوي" يحلها، إذ بات بالإمكان ممارسة النشاط أياُ كان نوعه كالقيادة أو ممارسة الرياضة مثلاً والاستماع إلى كتاب مقروء. عدد الرواة المساهمين في "الرَّاوي" أكثر من 120 راوياً، منهم مسرحيون وفنانون وإعلاميون، على سبيل المثال لا الحصر الفنان محمد الصفّار، و الإعلامية سهير العجاوي، وحسن الساعاتي، ود.عادل عبدالله، وهشام أبوالفتح، وكثير من الأصوات والمواهب. فـ"الرَّاوي" يلائم قدر الإمكان بين نوعية الكتاب وخامة الصوت، طبعا هذا لا يمنع أبداً من أن يختار الكاتب رواياً بعينه، فالأديبة سحر بن علي اختارت راوياً بعينه لكتابها "رحلة في القلوب""، مشيرة إلى أن "هناك خيارات متعددة للاستماع، فالمدة الزمنية قصيرة بين 15 دقيقة وساعة ليحظى القارئ باستماع سهل، وهناك أيضا لمن يود الاستماع للكتاب كاملاً بمدة زمنية تصل لأربع ساعات مع إتاحة "فاصل سمعي" على غرار "فاصل القراءة" المُستعمل في قراءة الكتاب".

وعن المنافسة المتوقعة، قالت سليمان "السوق كبيرة وهي مفتوحة للجميع. طبعاً ستكون هناك منافسة لكننا نعول في نجاحنا على جودة الخدمة التي يقدمها المشروع ونوعية الكتب، فهناك 12 نوعاً متاحة في المشروع حتى الآن (..) ويمكن ملاحظة أن تطبيقنا باللغة العربية كما أن تركيزنا على الكتب باللغة العربية فقط، لأن هناك حاجة ماسة للحفاظ على تراثنا ولغتنا العربية والارتقاء بها فنحن في النهاية أصحاب هذه اللغة الجميلة ويجب ألا نهملها في الوقت الذي نهتم به بتعلم لغات أجنبية".

صمود المشروع يبشر بنجاحه

عبدالوهاب السيد روائي كويتي يعتبر من أوائل الكتاب الخليجيين الذين كتبوا روايات في الميتافيزيقيا وأدب الرعب، له أكثر من 18 إصدار، وكان ممن عقد اتفافية مع مشروع "الرَّاوي". وقال السيد "الفكرة جديدة عربياً فالكتب الصوتية لا تزال تحبو لكنها رغم ذلك تعد ثورة جديدة في عالم الكتاب. أنا شخصياً استمع لكتب مقروءة باللغة الإنجليزية. فالمكتبة الإنجليزية غنية جداً بالكتب المسموعة، فيما المكتبة العربية فقيرة جداً"، مضيفاً "القائمون على مشروع "الرَّاوي" على قدر من الجدّية والهمة التي نحتاجها لمثل هذه مشاريع، يكفي أن ننظر إلى استمرارية عملهم حتى اللحظة على أنه ترجمة لنوع من أنواع الصمود، وهو ما يبشر بأن المشروع ناجح".

وأكد أن "كل مجال جديد ينطوي على مغامرة، خصوصاً أن ردود الفعل لا تزال في طورها الأول، لكن يجب ألا ننسى أن الناس تتجه أكثر فأكثر إلى الإلكترونيات وعالم التقنية. الناس عادة أعداء ما يجهلون، لذا فمع كل جديد في أي مجال يعادون بقوة الجديد في أول الأمر، وهو أمر طبيعي لكنه لا يقتصر على العرب بل ويشمل الغرب أيضاً".

وعن ميزات "الرواي" قال "المشروع لا يتميز فقط بالأصوات المُميزة، بل أيضاً بأن الكتاب يدفع ثمنه مرة واحدة فقط، فلا يحتاج بعدها إلى طبعات جديدة، ولا خوف من أن تنفذ الكمية".

وقال صاحب دار فراديس موسى الموسوي "قبل 10 سنوات تقريباً كان المجمع الثقافي في أبو ظبي يعمل على مشروع الكتاب المسموع. في البداية كان الكتاب على "الكاسيت" ثم "السي دي". وكان التركيز على الكتب القديمة مثل ديوان البحتري والمتنبي وآخرين. أنا شخصيا استطعت بفضلهم الاستماع لشعر المتنبي خصوصاً أثناء القيادة. كان المشروع ناجحاً، فالنسخ كانت تنفد، لكن للأسف توقف المشروع.

وأضاف "لا فكرة لدي صراحة عن مشروع "الرَّاوي"، لكن فكرة الكتاب المسموع ناجحة وجديرة بالدفع والدعم، فهذا وقت الميديا"، مشيراً إلى أن "القارئ حين يمسك الكتاب بين يديه يشعر بحميمية، في حين مع الكتاب المسموع يشعر بنوع من الغربة والبعد، وهو ما قد يشكل عائقا أمام مشروع الكتاب المسموع، فالناس لا تزال تهوى رائحة الورق، لكن الإقبال على مشروع الكتاب المسموع سيكون من نصيب الجيل القادم أكثر".

وأضاف أن "مشروع الكتاب المسموع يلعب دوراً في توسيع القاعدة الجماهيرية للأديب، لكن كما قال بوكوفسكي "الفرق بين شاعر رديء و شاعر جيد هو الحظ"، نعم للحظ دور في صعود الأديب. ومن وجهة نظري أرى أن الجنس الأدبي هو الوحيد النافع في مشروع الكتاب المسموع، فالأدب حظه أوفر في هذا المجال من الفلسفة مثلاً، لأنها تحتاج إلى تركيز وإعادة قراءة ليمكن فهم النص".

القارئ عبدالله الكبيسي قال "أفضل السماع على القراءة. وأعتقد بأن الكتب المسموعة جيدة لشخص يستفيد من السماع أكثر أو لشخص تصعب عليه القراءة، كأن لا يملك الوقت أو الجهد".

و قالت القارئة سلمى خالد "لم أجرب الاستماع لكتاب مقروء، لكني لم أحب فكرة الكتاب المسموع، فنصف متعة القراءة أن تمسك الكتاب و تقرأ"، مضيفة "فكرة الكتاب المسموع مفيدة للأطفال، فقد لاحظت أمهات يجلبن لأولادهن ما يشبه الكتاب المسموع، وهو أمر جميل تعويد الأطفال على القراءة أو سماع القصص".