تمثل دفعة المستجدين التي تخرجت مؤخراً من سلاح البحرية الملكية وأدت القسم أمام قيادتها إضافة حقيقية لإخوانهم وآبائهم في هذه الوحدة المتميزة في قوة دفاع البحرين، إذ سيكون للمتخرجين شرف خدمة الوطن والقيادة من خلال هذه القلعة الشامخة التي سجل التاريخ الحديث أعمالها الجليلة بمداد من ذهب، حيث بات سلاح البحرية الملكي البحريني يحمل مكانة مرموقة من بين أعرق البحريات في المنطقة، وذلك دليل على كفاءة منتسبيه الذين اعتاد الجميع على أن يكون الإخلاص والتميز لصيقاً لعملهم.

إن سلاح البحرية الملكي البحريني الذي تفتخر به البحرين أيما فخر واعتزاز قد تأسس في السادس عشر من فبراير 1980، وذلك حين أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى القائد العام آنذاك أمره السامي بتشكيل سلاح البحرية، ليواكب الاستراتيجية التطويرية التي شملت مختلف وحدات وأسلحة قوة الدفاع، وتجسيداً لتطلعات حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، وما تحتمه الطبيعة الجغرافية لموقع المملكة البحري، ليساهم بالمحافظة على أمن وسلامة هذا الوطن، وفي التاسع والعشرين من ديسمبر عام 1981 تفضل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين القائد الأعلى فشمل برعايته السامية حفل تدشين سفينة مملكة البحرين (الرفاع)، وهي أحدث الأجهزة والمعدات، ولم تتوقف أبداً مسيرة التطوير في سلاح البحرية حتى شهد عام 1984 تدشين سفينة مملكة البحرين (أحمد الفاتح) ضمن الاحتفال بيوم قوة الدفاع السادس عشر، لتكون بذلك أول سفينة مسلحة صاروخية تدخل الخدمة قوة دفاع البحرين، وبعد ذلك دخلت الفرقاطة (صبحا) الخدمة بسلاح البحرية الملكي البحريني، فكانت بمثابة مرحلة جديدة ونقلة نوعية في التسليح البحري، وذلك بانضمام وحدة متكاملة ومجهزة بأحدث التجهيزات الحديثة، وقد قطع سلاح البحرية شوطاً كبيراً وملموساً في تطوير وتحديث جميع منظومات السُفن وتدريب الكوادر بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا والتقنيات العسكرية الحديثة، ومازال هذا التطوير مستمرا.

إن عملية الانتقال بسلاح البحرية الملكي من مرحلة لأخرى مكن مملكة البحرين من أن يكون لها دور في غاية الأهمية على المستوى الإقليمي والدولي، ومن ثم الاستعداد لتنفيذ كل الواجبات المرسومة من قبل القيادة العليا، وذلك بالمستوى المتميز الذي وصل إليه سلاح البحرية الملكي البحريني، والتطور الذي طال جميع أقسامه، حتى بات وحدة متكاملة، تؤدي واجبها المقدس المناط بها بكل كفاءة واقتدار، وتساهم مساهمة فعالة في حماية هذه الأرض الطيبة ومياهها الإقليمية.


أن سلاح البحرية الملكي البحريني حقق الإنجازات منذ تأسيسه حتى الآن وعلى كافة الأصعدة والمستويات، والتي كان من أبرزها قيادة سلاح البحرية الملكي البحريني لقوة الواجب الدولي 152 وذلك خلال عام 2008م ، ومشاركة الفرقاطه (صبحا) عمليات حفظ السلام الدولي ومكافحة القرصنة ببحر العرب.

وفي ذات الإطار أولت مملكة البحرين اهتمامها الكبير لمشاركة الدول الشقيقة والصديقة في عمليات مشتركة تهدف إلى حفظ السلام والأمن في هذه المنطقة من العالم، وكانت في الكثير منها بالتعاون مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ومن أهم هذه المشاركات: مشاركة سلاح البحرية الملكي البحريني في حماية ناقلات النفط أثناء حرب الخليج الأولى (1980-1988م)، ومشاركة سلاح البحرية الملكي البحريني من خلال السفينة (صبحا) في عمليات الحرية الدائمة في بحر العرب عام 2002م، ومشاركة سلاح البحرية الملكي البحريني في عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الخليج العربي عام 2006م وحتى يومنا هذا.

وتلعب البحرين في الوقت الراهن دوراً كبيراً ومحورياً في حماية الأمن الخليجي البحري مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، ومنذ أن تم تأسيس منظومة دول الخليج العسكرية المعروفة باسم (درع الجزيرة) التي تحمي المنطقة بحراً وجواً وبراً، وتشارك البحرين في هذه الأعمال وفي المناورات العسكرية المشتركة السنوية، لكن هذا الدور تطور مؤخراً بعد حملة (عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة العربية السعودية، ودخلت مملكة البحرين في هذا التحالف بقوة وثبات وبمشاركة كبيرة للقوات الجوية والبحرية، حيث لعبت الفرقاطة البحرية العسكرية (صبحا) التابعة لسلاح البحرية الملكي البحريني في تأمين مياه خليج عدن بل حماية الأمن البحري لدول مجلس التعاون من ناحية اليمن.

إن العمليات التي قامت بها السفينة (صبحا) التابعة لسلاح البحرية الملكي تتمثل في متابعة السفن التي لم تكن تحمل تصاريح من قبل الحكومة الشرعية لليمن للدخول إلى موانئ عدن، حيث كان أفراد القوة البحرينية يقومون بتوقيف هذه السفن لحين الحصول على هذه التصاريح، فإن لم تتمكن فيتم إعادتها إلى المكان الذي أتت منه، وقد قامت السفينة ومنسوبي البحرية الملكية البحرينية الذين كانوا على متنها بتأمين المياه حول اليمن من أي هجمات أو محاولات لاختراق الحدود المائية اليمنية.

وبما أن قوة دفاع البحرين تمثل الحاضنة الوطنية للشباب البحريني المنخرط في الوحدات المختلفة وبتخصصاتها المتعددة تجد الاهتمام والرعاية والدعم المباشر من القيادة الرشيدة حتى تحظى هذه المؤسسة الوطنية الرائدة بمستوى عالٍ من التدريب المتطور، لا سيما وأن التدريب العسكري في قوة دفاع البحرين هو تدريب متطور دائمًا بتطور التكنولوجيا والعلوم العسكرية، فقد كان وما زال التدريب العسكري العالي المستوى من أهم أولويات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله، الأمر الذي جعل قوة دفاع البحرين أن تقطع شوطًا بعيدًا في بناء وتدريب الجندي على المستويات القتالية والبدنية والنفسية كافة حتى أصبح الجندي البحريني مثالاً للجندي المقاتل الكفوء والمنضبط.

وشهدت قوة دفاع البحرين في الآونة الأخيرة العديد من النشاطات التدريبية المكثفة آخذة بعين الاعتبار مواكبة التقدم التكنولوجي العسكري في مجال الأسلحة والأجهزة والمعدات والإعداد البشري بما ينسجم مع الخطط الاستراتيجية لقوة دفاع البحرين، هذا في مجمله يمثل عنصر جذب للشباب البحريني لكي يخدموا بلادهم بشكل أكثر احترافية ومهنية عالية.