اللقاء الأخير الذي قام به معالي وزير الداخلية مع نخب من القوى المؤثرة في المجتمع البحريني ولدى الرأي العام مكاشفة وطنية صريحة قبل أن يكون مكاشفة أمنية، من المعروف أن وزير الداخلية يحرص كل فترة على الالتقاء بهذه القوى المؤثرة في المجتمع ومعروف أنه لا يخرج عادة على المستوى الاجتماعي والإعلامي إلا لأجل إيصال الرسائل الوطنية التي تمثل تطلعات القيادة وتترجم رؤيتها كما إنه لقاءاته عادة ما تحمل الكثير من ملامح خارطة الطريق الأمنية القادمة للبحرين وما تم إنجازه على مستوى حفظ أمن واستقرار البحرين.

وزير الداخلية مشكوراً استعرض أربع عمليات رئيسة تندرج تحت إطار العمليات الإرهابية النوعية لعام 2017 والتي أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الأمن رحمهم الله ورغم ما استعرضه من حقائق مؤلمة عن تلك الجرائم الإرهابية التي وصلت إلى حد إرهاب الاغتيالات بالرصاص الحي واستهداف الشخصيات القيادية وتفجير أنابيب النفط تكشف أن الخلايا الإرهابية ما تزال مستمرة في محاولاتها للتصعيد الأمني وإحياء المشروع الإرهابي لعام 2011 والذي تم تقبيره كما لا تزال الدول الحاضنة للإرهاب كتنظيم الحمدين في قطر والعصابات الإرهابية في العراق وإيران ولبنان تعمل على نفخ النار في رماد الإجرام وتحاول إيجاد أبواب إرهابية جديدة لتنفيذ إجرامها بحق قيادة وشعب البحرين.

ما لفت نظرنا تطرق وزير الداخلية إلى نقطتين في غاية الأهمية الأولى أن الخلايا الإرهابية في البحرين والتي حاولت جاهدة خلق تأزيم امني فعملت على تخزين الأسلحة والتجهيزات التي تدخل في صناعة المتفجرات ونقل وتوزيع العبوات والأموال « طبعاً الأموال معروف أنها تأتي من الدول الحاضنة للإرهاب التي عمدت إلى استمرار منهجية الفوضى الأمنية والتي سبق وأن كشفت الجهات المسؤولية بالبحرين الاتصالات القائمة بين تنظيم الحمدين في قطر مع جمعية الوفاق والعصابات الإرهابية وتمويلهم ودعمهم لتنفيذ مؤامرة الانقلاب على شرعية النظام البحريني وإخلال الأمن والاستقرار في البحرين وذلك في أغسطس 2017 وكذلك في نوفمبر 2017 الماضي» وصلت إلى حد توزيع مكافئات للقتل تقدر بقيمة 50 دينار بحريني!!

50 دينار بحريني فقط بيعت فيه الضمائر الوطنية وغررت بعقول غفلت أنها لم تبيع وطنها فحسب إنما أيضاً دينها فالقتل من اكبر الكبائر في ديننا الحنيف الذي لم يتهاون مع عقوبة القاتل فالقاتل يقتل، 50 دينار بحريني فقط لأجل إرهاب وترويع الآمنين والحاق الأذى بأهلهم وجيرانهم وأشقائهم في المواطنة والإسلام، 50 دينار بحريني فقط لأجل التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان « والله ما أرخصكم، والله أن راتب خادمة في منزل «وليس نقصاً ولا مذمة في هذه المهنة الشريفة» أعلى من أجركم الضئيل الذي في ميزان الحساب عسير وعظيم! «ألهذه الدرجة بعتم عروبتكم وأوطانهم برخيص؟ صحيح أن هناك فرق في مستوى الرواتب بين البحرين وبعض الدول ولكن ليس إلى هذه الدرجة! أبهذا الرخص قبلتم أن تكونوا عبيداً للإرهابيين والمجرمين في قطر ولبنان والعراق وإيران وأعداء العروبة والإسلام ؟ لم يعرف الزمن يوماً ولا حتى في عصور الجاهلية عبودية بهذا الرخص وقلة العقل وانعدام الضمير كما فعلتم!

هذا مبلغ صادم أمام ما ارتكبتموه في حق أنفسكم قبل الدين والوطن، المغلفات التي استعرضها وزير الداخلية البحريني والتي هي عبارة عن مكافئات مالية مخزية لكم وعار يكشف استحالة انتماءكم لهذه الأرض الغالية إن كنتم تعرفون الخزي والعار «ما شاء الله مرتبين أمورهم في الإرهاب على نظام المكافئات والعلاوات! «عموماً لا استغراب فقبلها تم استعراض أن علاوة رمي الإطارات الحارقة في الشارع «10 دنانير!» تدريبات وعروض عسكرية وسفر متكرر إلى العراق وإيران وسوريا ولبنان لأجل التدريب ولأجل تهريب الأسلحة وتخطيطات والتعرض للخطر أثناء المواجهات وتفخيخ المناطق بالقنابل التي قد تنفجر فيكم وتقتلكم كما حصل سابقاً مع بعضكم ونهايتها مغلقات بقيمة 50 ديناراً للقتل وعشرة دنانير للحرق «والحسابة بتحسب!» بصدق لا نعلم أيهما أكثر مؤلم وصادم بالنسبة لنا حجم خيانتكم وإجرامكم أو رخص خيانتكم ورخصكم!

وللحديث صلة