* خبير لـ "الوطن": التوتر بين "أمل" والتيار الحر" بعدم إجراء الانتخابات

* رئيس لبنان يصف إساءة وزير خارجيته بـ "الخطأ"

بيروت - بديع قرحاني، وكالات



وصف الرئيس اللبناني ميشال عون زلة لسان وزير الخارجية اللباني جبران باسيل إساءته إلى رئيس البرلمان نبيه بري بـ "التصرف الخطأ"، فيما اعتبر تصرفات أنصار بري بـ "الخطأ الكبير" أيضا، في أول تعليق له على التطورات الأخيرة في البلاد.

وكان وصف وزير الخارجية اللبناني لرئيس مجلس النواب بـ "البلطجي" كفيل بإشعال لبنان طائفياً وأمنياً، ما استدعى استنفارا سياسيا على مختلف الجبهات لاحتواء الوضع بعد وصول المواجهة بين الطرفين إلى مرحلة غير مسبوقة وقيام مناصري "حركة أمل" الشيعية بإحراق الإطارات وإقفال طرقات في بيروت وبعلبك وإنزال صور الرئيس عون وصهره باسيل وحرق بعضها. وجاء كلام باسيل خلال لقاء انتخابي عقده في بلدة بترونية، شمال لبنان، بحسب ما أظهره فيديو مسرّب نشر مؤخراً قال فيه "هو بلطجي وليس رئيس مجلس نواب، والحل هو أن نكسر له رأسه وليس أن يكسر رأسنا".

وقال عون في بيان "ما حصل على الأرض خطأ كبير بُني على خطأ، لذلك فإني من موقعي الدستوري والأبوي أسامح جميع الذين تعرضوا إليَّ وإلى عائلتي"، في إشارة إلى أنصار بري الذين تظاهروا، وأشعلوا الإطارات، ورفعوا شعارات "مسيئة" في بعض الأماكن والمناطق اللبنانية.

وأضاف "أتطلع إلى أن يتسامح أيضاً الذين أساؤوا إلى بعضهم البعض، لأن الوطن أكبر من الجميع، وهو أكبر خصوصاً من الخلافات السياسية التي لا يجوز أن تجنح إلى الاعتبارات الشخصية، لاسيما أن التسامح يكون دائماً بعد إساءة".

إلى ذلك، اعتبر أن ما حدث على الصعيدين السياسي والأمني أساء إلى الجميع وأدى إلى تدني الخطاب السياسي إلى ما لا يليق باللبنانيين.

يذكر أن مقاطع مصورة كانت سربت لباسيل خلال لقاء في أحد المناطق في البترون شمال لبنان، وهو يتهجم على بري، واصفاً إياه بالبلطجي، وقائلاً إن "الحل بتكسير راسه". وأدت الفيديوهات إلى إشعال غضب الشارع المؤيد لرئيس البرلمان، حيث نزل مناصروه واحتشدوا أمام مكاتب للتيار الوطني الحر الذي يرأسه باسيل، وأشعلوا الإطارات ورددوا هتافات ضده، كما رشقوا الحجارة في بعض المناطق، لاسيما في منطقة ميرنا الشالوحي في المتن.

وكان الفيديو قد سرب من خلال ريمي شديد مسؤولة قسم "الكتائب" في منطقة البترون شمال لبنان خلال لقاء لجبران باسيل مع العديد من الفعاليات، وقد أعلنت ريمي انها سربت الفيديو الى بعض الأصدقاء وليس للاعلام. وسرعان ما انتشر الفيديو، مما استدعى ردود فعل قاسية وعنيفة من طرف مناصري ونواب حركة أمل اضافة الى قطع العديد من الطرقات في بيروت والبقاع والجنوب من قبل مناصري حركة امل، كما تم نزع صور رئيس الجمهورية ميشال عون في منطقة الغازية ورفع صور نبيه بري رئيس مجلس النواب، فيما صدر بيان عن المجلس الشيعي الاعلى حمل فيها العهد مسؤولية اثارة الطائفية وحذر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من النهج المتبع في اثارة الاجواء الطائفية والمذهبية وتناول الرمز الوطني الكبير وتناول رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحريص دوماً على الوحدة الوطنية وحفظ المؤسسات والضامن للاستقرار والعيش المشترك، فهذا الاستهداف يطال كل هذه العناوين ويأخذ البلاد الى فتنة داخلية لاهداف شخصية. وحمّل المجلس العهد مسؤولية هذا النهج المستنكر والمدان، وهو مطالب باعادة الامور الى نصابها ووضع حد لهذا الاستهتار واللامسؤولية في ادارة شؤون الدولة في اخطر مرحلة يمر بها لبنان.

ويرى مراقبون أن الصراع بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب على خلفية توقيع مرسوم الأقدمية بالنسبة لضباط 1994، وصولاً إلى الفيديو المسرب لباسيل سيعقد المشهد الانتخابي لحلفاء الامس في قوى 8 آذار، ويحاول "حزب الله" ضبط الأمور بين حلفاءه من التيار الوطني الحر وحركة أمل في ظرف يعتبره الحزب هو الأكثر دقة وخطورة على وجوده في ظل الضغوط العربية والدولية وتصنيفه كمنظمة إرهابية، في حين يسعى الحزب إلى تشكيل لوائح انتخابية مشتركة بين حلفائه من أجل الحصول على أغلبية في البرلمان المقبل. وأكد خبير لـ "الوطن" أنه إذا بقيت الأمور على حالها بين حركة أمل والتيار الوطني الحر وصولاً إلى صراع في الشارع بين الطرفين فإنه من الصعب إجراء انتخابات نيابية في ظل هذا التوتر.