غزة - عز الدين أبو عيشة

قال المحلل السياسي توفيق أبو شومر إنّ "روسيا ليست متحمسة لرعاية عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولا تنوي أن تشغل دور الوسيط بينهم، ولا تملك ملفات خاصة عن الصراع، ولا تعرف إلى أيّ مرحلة وصلت المباحثات والمفاوضات بين الجانبين"، كاشفا عن "وجود اتصالات سرية تجري بين الجانبين الفلسطيني والأمريكي عبر وسطاء من دول مختلفة هدفها بناء البنية التحتية للمفاوضات مع الإسرائيليين التي من المتوقع أن تطرح مستقبلاً برعاية أمريكية".

ونفى أبو شومر في تصريح خاص لـ "الوطن"، أن يوافق الاتحاد الأوروبي على رعاية عملية السلام، مرجعًا ذلك لعدم وجود توجه سياسي مشترك بين دول الاتحاد، سوى الناحية الاقتصادية، وكلّ دولة تنتهج سياستها الخارجية الخاصة.



وتوقع أبو شومر "رفض الصين تولي عملية رعاية السلام، لانشغالها بالمنافسة الإقتصادية العالمية، ولا تولي العملية السياسية اهتمامًا كبيرًا"، مؤكّدا أنّ "الصين لا تغامر بالتضحية باقتصادها في سبيل السياسة، وهي تدرك أنّه ليس بمقدورها إنجاز عملية التسوية".

وبيّن أبو شومر أنّ "الدول العربية مشغولة بقضاياها أكثر من الانجرار وراء رعاية عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، موضحاً أنّ "إشراف العرب على التسوية يعد جريمة عند البعض لأنّ إسرائيل عدو ومحتل".

وكشف أنّ "الدول العربية ستتحول لدور المساهم في عملية السلام، من خلال دعم السلطة الفلسطينية اقتصادياً لأن الأخير له دور مهم في إتمام عملية التسوية السلمية، شرط تطبيق المبادرة العربية المقدمة عام 2002.

ومن الجدير بالذكر أنّ المبادرة العربية تنص على الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967 نظير التطبيع العربي الكامل مع الجانب الإسرائيلي.

وأوضح أنّ "الدول العربية ستقدم الدعم الدبلوماسي للفلسطينيين لمحاولة تحريك دولاب عملية التسوية"، لافتاً إلى "انسحاب الأردن من رعاية الأوقاف الإسلامية في القدس، وتعد خطوة دبلوماسية لصالح السلطة الفلسطينية، ونوع من الضغط على أمريكا والعالم كلّه لتسريع عملية التسوية السياسية".

وأوضح أبو شومر أنّ "قرار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس برفض دور الولايات المتحدة الأمريكية في رعاية عملية السلام، ومتابعة ملف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، يعد تهديد أكثر من قرار للتنفيذ على أرض الواقع".

وأضاف أبو شومر "لكل مفاوضات في العالم طرفان، وشرط أن يكونا اتفقا على الوسيط، في ظل رفض اسرائيل القبول بأي راعي لعملية السلام غير الجانب الأمريكي، الذي يحرك ملف مشاكل دول الشرق الأوسط".

وتابع أبو شومر "القيادة الفلسطينية تدرك جيداً أنّه لا يمكن استبعاد أمريكا من رعاية عملية السلام، وتقصد من تهديدها برفض الدور الأمريكي، التحذير والضغط لإنجاز عملية السلام والتسوية وفق قرارات الشرعية الدولية".

وأكّد أبو شومر "وجود اتصالات سرية تجري بين الجانبين الفلسطيني والأمريكي عبر وسطاء من دول مختلفة هدفها بناء البنية التحتية للمفاوضات مع الإسرائيليين التي من المتوقع أن تطرح مستقبلاً برعاية أمريكية".

وأظهر أنّ "عملية السلام والتسوية من وجهة نظر أمريكا هي جلوس الطرف الفلسطيني على طاولة المباحثات، دون تطبيق القرارات على أرض الواقع، واستغلال المفاوضات لصالح إسرائيل لإنهاء مقاطعتها اقتصادياً".