ها قد مرت الأيام سريعاً واقترب لقاؤنا بشهر رمضان الكريم، وها قد بدأ المارثون الرمضاني لإعداد البرامج والمسلسلات التي ستعرض على شاشة التلفاز البحريني، فبعد حوالي مائة يوم من الآن سوف يهل علينا شهر اليمن والبركات، شهر رمضان الكريم، بلغناه الله وإياكم غير فاقدين أو مفقودين، وقد تعودنا أن نستمع لآراء المشاهدين حول البرامج التلفزيونية المقدمة خلال شهر رمضان أثناء هذا الشهر الفضيل وبعده ويمكن أن نجملها في تطلعهم لبرامج تلفزيونية هادفة ومبتكرة بصناعة بحرينية فنحن بحاجة إلى أن نحيي عادات بحرينية حميدة وتقاليد كريمة فنحن شعب عرف بتكافله وعطائه وكرمه، فكم هو جميل أن نعزز صورة المواطن البحريني المحب للخير والمحب لوطنه والناس.. وأن نكرس ثقافة العطاء والإيجابية.

ومع بداية الشهر الكريم يطلق تلفزيون البحرين باقة من البرامج في الدورة البرامجية لشهر رمضان المبارك، تضم مجموعة من البرامج والمسلسلات التي تلائم طبيعة الشهر الفضيل والتي تحمل بصمة تلفزيون البحرين، ولعل من أبرز البرامج التي أطلقها التلفاز وكانت في طياتها فكرة جديدة وتعزز الشراكة المجتمعية برنامج «تم»، وكم نتمنى أن يطل علينا هذا البرنامج ثانية بحلته الجديدة في الشهر الكريم من هذا العام.

لقد لمسنا أراء العديد من المشاهدين والنقاد الذين يؤكدون نجاح البرنامج ولعل أهم مقوم لنجاح البرنامج فكرته المستحدثة وهدفه الإنساني وملامسته لاحتياجات الجمهور وقربه منهم، لذا حقق نسبة مشاهدة عالية منذ أولى حلقاته وتفاعل معه كثير من المشاهدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكان تفاعل المشاهدين غير مسبوق خصوصاً على «تويتر»، ونال البرنامج استحسان العديد من المغردين واعتبره قطاع عريض منهم أحد أفضل البرامج الترفيهية الاجتماعية الرمضانية لهذا العام.

وقد أثنى كثيرون من المتفاعلين مع حلقات البرنامج عليه لما يتضمنه من رسائل إنسانية وأخلاقية واجتماعية، إضافة إلى محتواه المسلي. فهو يجمع بين فكرة الكاميرا الخفية وتحقيق هدف إنساني اجتماعي، وتعزيز ثقافة العطاء عن طريق تحقيق أحلام وأمنيات لأشخاص من كل فئات المجتمع البحريني بطريقة غير متوقعة وخارجة عن المألوف، ليزرع في قلوبهم الفرحة ويجعل العالم مكاناً أفضل لهم، إذ يعتمد البرنامج على طرح وحل مشاكل وأحلام مختلفة لبعض الأسر وقياس رد فعلهم تجاه المواقف بطرح غير تقليدي متجهاً نحو لمس جروح العديد من الأسر والأفراد بالمجتمع ومداواة هذه الجروح، وتناول البرنامج محطات تعددت بين مختلف المشاكل التي تواجه الأسر فبرنامج «تم» أدمع العيون ورسم الفرحة على الوجوه، إذ تضمن مشاهد مؤثرة، تحولت خلالها مشاعر اليأس إلى سعادة وتدفقت دموع الفرح من أعينهم.

وجاء برنامج «تم» العام الماضي وسط ازدحام القنوات الفضائية بالبرامج الرمضانية وتحديداً برامج المقالب والكاميرا الخفية المكررة والمألوفة والتي تتفاوت ردود أفعال المتابعين لها بين تأييد ورفض. أما هذا البرنامج فقد اتسم بالطابع الإنساني والذي يهدف للتحفيز على العطاء ومساعدة الآخرين، إذ تم في هذا البرنامج طرح قصة أحد الأشخاص المحتاجين من قبل أحد أقربائه أو أصدقائه لمساعدته على تخطي ظروفه الصعبة وتحقيق حلمه، ليتم تقديم المساعدة له من قبل بعض الجهات الراعية وفاعلي الخير، وقد تنوعت حاجات الأشخاص بين العلاج، وقضاء الديون، والمؤونة وغيرها، وكانت الكاميرات الخفية معلقة على جهاز «تم» الذي يبدأ بمحادثة الشخص المطلوب وكأنه المصباح السحري ليبدأ بعدها بمنحه ما يحتاجه وما تم توفيره من قبل الجهات المشاركة في البرنامج بحسب اختلاف الاحتياجات بين ضيوف البرنامج الذين ليس لديهم أي علم بماهية البرنامج أو ما سيقدمه الجهاز له، مما أثار إعجاب المشاهدين بالبرنامج وأثار عاطفتهم ومشاعرهم وامتنانهم على اختيار هذا البرنامج الذي يساعد الناس. نعم هو برنامج يستحق الإشادة به ويستحق فريق العمل المؤلف من شباب بحرينيين الثناء على تقديمهم لهذا العمل المميز ففكرة البرنامج وإعداده نقلة نوعية على مستوى الإنتاج التلفزيوني وهو برنامج له طابعه الخاص وهويته، ويعد ظاهرة فنية لها مقوماتها ودعائمها. أتمنى أن يطل علينا البرنامج هذا العام عبر شاشات التلفاز في شهر رمضان المقبل بطريقة جديدة ومنهج مميز كأن يُطور البرنامج بتقديم منافسة بين الأسر من ذوي الدخل المحدود ويفوز بالجائزة من يجتهد لتطوير وضعه المالي من خلال مشاريع استثمارية متناهية الصغر أو غيرها من الطرق بحيث يفاجأ الفائز بنتيجة المنافسة وتكون الجائزة جهاز أو أداة تحتاجها الأسرة لتطوير مشروعها، أو توفير عقد عمل لأحد أفراد الأسرة أو غيرها من الجوائز التي تسهم في تحسين مستوى حياتهم المعيشية.