زهراء الشيخ

اليوم الأول في المدرسة أو الروضة، ذكريات لا تنسى، يحتفظ بها الطفل والأهل في ذاكرتهم طويلاً. إنه يخطو خطوته الأولى في مشوار الحياة الطويل. بعضهم يقضيها باكياً، وبعضهم ضاحكاً، تماماً كما لحظاتهم الأولى في الحياة.



تقول والدة الطفل سيد حسن سيد هاشم "كان متحمساً للروضة، وينتظر يوم تفتح أبوابها حتى يداوم مثل أخيه. طوال الطريق كان يتحدث ويقول أنا شاطر ولن أبكي، حين وصلنا الروضة لم يبد أي ردة فعل، لكن عندما دخلنا الصف ورأى أن الأمر حقيقة وسأذهب وأتركهُ رفض. لم يبك لكنه تمسك بملابسي وطلب الذهاب معي، أخذته المعلمة لتريه الألعاب والحديقة، فهدأ قليلاً، واستطعت الذهاب دون أن يبكي".

فيما اختلفت ردة فعل الطفل حسن علي تماماً. تقول والدته "بعض الأطفال يدخل بكل هدوء، يختار مقعداً ويجلس عليه، ولم يكن ولدي من هؤلاء، فكان يبكي ويمسك عباءتي ويطلب مني الجلوس معه. وحين أجلس معه يهدأ، فأسأله: هل ستجلس في الصف؟ ويرد بالإيجاب. وعندما أقترب من باب الصف يركض خلفي ويتمسك بي، حتى خرجت في النهاية وهو يبكي".

وتضيف "خلال وجودي في الصف حاولت تهدأته وأريته الألعاب الموجودة داخل الصف وكنت مستعدة لردة فعله بوضع علبة حلويات في حقيبة حتى يوزعها على زملائه الجدد ويهدأ، كما أن المعلمة أرته سلة الحلويات التي أعدتها بشكل جميل استعداداً لاستقبال الأطفال".

وكانت تجربة الطفل محمد جعفر متذبذبة بين القبول والرفض. تقول والدته "في أول يوم كان متشجعاً للروضة، وسعيداً بأغراضه الجديدة، وعندما وصلنا الروضة وقف عند أحد أسوارها وطلب مني تصويره مع السنافر، ودخل الصف بشكل اعتيادي وغادرت دون أن يبكي لكنهم قالوا لي إنه بكى بعدها. وعندما ذهبت لأخذه نهاية اليوم، كانت يريد الابتسام لي لكن الدموع كانت في عينيه وتساقطت شيئاً فشيئاً.

في اليوم الثاني دخل بطريقة عادية ولم يبك حتى عند استقباله نهاية اليوم، بينما في اليوم الثالث رفض دخول الروضة، ورفض النزول من السيارة، حاولنا معه، بكى وجلس على الارض، حملته للداخل واستلموه في الادارة وحاولوا تهدئته، أعطوه ألعاباً وبدأ يلعب فهدأ".

فيما أظهر الطفل عيسى محمد ردة فعل إيجابية. تقول أخته "في البداية كان يجهل ما تعنيه روضة، ويتساءل: أين سأذهب! هو معتاد على النهوض صباحاً واللعب، وعندما رأى أنه سيلبس الزي الرسمي ويذهب كان محتاراً. لكنه عندما عاد من الروضة كان سعيداً جداً، وعبر عن رغبته في الذهاب كل يوم وطلب منا شراءة قرطاسية له".

كذلك كانت تجربة الطفلة ريم الذوادي. تقول عمتها "لم تكن خائفة على الإطلاق، لأن أخاها الذي يكبرها بسنة ذهب إلى الروضة العام الماضي، وكانت تراه حين يذهب وتطلب الذهاب معه، وحين علمت أنها ستشاركه الذهاب فرحت وتحمست حتى أنها تعرف أسامي المعلمات من أخيها. ونظمت الروضة يوماً للأطفال المستجدين قبل بدء الدوام الرسمي لتهيئتهم، وهذه ساعد كثيراً حتى أنها رفضت نهاية اليوم الأول خلع المريول تعبيراً عن إعجابها بالروضة".