* أسرار يبوح بها خبراء اللعبة وأبطال العالم

* اللعبة دخلت مصر في القرن الـ 19 بعدما اخترعها البريطانيون

* أمير وجيه: مصر تصدرت المشهد منذ ثلاثينات القرن الماضي



* كريم درويش: نمتلك أفضل المدربين على مستوى العالم

القاهرة - عصام بدوي

الإسكواش هي اللعبة الوحيدة، التي تتربع فيها مصر على عرش الترتيب العالمي، فبنهاية عام 2016، كان هناك 7 مصريين قد استحوذوا على قائمة أفضل 10 لاعبين في التصنيف العالمي لتلك الرياضة، إضافة إلى أن بطل العالم وبطلة العالم الحاليين من مصر.

وتعتبر مصر الدولة المهيمنة حالياً، ومنذ وقت طويل على اللعبة الشبيهة بلعبة التنس إلى حد ما، حتى إن كأس العالم الأخير للسيدات، كان النهائي فيه بين فتاتين مصريتين، رنيم الوليلي ونور الشربيني، بينما نهائي الرجال كان بين شقيقين مصريين، هما محمد ومروان الشوربجي.. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا الإسكواش؟ وما هي الأسباب التي قادت الفراعنة إلى التربع على عرش اللعبة، وتصدر الألقاب، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي؟.

دخلت رياضة الإسكواش إلى مصر منذ القرن التاسع عشر، بعد اختراعها مباشرة في بريطانيا، حيث جلبها الضباط البريطانيون إلى مصر، وأقاموا العديد من الصالات المخصصة لها، والتي كانت متاحة أيضاً للمصريين، بل وكانت تجرى منافسات أحياناً بين الضباط البريطانيين، وبعض اللاعبين المصريين، بحضور جماهيري.

وفي منتصف القرن الماضي، ظهر لاعب مصري اسمه «عمرو بيك»، كان مصرياً مقيماً في بريطانيا، وقد تسيد بطولة بريطانيا للإسكواش، وكانت صدى إنجازاته تصل مصر، وتلهم الشباب هناك، ومنذ ذلك التاريخ استمرت الإسكواش رياضة تمارس بشكل كبير بين أوساط الشباب المصري.

ومع منتصف العقد الماضي، بدأت مصر تسيطر على اللعبة مع ظهور أسماء مثل عمرو شبانة، الذي ساهم بقوة في رسم أحلام الشاب المصري بسيطرته المطلقة على اللعبة، وتصدره التصنيف العالمي لفترة طويلة، وعبدالفتاح باشا عمرو، ومحمود عبدالكريم، وإبراهيم أمين، وعبدالفتاح أبوطالب، وجمال عوض، وأمير وجيه، وأحمد برادة، وكريم درويش، وأخيراً أبناء الجيل الحالي، رامي عاشور، ومحمد الشوربجي، وكريم سامي عبدالجواد، وفي الفتيات، توجد نور الشربيني التي تتربع على قمة السيدات، ومعها نوران جوهر، ورنيم الوليلي، وأمنية عبدالقوي، ونور الطيب، بخلاف النجوم الواعدين صغار السن.

وباستطلاع رأي خبراء اللعبة في تفسير النجاحات، التي فشلت في الوصول إليها كل الألعاب الأخرى، يقول أمير وجيه مدرب الإسكواش الحاصل على عدد كبير من البطولات: «إن الإسكواش المصري لا يتصدر المشهد في الوقت الحاضر فقط، ولكن من ثلاثينات القرن الماضي، منذ وجود أساطير اللعبة المصريين عبدالفتاح باشا عمرو، ومحمود عبدالكريم، وإبراهيم أمين، وعبدالفتاح أبوطالب، وجمال عوض، إضافة إلى اهتمام الدولة باللعبة منذ وجود الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والذي كان يحرص على ممارسة اللعبة، حيث حظيت بدعم كبير من المسؤولين، تبعها تنظيم بطولة الأهرام الدولية، والتي أحدثت نقلة عالمية في مستوى الإسكواش المصري، بخلاف استحواذ الأبطال الصاعدين على ألقاب بطولات العالم للناشئين، واحتكارنا اللعبة على المستوى العالمي».

وكشف وجيه، عن أن نظام إدارة لعبة الإسكواش يكمل بعضه الآخر، وهو الاتحاد الوحيد الذي يكمل مسيرة من سبقوه، حيث جاء عاصم خليفة، رئيس الاتحاد الحالي لإتمام ما بدأه من سبقوه من الرؤساء السابقين، مثل إبراهيم أمين، ومحمد المنشاوي، وجلال علام، والمنظومة كلها متكاملة، وما يساعد على ذلك أن قاعدة اللعبة ليست كبيرة.

وأضاف وجيه، أن نظام الاحتراف في الأندية تغير تماماً، حيث أصبحت عقود نجوم الإسكواش هي الأكبر بعد كرة القدم، وغالبية اللاعبين يوقعون على عقود بمبالغ مالية كبيرة، مثل رنيم الوليلي، ونوران جوهر، ونور الشربيني، ومحمد الشوربجي، وكريم سامي، تتجاوز الـ300 والـ400 ألف جنيه سنوياً، وهذه أرقام لم تكن موجودة من قبل، إضافة إلى المكافآت المقررة من الاتحاد المصري ووزارة الرياضة، والتي شجعت الممارسين، بخلاف اهتمام اللاعبين بتطوير أنفسهم باستمرار ودعم أهاليهم لهم لمواصلة المشوار، وهو ما ساعد على تصدر مصر للعبة والحفاظ على القمة.

من جانبه، أكد أحمد طاهر، نجم الإسكواش في الثمانينات، وعضو مجلس إدارة اتحاد الإسكواش المصري، أن هذه الرياضة كانت محل اهتمام المدارس الأسترالية والباكستانية والإنجليزية، بسبب نجاحاتها المتتالية وتواصل الأجيال، بدءاً من عبدالفتاح باشا عمرو باشا، الذي حقق بطولة العالم 6 مرات متتالية في أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينات، ثم تسلم الراية جيل محمود عبدالكريم في الثلاثينات، ثم جيل محمد الدرديري في الأربعينات، ومن بعده عبدالواحد عبدالعزيز، وإبراهيم أمين، وعبدالفتاح أبوطالب بطل العالم 3 مرات في الستينات.

وتابع «ثم ظهر جيل السبعينات، ومن نجومه جمال عوض، وأحمد صفوت، وعباس قاعود، ومجدي سعد، ومحمد عوض، وعلي عبدالعزيز، وسعيد سليمان، واستمروا حتى منتصف الثمانينات، وتسلم بعدهم جيل جمال الأمير، وناصر زهران، وعاطف خليفة، وأمير وجيه، ومجدي سعد، ومن بعده أحمد طاهر».

وقال «لعبت لمنتخب مصر من 86 حتى 94، ولعبت في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي في نادي فيلاتش ليجير مانشستر لمدة 7 سنوات متتالية، والذي يلعب به أفضل 10 لاعبين على مستوى العالم، وبعد ذلك انتقلت للعب في دوري الدرجة الأولى الممتاز الألماني، وحصلت على لقب بطولة الجمهورية 14 مرة، وهو الرقم الذي لم يتم تحطيمه حتى الآن، ووصلت لترتيب 16 عالمياً، والثاني في ترتيب الناشئين تحت 19 سنة».

ويرى طاهر، أن سبب التفوق للإسكواش المصري، هو الاستمرارية لأن كل جيل يسلم الراية للجيل التالي له، كما أن عودة اللاعبين المحترفين في أوروبا بداية الألفية الثانية، وهم من أبناء جيل السبعينات والثمانينات، ساعد على نقل الخبرة للناشئين، وهو ما حقق طفرة، وذلك بعد أن قاموا بتدريب أبناء الجيل الحالي، ولكن بدأ ناقوس الخطر يدق بعد تهديد الإسكواش المصري من المارد الآسيوي، وتحديداً ماليزيا، وهونغ كونغ، والذين يحققون نتائج قوية منذ 4 سنوات، لكن اتحاد اللعبة لم يبدِ اهتماماً لزيادة انتشار المارد الآسيوي، ولايزال المسؤولون في غفلة، علماً بأن مصر لم تحقق بطولة العالم تحت 19 عامًا آخر 3 بطولات، ولكن على مستوى الفرق نحن فريق متكامل، وأفضل فريق في العالم، وفارق المستوى في الترتيب بين لاعبينا ليس كبيراً.

ويؤكد كريم درويش، بطل العالم السابق، أن الإسكواش المصري يهيمن على صدارة اللعبة عالمياً آخر 20 عاماً تقريباً، وهو ما يعود إلى انتشار اللعبة في معظم الأندية، كما بدأت تنتقل إلى المحافظات، فالبطولات التي يحققها الكبار تزيد في طموحات الصغار لمحاولة تكرار تجارب الأبطال السابقين، والاستمرار في الهيمنة على قمة الإسكواش العالمي.

وأوضح درويش، أن مصر تملك أفضل المدربين على مستوى العالم، مثل أمير وجيه، وأحمد المطعني، وهيثم عفت، وغيرهم من الأسماء، مطالباً القطاع الخاص بالمساهمة في دعم الإسكواش، لأنه لا يلقى الدعم الكافي من الدولة حالياً، نظراً لأن مواردها محدودة وتوجد أولويات بالنسبة للإنفاق.