في خطابه السنوي أشاد الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإنجازاته وقال إنه ليس هناك من وقت أفضل لأمريكا! مركزاً على برنامجه لخفض الضريبة الذي له تأثير إيجابي على الاقتصاد والاستثمارات في الولايات المتحدة. وفي خطابه السنوي لم يذكر الخطر الذي يواجه رئاسته وهو تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي والذي يتولاه موللر المدير السابق لـ «إف بي آي»، والذي عين كمستشار خاص للتحقيق في إمكانية تواطؤ ترامب مع الروس. وموللر كلما يتبحر في بحثه كلما يجد قرائن ضد ترامب. وهناك اتهامان خطيران، أولهما هو التواطؤ مع الروس للتأثير على سير الانتخابات، والاتهام الثاني هو عرقلة مجرى العدالة. بالنسبة للاتهام الأول فحين سئل من صحافي في يونيو 2017 عن اجتماع ابنه دونالد جونيور مع محامية روسية في أبراج ترامب في 2016 سارع ترامب وهو على متن الطائرة قادماً من ألمانيا إلى نشر خبر صحافي يقول فيه إن الاجتماع كان هدفه مناقشة سياسات تبني الأطفال الروس من قبل عائلات أمريكية وأن المسألة لم يتم متابعتها. ولكن الاتهام هو أن الاجتماع كان لطلب مساعدة الروس في اكتشاف معلومات ضارة بكلينتون وبحملتها الانتخابية. اليوم هناك مساعدة شابة لترامب هي هوب هيكس وهي التي أملى عليها ترامب الخبر. ومن المتوقع أن تكون الهدف التالي لاستجواب موللر. وأن شهدت هيكس بأن ترامب طلب معلومات مضرة بكلينتون من الروس فهذا دليل تواطؤ مع دولة أجنبية. أما الاتهام الثاني وهو عرقلة سير العدالة فيرجع إلى طرد كومي المدير السابق للمكتب بعد أن رفض طلب ترامب صرف النظر عن التحقيق بعلاقته بالروس والتي نتيجتها تم اتهام عدة أشخاص مقربين من ترامب أولهم مستشاره للأمن القومي الجنرال فلين.

كما هناك حديث عن محاولة طرد موللر لصرف النظر عن التحقيق القائم. واليوم يتخبط ترامب ومؤيديه من الجمهوريين في وسط هذا التحقيق وقد شجع ترامب على نشر مذكرة عضو الكونغرس نونيس ورئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الذي يظهر انحياز مكتب التحقيقات الفيدرالي ضد الرئيس.

واليوم ترامب وهو الرئيس بدل أن يكون المدافع الأول عن مؤسسات الدولة واحترام مجرى سير العدالة يقوم بكل المحاولات للتقليل من مصداقية مكتب التحقيقات الفيدرالي ومن أشخاصه محاولاً إثبات أن التحقيق قام على أسس غير قانونية وهو يتضمن انحياز تام ضده .السؤال، هل ترامب في مأزق حق أم أنه سيستطيع أن يقنع الشعب الأمريكي أنه رئيس مخلص وأن «الدولة العميقة» الممثلة بمكتب التحقيقات الفيدرالي تسعى للانقلاب عليه. هل سيقنع الشعب الأمريكي أن التعاطي مع الروس لم يكن تآمراً و لكن سعياً لتحسين العلاقة مع دولة عظمى وذلك يدخل في مصلحة أمريكا؟ الأيام القادمة ستجيب على أسئلتنا!