من رأى المستشفى العسكري التابع لقوة دفاع البحرين قبل ثلاثة أعوام فقط ويراه اليوم لابد أن يدهش، ومن سيراه بعد عام من الآن فالأكيد أن دهشته ستزداد، والأكيد أن الكثير من الأسئلة عن الذي يجري وكيف صار وكيف يصير ستتقافز أمام عينيه وستشاغبه، فالعمل في هذا الصرح الطبي لم يتوقف في السنوات الأخيرة، وفي كل زيارة له لابد للمراجع أن يلاحظ أن إضافة جديدة في المباني قد تمت وأن تطوراً في أسلوب العمل والرعاية الطبية قد حدث وأن الجديد في عالم الطب يتوفر في كل زاوية من زواياه، لهذا لا يجد المرء مفراً من إضافة اسمه إلى قائمة الذين يعتقدون أن هذا الصرح سيصير قريباً جاذباً لكل راغب في العلاج من الخارج وسيتحول إلى مستشفى دولي يصعب على كثير من المستشفيات منافسته وسيتحول إلى ملهم لها.

ليس هذا حديث مجاملة للقائمين عليه ومنتسبيه ولكنه حقيقة يمكن للجميع التأكد منها، فالعمل جار في العديد من الإنشاءات الجديدة، بعضها للعيادات وملحقاتها وبعضها الآخر للإدارة وبعضها الثالث لمواقف سيارات الموظفين والمراجعين، وهو ما يراه مستخدمو الشارع المحاذي للمستشفى والزائرون، والعمل جار على تطوير أداء العاملين وأساليب العمل، وهو ما يلمسه المراجعون لكل الأقسام في كل الأوقات. المستشفى العسكري بصمة مهمة من بصمات قوة دفاع البحرين التي تحتفل اليوم بمرور خمسين عاماً على تأسيسها، والتطوير الجاري في هذا المستشفى إنجاز متميز يسجل لقائد الخدمات الطبية الملكية اللواء بروفيسور الشيخ خالد بن علي آل خليفة الذي يشيد الجميع بقدراته الإدارية وبسعيه الحثيث للارتقاء بالأداء لجعل هذا المستشفى نموذجا للتطور في مجال الصحة في البحرين والمنطقة ومثالا لنجاح قوة دفاع البحرين في توفير الخدمات الطبية المتطورة لمنسوبيها. الإنجازات التي تحققت وتتحقق حاليا تدفع في اتجاه تحقيق رؤية المستشفى وقيادته ليكون إحدى المنشآت الرائدة في مجال الرعاية الصحية في المنطقة، ويكفي للتدليل على هذا الإشارة إلى تمكن الخدمات الطبية الملكية من إعادة الاعتماد الذي حصلت عليه للمرة الثالثة على التوالي من المجلس الاسترالي للمواصفات والمعايير الدولية للرعاية الصحية، وكذلك اعتماد مركز جراحة السمنة وجراحة السكر كأول مركز في الشرق الأوسط يتم اعتماده للتميز من قبل مؤسستين عالميتين هما مجلس الاعتماد الأوروبي لجراحات السمنة والسكر والمجلس الأمريكي لمراجعة العمليات الجراحية.

من الأمور التي قد لا يعلمها كثيرون أن الخدمات الطبية الملكية لقوة دفاع البحرين تعتبر ثاني مركز في منطقة الشرق الأوسط يعتمد لتقديم دورات في مجال إدارة الكوارث والتصدي للحالات الطارئة، وقد حصلت على الاعتماد من الكلية الأمريكية للجراحين. أما الحديث عن الأجهزة الطبية الحديثة فيحتاج إلى مساحات ومساحات، فالمستشفى العسكري اليوم يواكب كل تطور وكل جديد في عالم الطب ويعمد إلى الاستفادة من مختلف الأجهزة والأنظمة الحديثة والتي منها على سبيل المثال أنظمة إدارة تخزين وصرف الأدوية آليا بالكامل.

من المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا وترمي إلى وفاء المستشفى العسكري باحتياجات المرضى والمراجعين المتنامية مبنى مركز البحوث والتدريب ليسهم في تطوير التعليم الطبي والفني، ومبنى العيادات العامة والعيادات التخصصية المكون من 6 طوابق، ومبنى مواقف السيارات متعدد الطوابق والذي يتسع لأكثر من 700 سيارة، أما المشاريع المستقبلية فعديدة، من بينها مبنى لوحدة الحالات اليومية وغرف العمليات والمختبر، ومبنى مستقل لكلية التمريض، فقد حصلت الخدمات الطبية الملكية على الاعتراف من قبل المجلس الأعلى للتعليم بمملكة البحرين لدراسة الدبلوم المشارك في التمريض، ومشاريع أخرى عديدة تعبر عن اهتمام قيادة قوة دفاع البحرين بتوفير الرعاية الصحية المتطورة لمنتسبيها.