عواصم - (وكالات): قتل 28 مدنياً الإثنين وأصيب العشرات في غارات عنيفة لقوات النظام استهدفت مدناً وبلدات عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.

وجاءت الغارات غداة غارات مماثلة على محافظة إدلب شمال غرب البلاد، تسببت بمقتل 16 مدنياً، تزامناً مع إصابة 6 مدنيين بحالات اختناق في مدينة سراقب.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "استهدفت عشرات الغارات الإثنين مناطق عدة في الغوطة الشرقية، متسببة بمقتل 28 مدنياً، بينهم 7 أطفال".



ويتوزع الضحايا بين 10 مدنيين قتلوا جراء الغارات التي استهدفت سوقاً شعبياً في بلدة بيت سوى، و9 آخرين بينهم طفلتان وعنصر من الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" في مدينة عربين، بالإضافة إلى ستة آخرين بينهم طفلان في بلدة حزة، ومدنيين اثنين بينهم طفل في مدينة زملكا، ومدني في بلدة حمورية.

وأفاد مصور وكالة فرانس برس باستهداف الغارات لسوق ومنطقة شعبية في عربين. ونقل مشاهدته لشخص يبكي فوق ركام أحد الأبنية. كما شاهد في مستشفى عربين جرحى بينهم أطفال يتلقون العلاج. وتجمع عناصر من الدفاع المدني في مركزهم في المدينة وكان بعضهم يبكي حزنا على مقتل زملاء لهم.

وتسببت الغارات بإصابة أكثر من 70 شخصاً آخرين، وفق المرصد الذي رجح ارتفاع الحصيلة نتيجة الإصابات الخطيرة.

وأفاد مراسل فرانس برس بتحليق كثيف للطائرات في أجواء مدينة دوما التي خلت شوارعها من المارة خشية القصف الذي استهدفها أيضاً.

وتستهدف قوات النظام بعشرات الغارات مناطق عدة في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، رغم كونها منطقة خفض توتر بموجب اتفاق بين روسيا وإيران وتركيا.

وتتعرض المنطقة بشكل شبه يومي للقصف والغارات، تسبب آخرها قبل 3 أيام بمقتل 11 مدنياً. كما أفادت مصادر طبية بإصابة نحو 21 مدنياً بعوارض اختناق وضيق تنفس مرجحة أن تكون ناتجة عن قصف بغازات سامة.

وفي دمشق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" نقلاً عن مصدر في قيادة الشرطة أن "مجموعات مسلحة تنتشر في بعض مناطق الغوطة الشرقية استهدفت ظهر الاثنين حي باب توما والكنيسة المريمية بقذائف هاون، ما تسبب باستشهاد امرأة وإصابة 4 مدنيين بجروح متفاوتة".

كما قتل شخص وأصيب 9 بجروح جراء سقوط قذيفة هاون في محيط مستشفى الشرطة في حرستا، وفق سانا.

وكثفت الفصائل المقاتلة قصفها لأحياء في العاصمة بالقذائف في الأسبوعين الأخيرين.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في عام 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في بيان الإثنين أن شهر يناير شهد مقتل 83 طفلاً خلال نزاعات متفرقة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 59 منهم في سوريا.

على جبهة أخرى في سوريا، لاتزال مناطق عدة في محافظة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً" على الجزء الأكبر منها، تتعرض لقصف جوي.

وقتل الأحد 16 مدنياً، بينهم 9 في بلدة كفرنبل، جراء غارات على مناطق عدة في ريف ادلب الجنوبي الذي يشهد أيضاً معارك بين قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي من جهة، وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من جهة ثانية.

ومنذ 25 ديسمبر، تنفذ قوات النظام بدعم روسي هجوماً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث تمكنت من السيطرة على عشرات القرى والبلدات إلى جانب مطار أبوالظهور العسكري.

وتقدر الأمم المتحدة أن بأكثر من 272 ألف شخص فروا من المعارك في محافظة إدلب.

وفي مدينة سراقب في محافظة إدلب، أصيب 11 شخصاً بحالات اختناق بعد قصف جوي شنته قوات النظام السوري، وفق المرصد السوري ومصدر طبي.

وقال الطبيب محمد تناري من مستشفى نقل إليه المصابون "جميع الحالات التي وردت الى المستشفى لديها أعراض تنشق غازات سامة -كلور- كالأعياء وضيق التنفس والسعال".

وشاهد مراسل فرانس برس مصابين يتنفسون من خلال أقنعة أوكسيجين.

وتأتي الغارات بعد اتهام واشنطن قوات النظام بشن هجمات عدة مستخدمة غاز الكلور أو السارين خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي نفته دمشق ووصفته السبت بـ"الأكاذيب".

وحذر مسؤول أمريكي الأسبوع الماضي من أن واشنطن لا تستبعد شنّ ضربات عسكرية في سوريا نتيجة تلك الاتهامات.

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، اتهم محققو الأمم المتحدة مراراً النظام السوري باستخدام غاز الكلور أو غاز السارين في هجماته على المدنيين.

وفي أبريل الماضي، استهدف هجوم كيميائي مدينة خان شيخون في إدلب، ما أسفر عن مقتل 87 شخصاً. واتهمت الأمم المتحدة النظام بشن الهجوم، لكن دمشق نفت ذلك مؤكدة تدمير ترسانتها الكيميائية.

ودفع هذا الهجوم الولايات المتحدة إلى الرد بقصف قاعدة عسكرية سورية لاحقاً.