باريس - رامي بن يونس

كثرت في الآونة الأخيرة في فرنسا الانتقادات لنجم باريس سان جارمان والمنتخب البرازيلي نيمار حول طريقة لعبه التي تعتمد على استفزاز الخصم والفردية والأنانية في بعض الأحيان بمراوغاته الزائدة على حد قول المنتقدين... لكن لماذا كل هذا الهجوم على فتى البرازيل؟

إن أسلوب لعب نيمار ليس جديداً على كرة القدم بشكل عام ولا على البرازيليين بشكل خاص.. ولفهم هذا الأسلوب علينا أن نتعرف على قصة الـ غينجا GINJA وهي بالأساس رقصة شعبية ابتدعها المهاجرون الأفارقة في أمريكا اللاتينية والمعروفة أيضاً باسم الكابويرا CAPOEIRA وهي رقصة تتضمن حركات بهلوانية ومهارات تحريك الجسد من الورك والأرجل للتمويه أمام الخصم واستفزازه وهي التي كانت تخبئ في طياتها فن الدفاع عن النفس لهؤلاء المهاجرين الأفارقة...



ففي القاموس البرتغالي "هوويس" نجد معانٍ عدة للغينجا ومن بينها "الخطوة الأساسية في رقصة الكابويرا" و"المهارة الجسدية والتقنية لخداع المنافس في كرة القدم". فالبرازيل التي أمتعتنا منذ أواسط القرن العشرين حتى يومنا هذا بالعديد من المواهب التي اعتمدت هذا الأسلوب تدين بالفضل لهذا التقليد الشعبي الذي تناقلته الأجيال وأصبح في اللاوعي عند شعوب أميركا اللاتينية عامة والبرازيل خاصة... ففي الكأس العالم الثالثة عام ١٩٣٨ قام اللاعب البرازيلي ليونيداس بالحركة المقصية الشهيرة وهي مستوحاة من الفنون القتالية البرازيلية مروراً بفترة نهاية الخمسينيات والستينيات وظهور الجوهرة السوداء بيليه وغارينشا اللذان يعتبران من مؤسسي هذه المدرسة الكابويريه CAPOEIRISTAS وصولاً للورثة سقراطس وزيكو وروماريو وريڤالدو وأخيراً نيمار ...

فاستفزاز المنافس هو جزء من اللعبة، وتعتبر الجماهير أنه من حق نيمار استعمال هذا الأسلوب طالما أنه ضمن إطار قوانين كرة القدم ومن واجب الحكم إنذاره عند مخالفة القانون لكن من الظلم انتقاده والتركيز عليه وأن يكن ما يفعله أحياناً يختلف عما اعتاد عليه الجمهور الفرنسي! وعلى الأخير أن يفرح بوجود نجماً كنيمار في Ligue 1 مما يزيد نسبة المشاهدة العالمية للمباريات ويجذب الإعلانات والرعاة الرسميين مما يعود بالفائدة على الدوري بشكل عام وعلى كرة القدم الفرنسية بشكل عام.