* فرنسا تريد "الباغيت" تراثاً عالمياً.. وبحرينيون: الرقاق ما يبي له "يونيسكو" بروحه لذيذ

باريس - لوركا خيزران

أشعل فرنسيون مواقع التواصل الاجتماعي بمطالبات وآراء تدعم مساعي رئيسهم إيمانويل ماكرون لإدراج خبز "الباغيت" الفرنسي إلى قائمة منظمة التربية والتعليم والثقافة "اليونسكو"، للتراث العالمي "غير المادي"، ما حدا بــ"الوطن" طرح أسئلة حول نجاعة فكرة مماثلة في البحرين من خلال الوصول بخبز "الرقاق" إلى العالمية، ما قوبل بالتندر تارة، والطرح الجدي تارة أخرى.



وقال الرئيس الفرنسي خلال استقباله وفداً من العاملين بمهنة خبز الباغيت إن "الباغيت الذهبي المقرمش من الخارج والمطاطي من الداخل محط حسد العالم، داعياً إلى "الحفاظ على امتياز الباغيت ومهارتنا في صنعه، وبالتالي يجب إدراجه على قائمة التراث العالمي".

وأضاف أن "الباغيت جزء من الحياة اليومية في فرنسا وله تاريخ خاص هنا".

وعلى غرار إسهام غير الإيطاليين في الترويج للبيتزا الإيطالية عبر مختلف أنحاء المعمورة، يتم الترويج اليوم لخبزة "الباغيت" الفرنسية عبر الفرنسيين وغير الفرنسيين سيما أصحاب الأصول العربية.

وفي ديسمبر الماضي، أضافت "اليونسكو" صناعة البيتزا كما تمارس في نابولي بإيطاليا إلى القائمة. إذن لماذا لا يضاف الباغيت؟ يتساءل الرئيس الفرنسي.

وفي طلبها للحصول على إدراجها في قائمة التراث، وصفت إيطاليا بيتزا نابولي بأنها "معرفة عملية مطبخية تنقل عبر الأجيال حتى الآن".

وأشارت إلى المهارة والأهمية الثقافية لصانع البيتزا الذي يعمل بإتقان لإعداد العجين بتدويره بين يديه، بينما يغني خلال فعل هذا، بحسب التقاليد.

وقال ماكرون "أنا أعرف خبازينا. لقد رأوا نجاح سكان نابولي في جعل اليونسكو تعترف بالبيتزا الخاصة بهم. وتساءلوا لماذا لا يضاف الباغيت؟ وهم على حق".

واعترفت "اليونسكو" أيضا بحرفية صناع آلة الأرغن الموسيقية الألمان بوصفها "تراثا ثقافيا إنسانيا غير مادي" في ديسمبر الماضي، إلى جانب كرنفال بازل السويسري وركوب الجياد القرغيزية وبناء السفن.

ومعروف أن 3 فرنسيين من أصل تونسي وفرنسي من أصل سنغالي افتكوا مكانة في السنوات الأخيرة كأفضل صانعي هذه الخبزة في العاصمة الفرنسية.

ويحق لكل من يظفر بهذه المرتبة تزويد قصر الإليزيه بالخبز لمدة سنة كاملة. أما الفرنسيون من أصل عربي الذين أوصلوا خبز أفرانهم إلى القصر الرئاسي فهم أنيس بوعبسة ورضا خضر وسامي بوعتور.

وقد حاز الخباز التونسي سامي بوعتور على جائزة أفضل خبز تقليدي فرنسي "الباغيت " لسنة 2017 بباريس، وفق ما أوردته "مونت كارلو".

وأما الفرنسي من أصل سنغالي من الذين أكل من خبزه العاملون في قصر الإليزيه والمقيمون فيه بمن فيهم رئيس الدولة وضيوفه، فهو يدعى جبريل بوديان. وقد نال لقب أفضل صانعي خبزة "الباغيت" عامي 2010 و2015.

ورداً على أسئلة لـ "الوطن" حول جدوى الترويج لأحد أنواع الخبز البحريني التقليدي تمهيدا لادراجه على قائمة "اليونسكو"، قال محمود جناحي إن "الفكرة جيدة والبحرينيون يريدون رفع اسم المملكة والتعريف بها من خلال اي منتج يرتبط بثقافة البلاد"، مشيرا إلى أن "هذا الامر يندرج على كثير من الاطعمة البحرينية التقليدية مثل الطبخات الرئيسية الشعبية التي يمتزج فيها الأرز مع السمك والدجاج واللحوم بمختلف أنواعها كالمجبوس والمصلي والمحمر واللموش وجريش الروبيان والهريس والمضروبة واليبولة والثريد والدقوقة، والأخيرة هي طبخة مكونة من سمك العوم مع التمر الهندي والماء إلى جانب طبق القشيد "ناشف سمك القرش الصغير"، بالإضافة إلى طبخة المرقوقة وهي مكونة من عجين الخبز والدجاج".

من جهته قال منصور عبدالكريم "لا أعتقد أن الرقاق يحتاج إلى إدراجه على قائمة اليونسكو"، قبل أن يضيف متندراً "الرقاق بروحه لذيذ ما يبي له يونسكو".

بدوره قال عاصم حجي إن "هذه الافكار جميلة لكن بحاجة إلى عمل كبير وإمكانيات ترويجية ضخمة، وربما البحرين غير مهيأة حاليا لتخصيص حملات ترويجية ضخمة للخبز البحريني أو لأي طعام تقليدي بحريني"، إلا أنه أكد أن "وزارة الثقافة قد تتلقف هذه الفكرة لتطبقها في الوقت المناسب".

وهناك العديد من أنواع الخبز مثل الصفاع والرقاق والخبز الأحمر، وهو الخبز البحريني التقليدي القديم الذي يخبز في تنور خاص يبنى في الأرض ويقدم في الأعراس والمناسبات الدينية والنذور، إلا أن هذا النوع من الخبز يكاد يندثر ويدخل عالم النسيان، ومن مكوناته الأساسية الطحين والسكر والتمر والدبس.