* إشادة واسعة بالخدمات والرعاية السعودية للمشاعر المقدسة

* ليست مصادفة أن تتطابق الدوحة مع طهران في الدعوة لتدويل الحج

* الجهود السعودية في خدمة الحرمين والحجاج لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد



* محاولة تدويل ملف الحج والحرمين مؤامرة خطيرة من قطر وإيران

* الأمة الإسلامية تثق في قيادة السعودية وشعبها وقدرتها على إدارة الحج بالطريقة المثلى

الرياض - إبراهيم بوخالد

ندد العالم العربي والإسلامي بالمحاولات المستمرة لتدويل الحج، وأعربت الدول العربية والإسلامية عن شجبها واستنكارها للمحاولات اليائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية على أرض الحرمين الشريفين، مؤكدة أنها تهدف في حملتها إلى شق الصف الإسلامي وإثارة الفتنة بين المسلمين.

وتعتبر الدعوة لتدويل الحج ليست جديدة، فهي تعود وتتجدد كلما اشتعل الخلاف السياسي، قديمًا وحديثًا، حيث كان هناك من يدعو لجعل مكة المكرمة والمدينة المنورة خارج الإدارة السعودية. لكن فكرة جعل الحرمين الشريفين تحت سيادة أو إشراف جماعي فكرة بائسة وغير واقعية، ليس لأنها تنتقص من السيادة السعودية على أراضيها فقط، وهو ما يعلم الجميع استحالة الإقرار به، ولكن لأن الفكرة في جوهرها تفتقد المنطق والحكمة والتبصر في عواقب الأمور.

دعوات قطر لتسييس شعيرة الحج لم تكن هي الأولى فقد سبقتها إيران إلى ذلك عندما وجه المرشد الإيراني علي خامنئي من اتهامات باطلة ومشينة تجاه السعودية، ودعا، إلى "تسييس الحج"، باستغلال الموسم لإبداء المواقف السياسية الإيرانية حول الصراع الأمريكي - الإيراني في المنطقة وقضية فلسطين.

هذه الدعوات من الدوحة وطهران وصفتها الدول العربية والإسلامية بأنها تحريض مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في أيام الحج المباركة على أرض الحرمين الشريفين، وحملتها المسؤولية الكاملة في سعيها إلى شق الصف الإسلامي.

وفي هذا الخصوص قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في تصريحات صحافية سابقة، إن مسألة تسييس الحج تتحملها قطر بكل وضوح، موضحا أن المملكة العربية السعودية ترحب بحجاج قطر من اليوم الأول، في حين قطر تبتدع الأسباب والعراقيل كل يوم.

وأضاف وزير خارجية البحرين في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "أن خادم الحرمين الشريفين يفتح بيته لحجاج دولة قطر، في حين أن مقاولي قطر للحج يرفضون لأسباب واهية"، متسائلاً "كيف تهمل دولة مسؤولة تلك الرعاية وتطيع المقاولين؟!".

بدوره، قال علي الرميحي، وزير الإعلام البحريني رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية، إن الدعوات المشبوهة إلى "تدويل الحرمين الشريفين" سقطات أخلاقية تنم عن حقد وإفلاس سياسي، وجهل بحقيقة الدور التاريخي للسعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وأياديها البيضاء داخل البلاد وخارجها في نشر الدعوة الإسلامية وقيم الوسطية والاعتدال.

وأضاف الرميحي في تصريحات صحافية أن "الجهود السعودية في خدمة الحرمين وزواره والحجاج لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد، أو من لا يريد خيراً للأمة الإسلامية ووحدتها وتماسكها وتقدمها"، مشيداً "بالخدمات العظيمة التي تقدمها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في رعاية ضيوف الرحمن، وتأمين أداء مناسكهم في راحة وطمأنينة ويسر، مستنكراً أي دعوات خبيثة للإساءة إلى المملكة، أو الانتقاص من تاريخها المشرف في خدمة الإسلام والمسلمين، أو محاولة تسييس الشعائر الدينية، أو تدويل الحرمين الشريفين".

وفي هذا الشأن استنكر مجلس علماء باكستان محاولات قطر الجديدة إثارة ملف التدويل، الذي سعت له في موسم الحج الماضي. وأوضح رئيس مجلس علماء باكستان، الشيخ طاهر محمود الأشرفي، أن محاولة تدويل ملف الحج والحرمين الشريفين مؤامرة خطيرة تدل على سير قطر على خطى إيران، التي دعت من قبل إلى هذه المحاولة الخبيثة.

وقال الأشرفي، في بيان، إن علماء باكستان يعتبرون محاولة تدويل ملف الحج والحرمين الشريفين مؤامرة خطيرة على المقدسات الإسلامية، ولا يمكن اعتبارها إلا بمثابة الحرب على الحرمين الشريفين.

وأضاف أنه يجب على الدوحة تجنب استخدام الحج والحرمين الشريفين لتحقيق أهداف سياسية، مؤكداً أن الأمة الإسلامية تثق في قيادة وشعب المملكة العربية السعودية، وقدرتها على إدارة الحج بالطريقة المثلى.

من جانبه أعرب الاتحاد العالمي لجماعات أهل السنة في دول جنوب آسيا عن شجبه واستنكاره الشديد لما صدر عن المرشد الإيراني علي خامنئي من افتراءات وادعاءات باطلة ضد الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية لضيوف الرحمن وعنايتها بالحرمين الشريفين.

وكانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة حملت النظام الإيراني المسؤولية الكاملة إزاء تفويت الفرصة على أبناء الشعب الإيراني الراغبين في أداء الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة، من خلال وضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق نهائي ينظم أداء الحجاج الإيرانيين لفريضة الحج.

وأحبطت السعودية كل مخططات الدوحة وطهران الرامية لتسييس الحج وبث الفوضى والاضطرابات والفتن خلال أداء هذه الشعيرة التي تجمع المسلمين في الديار المقدسة، وذلك من خلال رفضها الحازم والقاطع لمحاولات نظام الولي الفقيه في طهران فرض شروط سياسية وإدخال مراسم وطقوس خارجة عن مناسك الحج، وكذلك رفضها شروطا إيرانية وقطرية من شأنها أن تؤدي إلى إحداث انشقاقات بين المسلمين

وليست مصادفة أبداً أن تتطابق الدوحة مع طهران، وعلناً هذه المرة، حين تدعو إلى تدويل الحرمين المكي والمدني، تحت عنوان يقول إن هذه المواقع إسلامية، ولا يجوز أن تدار من قبل المملكة العربية السعودية. فالمملكة ليست بحاجة أولاً إلى شهادة أحد فيما تقدمه من رعاية لحجاج بيت الله الحرام، وأعمال التوسعة في الحرمين تشهد على جهود ملوك السعودية بلا استثناء، ولقب خادم الحرمين الشريفين لم يأت من فراغ، بل تأسس على موروث يشهد به الجميع في العالم الإسلامي.