القاهرة - عصام بدوي، وكالات

افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس، المرحلة الأولى من مشروع الـ100 ألف فدان بمحافظة مرسي مطروح، غرب البلاد. ومشروع الـ100 ألف فدان صوبة هو مشروع قومي مصري، يهدف لتعظيم الاستفادة من وحدة الأرض والمياه ووحدة المساحة، وترشيد استخدام المياه وتوفير فرص العمل الجديدة والمساهمة في زيادة الصادرات، وسد الفجوة الغذائية.

وأكد السيسي خلال الافتتاح بقاعدة محمد نجيب العسكرية في منطقة الحمام بمحافظة مطروح الساحلية شمال غرب البلاد، والتي شملت 1302 صوبة زراعية، أن الهدف من المشروع هو زيادة المعروض من المنتجات الغذائية والوفاء باحتياجات السوق المحلي.



كما يهدف المشروع إلى إنتاج الخضر وتوفيرها في السوق المحلية المصرية بإنتاجية عالية، ويحدث استقراراً للسوق وتدفقاً للإنتاج طوال العام، بالإضافة إلى زيادة إنتاج التصدير.

وتقدر الصادرات الزراعية المصرية في عام 2016 بنحو 4.3 مليون طن، إلا إنها زادت إلى 500 ألف طن عام 2017.

ولفت وزير الزراعة المصري د. عبدالمنعم البنا خلال افتتاح المشروع، أن مصر استطاعت فتح أسواق جديدة في 12 دولة على مستوى العالم، خاصة في شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا الوسطى.

وأكد وزير الزراعة المصري أهمية دور القطاع الزراعي في تطوير المنظومة الزراعية في مصر، مُشيراً إلى أن القطاع الزراعي غير ثابت ومتحرك ويتأثر بالمتغيرات والمستجدات المحلية والدولية، فضلاً عن وجود تحديات كبيرة تواجهه.

وأوضح أن هناك 5 محاور رئيسة لتطوير الإنتاج الزراعي في الوقت الحالي، متمثلة في الاستخدام المستدام، وتطوير المنتجات وتدعيم القدرة التنافسية وتحسين مناخ الاستثمار الزراعي ومستوى المعيشة.

ولفت إلى ضرورة الاتجاه إلى تعظيم العائد من وحدة الأرض والمياه، وتحديث منظومة التقاوي وتحديث الأساليب الزراعية بهدف ترشيد استخدام المياه، لافتاً إلى أنه تم تطوير منظومة التقاوي، وطبقت على موسم القمح والذرة والفول والقطن، وذلك بزراعة 455 ألف فدان بهذه المنظومة الجديدة، وبزيادة بمعدل 3 أرادب للفدان.

وشدّد الوزير على ضرورة ترشيد استخدام المياه واستنباط أصناف جديدة للقطن، التي من شأنها توفير نسبة 25 % من المياه، بزراعة 60 % من المساحة المحددة هذه العام، منوهًا إلى أنه تم حصر للأصناف، وتم استبعاد الأصناف الشرهة للمياه من القمح والذرة والذرة البلدي، فضلاً عن استخدام أحد الطرق الحديثة في زراعة القمح بالمساطب توفر 20% من المياه.

ووجه الرئيس المصري تعليماته للشعب والمزارعين بضرورة الحفاظ على المياه وتشريد الاستهلاك، لافتًا إلى أنه يجب استخدام أساليب ري وزراعة حديثة لأنها ستوفر كثيراً من المياه.

وقال السيسى "بنقول الكلام ده لكل أهالينا في الريف والمحافظات، لازم نكون حريصين جداً على كل نقطة مياه"، مؤكداً أن ذلك الأمر يجب أن نتحرك فيه بمسؤولية وجدية كبيرة حكومة وشعب، مشيراً إلى أن "هناك فداناً يستهلك 3600 متر مياه وفدان آخر يستهلك 200 متر مياه، ما يؤكد وجود خلل فى أساليب الري".

وتأتي تصريحات السيسي فيما تتخوف القاهرة من ان يؤدي بناء سد النهضة الإثيوبي الضخم إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90% من احتياجات مصر إلى المياه.

وقال السيسي في مؤتمر بثّه التلفزيون الرسمي إن "هذه الصوب ليست للتصدير، نحن لن نصدر قبل أن نكفي احتياجات السوق المحلي".

ويبلغ عدد سكان مصر نحو 96 مليون نسمة وتنفق القاهرة مليارات الدولارات سنوياً لسد حاجة السكان خصوصاً من الحبوب الغذائية كالقمح والذرة والفول.

وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع إنشاء 5 ألاف بيت زراعي على مساحة 20 ألف فدان بمحافظات مطروح والشرقية والإسماعيلية وتنفذ بواسطة الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

بدوره، استعرض اللواء مصطفى أمين على، مدير عام مشروعات الخدمة الوطنية، ما تم إنجازه فى المرحلة الأولى من مشروع الـ100 ألف فدان بمنطقة الحمام للتأمين الغذائي للشعب المصري.

وقال إن الجهاز يختص بـ81.5 % من جملة الموارد المائية العذبة المتاحة، موضحا أن الجهاز عمل على زيادة المعروض من أصناف العروض المختلفة.

وأضاف أن جملة موارد مصر المائية العذبة تصل إلى 76.2 مليار متر مكعب تستهلك الزراعة منها نحو 81%.

وأشار إلى أن نصيب الفرد السنوي في مصر من الغذاء الصافي من الخضراوات، انخفض من 125 كيلوغراماً في عام 2012 إلى 90 كيلوغراماً في عام 2016، مُشيراً إلى أن ذلك يرجع لانخفاض صافي الإنتاج المحلي من أصناف الخضراوات متزامنا مع الزيادة السكانية.

ولفت إلى أنه في عام 2012 بلغ الإنتاج الصافي من الخضراوات 15 مليوناً و400 ألف طن، بينما في عام 2016 بلغ الإنتاج إلى 12 مليوناً و900 ألف طن، مؤكداً أنه من أجل هذا تقوم الشركة الوطنية للزراعات المحمية بزراعة 5 آلاف صوبة على مساحة 20 ألف فدان، أكثر 95% من هذه الصوبات تقدر مساحتها بـ2.5 إلى 3 أفدنة، بينما يبلغ بعضها 12 فداناً.

وأوضح، أنه من المخطط أن تحقق المرحلة إنتاجية مليونا و565 ألف طن سنوياً من الأصناف، وتعادل إنتاجية أكثر من 100 ألف فدان من الزراعات المكشوفة، بينما توفر أكثر من 40 ألف فرصة عمل.

وقال: "نقدم اليوم للشعب المصري باكورة إنتاجنا من الخضراوات التي بلغت مرحلة النضج المناسب من 1300 ألف صوبة زراعية في منطقة الحمام وحدها".

وأشار إلى تعاون العديد من أجهزة الدولة المصرية لإنجاح المشروعات، في مقدمتها وزارات الزراعة والري والكهرباء وهيئة الرقابة الإدارية وغيرها من الشركات الوطنية.

وذكر أن "استخدام الصوب "الزراعية" يحقق زيادة في الإنتاجية الزراعية وترشيد مياه الري مقارنة بالزراعات المكشوفة".